النهار الذي فرَّ خجَلاً من معصم الوقت
النهار الذي يُمطر أسئلة عطرٍ
على شعر القرنفل
يرابط لنار لقاءنا
خارج قش التكتم والأسرار
ونحن الغاربون
ننتظر برتقالة العمر المتوهّجة
لنقطف من روحها بواكير شهقتنا
هكذا أيها الغيم
يا صخرة لم تكتمل
يا بحراً خرج من المدّ
سدّد على جسدي
وأطلق صبّارك في النبض
هكذا أيها النوم
أقفل شبّاكها على حلمي
فالدفء مُشْتَرط بفصل الأنثى العاصف
ومقدار الهطول
معلّقاً بمسمار انتظاري
ينهال على صمت المعادن في وجهي
صدأ النظرات
أخرج من القاموس هارباً من المعنى
فما كانت سوى قدّيسة
حمالة الحطب
وما كان سوى تراث وعيد تاريخنا
فلا خافت أعقاب العمر
ولا دنّسَتْ ماضيها بمثقال لومٍ
ولا رُجمتُ بمن أحببتْ
ولا جلَدَ الخمر انتسابي للحانة عربداً
والطريق ضيّق على توازنٍ مثقلٍ بالغيب
ملوَّثٍ بالحضور
أمامي أرض نضرة
تنيشن صدرها بأسماء الفاتحين
ويا أعرابيّاً رمَّلتَ الصحراء بنواحك
ويا نبياً
الروح خرجت للّه سيفاً لسيف
ولنا أن نقشّر جلود ثقافتنا ونهضمها
ولنا أن نريح ممالكنا من ضيق مودتنا
فما من حليب البدو ارتضعنا نفوسنا
ولكن جُنّ حليب الله في أزقّة خلايانا
وتاه الكلس والدم على الصلصال
وصرنا
غباراً خلوياً بأعصابٍ مرصوفة بشجر النخل
واختلطنا بقطعان الرمل الغازي
تصحرنا
والآن تهدهدين لحزني الأنثوي
وتدندنين على دروب سمعي
بمزيد من عروق السنديان
والبحر المختنق بالنوايا
التي تبنَّتني شراعاً حجرياً
مسَّني بالغيم
أنا الشراع الحجري للغيم
أمشط الموج المتسائل بالزبد المنوِّمِ
وأربِّتُ بالموج العائد ميناء المتعبين
ومن صلصالي وهبتك الجسد الأنثوي
يا أرض مولعة بالأحذية
وأعطيتك ذاكرة جليدية من أطراف ضلوعي
وها أنت تقرئين الورد
كظاهرٍ لسر محبتي
وتأتين مدفوعة بريح الوحدة
توقفك مرساة اللهفة على ميناء روحي
فالموج المعاصر احتل مكاني الأزلي
حتّاً وتعرية
وأنا المتعري يكللني الجماد
ويكسوني ملح البحر
أنفض عني السنين
فأراكِ
ممددة بعمري تغطين في سبات القل