الشبّيح هارون يحيى هو تلميذ نجيب لاولئك !


لقد كتبنا كثيراً حول الدفاع عن العلوم الطبيعية, وضرورة تعليمها في المدارس. في بعض مناطق العالم: تحاول الاصوليات الدينية فرض عقائدها والغاء كل المحتويات المصطدمة مع ركائز ايمانها, وبهذا تعيد كتابة النصوص العلمية بما يوافق المحتويات الدينية والدوغمائيّة كبديل لنظريات علمية تنطوي على كثير من الاثباتات التجريبية. كثيرين من معارفي يقولون لي: ولماذا تنزعج من هذا الكلام, سيما انه صادر بمنطقة بعيدة عنك؟ الا يوجد مواضيع أكثر اهمية للبحث؟


ربما لديهم الحق من جانب, فبديهي أنه يظهر لنا بعيداً, ولدينا الآن كثير من المشاكل في المجتمع, وفي ديناميّة العمل العلمي ذاته. قد يصل الشخص لقناعة تقول: أنّ نقد الاتجاه الخلقيّ عبارة عن هدر طاقة دون أيّ فائدة. مع هذا, أرى بأن الدفاع عن الاتجاه الخلقيّ: كمؤشّر إلى أين يتجه مجتمعنا.


على الرغم من كل جهود آكاديمية العلوم الأميركية الهائلة, خصوصاً في القسم المختص بنشر التعليم العلميّ, وبالرغم من أنهم قد أثبتوا مراراً وتكراراً أمام المحاكم خرق الدستور بإدخال تعاليم دينية في حصص العلوم بالمدارس الحكومية, وعلى الرغم من التبيان المتكرّر لأنّ التصميم الذكي لا يكون أكثر من استراتيجية خلقيّة تبتغي ادخال عقائدها الدينية في تلك المدارس, بالرغم من كلّ هذا: تقلّ أعداد المراكز التعليمية الأميركية المهتمة بتدريس العلوم بحريّة.


نجد المثال الأبرز حول هذا في ولاية لويزيانا, والتي تمّ إقرار قانون للمدارس العامّة فيها مؤخّراً. الآن يذهب كل الطلاب لمدارس خاصة { مع معونة اقتصادية حكومية لغير القادرين على تحمل التكاليف }. في هذه المدارس, سيتم فرض الافكار التي يريدونها. فاذا ارادوا تدريس عمر الارض 6000 عام, أو ثابت الدائرة ( ) هو عدد صحيح دون اجزاء عشرية, كما هو قائم في الكتاب المقدس, فالطلاب أحرار باعتماد هذه الأفكار. سيكون هناك كامل الحريّة والديموقراطية التي يطلبها الأهالي " لتعليم الخيارين ".


الديموقراطية لاجل التصويت واختيار النتائج العلمية. حضرات السادة: هل سنصوّت على خطر الاشعاع النووي, أو أنّه أقل خطر وبكثير من حبّة آسبيرين؟ ربح الصوت القائل: بكونه لا يشكّل خطر, حيث يمكننا انشاء مفاعل نووي بالقرب من المدرسة. لا يوجد أيّ مشكلة. هل سنصوّت بحريّة فيما لو كان آنشتاين عبقرياً أو مجنوناً؟؟!! هل سنصوّت على سحب كتابات ستيفين هاوكينغ لكونه مُلحداً؟؟!! وأيّ صوت يمتلك القيمة هنا؟؟ هل ذات القيمة: يمتلكها صوت استاذ فيزياء وصوت طالب يصعب عليه فكّ الأحرف اليونانية .. كونها معقدة جداً ؟؟!!! هل سيكون هناك حريّة لتنظيم المدارس التي تعلّم الشرائع الدينية أو التفكير العلمانيّ؟؟ هذا أشكّك به كثيراً, حيث يوجد قوانين علوية لا يمكن اللعب معها.


مع كل يوم يمرّ: تزداد قناعتي بأنّ تقدُّم الاتجاه الخلقيّ والفكر الباطنيّ, هو عبارة عن مؤشّر راهنيّ نعيشه حالياً. زمن تسود به السطحية والاختزاليّة, حيث يتم اعطاء ذات القيمة لنقاش منظم جيداً وذو رسائل تدفع للتفكير ونكتة متولدة خلال 10 ثواني من ذهن طفوليّ. زمن تتهافت به اساليب التعليم, وتزدهر الاصوليات الدينية والكره والحسد تجاه مُهاجر باحث عن فتح ثغرة في المجتمع, والراغب فقط بأن يصير شخص مُحترم يريد الافضل لابنائه. ولا يشكّل تخريب النظام التعليمي, حيث يزدهر الاتجاه الخلقيّ: أكثر من مؤشّر اضافي على مشاكل خطيرة على كل المستويات. وهذا لا يأتِ من أننا قد أتينا من رئيسيات أو من آدم وحواء: بل برغبتنا بالسير والتقدُّم نحو القرن الثاني والعشرين أو العودة إلى القرون الوسطى !!!!


النص الاساس بالقسم الأجنبي

تعقيبي

المشكلة فعلياً هي بين ناس تريد دخول القرن 22 وناس تريد العودة للقرون الوسطى! أشكر أيّ تصويب أو اضافات :lol2: :-x
0
الحاصل في العالم العربي الآنْ .. ثورات تقتلع ك