حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 إشراقة الشمس الأولى: عصر النهضة الأوروبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالم
ثـــــــــــــــائر منضبط
ثـــــــــــــــائر منضبط
سالم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 396
معدل التفوق : 1140
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

إشراقة الشمس الأولى: عصر النهضة الأوروبية Empty
25122013
مُساهمةإشراقة الشمس الأولى: عصر النهضة الأوروبية

إشراقة الشمس الأولى: عصر النهضة الأوروبية Arton10651-4f3d8

إنهما إشراقتان: الأولى حصلت في القرن السادس عشر عصر النهضة والإصلاح الديني، عصر ايراسموس ولوثر، والثانية حصلت في القرن الثامن عشر: عصر التنوير. ولكن لا ينبغي أن نستهين بالقرن السابع عشر الذي يتوسطهما: فهو عصر الثورة العلمية الأولى، أي عصر غاليليو وديكارت وكيبلر وكذلك عصر سبينوزا ولايبنتز وبيير بايل، وكل أولئك الذين مهدوا الطريق للتنوير الكبير والثورة الفرنسية. باختصار إنها ثلاثة قرون حاسمة في تاريخ الغرب والعالم كله. فلولاها لكنا نرزح حتى الآن في غياهب العصور الوسطى تحت نير المطارنة والخوارنة والبابوات والتمييز الطائفي. ولهذا السبب أجمع المفكرون الأوروبيون على تقسيم تاريخهم إلى ثلاث حقبات رئيسية: العصور اليونانية- الرومانية القديمة، فالعصور الوسطى المسيحية، فالعصور الحديثة بدءا من عصر النهضة وحتى اليوم. الأولى امتدت من القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن الرابع أو الخامس بعده أي طيلة ألف سنة، والثانية من القرن الخامس بعد الميلاد وحتى القرن الرابع عشر أو الخامس عشر أي طيلة ألف سنة أيضا، والثالثة من القرن الخامس عشر أو السادس عشر وحتى اليوم، أي طيلة أربعمائة سنة أو خمسمائة سنة. هذه التواريخ تقريبية بالطبع ولا تفصل بينها حدود قاطعة كحد السيف وان كان هناك إجماع على خطوطها العريضة. فمثلا فيما يخص عصر النهضة الذي سوف يشغلنا الآن فإنّ الكثيرين يقولون بأنه ابتدأ في القرن الرابع عشر مع بيترارك وليس في القرن الخامس عشر أو السادس عشر وإن كانت النهضة لم تنضج إلا في هذين القرنين بالذات، وبالأخص بعد منتصف القرن الخامس عشر وحتى أواخر السادس عشر بل وبدايات السابع عشر.

الكثيرون يعتبرون بيترارك إذن أوّلَ كاتب نهضوي حديث. إن النهضة في الواقع إيطالية الأصل ومن هناك أشعت على كل أنحاء أوروبا بالتدريج: أي على فرنسا وانكلترا واسبانيا وألمانيا الخ. وكلمة نهضة ذاتها هي إيطالية الأصل. وكانت تدلّ منذ نهايات القرن الرابع عشر على نهضة الآداب والفنون. ومعلوم أنّ بيترارك كان أوّل من استخدمها للدلالة على استهلال عصر جديد. ومعلوم أنه ولد في منطقة فلورنسا عام 1304 وتوفّي عام 1374. وكان أوّل من صبّ جام غضبه على العصور الوسطى. وطبقا لتصوّره فإنّ الفترة المشرقة للعصور اليونانية القديمة كانت قد انتهت في القرن الرابع الميلادي. وعندئذ أظلمت الدنيا لأنه تلت تلك الفترة الرائعة فترة بربرية وهمجية وظلمات ماتت فيها الحضارة. وهذه هي فترة العصور الوسطى المسيحية. ولذلك راح ينصح معاصريه بالعودة إلى طريقة اليونان والرومان في التفكير والكتابة.
وفيما بعد راح المؤرخون الأوروبيون يعتمدون وجهة نظر بيترارك ويطلقون مصطلح العصور الوسطى على تلك الفترة الممتدة منذ نهاية العصور اليونانية- الرومانية وحتى الانبعاث الفكري والفني الجديد الذي استلهم تلك العصور والذي ابتدأ في ايطاليا في نهايات القرن الرابع عشر: أي مع بيترارك بالذات. هكذا نلاحظ أنّ هناك تضادا واضحا قاطعا بين العصور الوسطى/ وعصر النهضة.
ويرى المؤرخ الفرنسي المعروف جان دوليمو الذي نعتمد عليه هنا ونستعرض كتابه أنّه في القرن الرابع عشر وفي مدينة فلورنسا بالذات راح الاعتقاد بحصول نهضة فنية كبرى يفرض نفسه. وشعر الجميع بأن الرسامين الايطاليين استطاعوا لأول مرة أن يرتفعوا إلى مستوى فناني العصور اليونانية- الرومانية القديمة وأنهم أحيوا تلك الفنون التي كانت قد انطفأت أو ماتت كليا تقريبا طيلة العصور الوسطى. ولكن القرن التاسع عشر خلع على مفهوم النهضة معنى أكثر اتساعا بكثير. فلم يعد يحصرها بانبعاث الفنون والآداب الجميلة وإنّما مدّها لكي تشمل الفكر والفلسفة والدين وكل مناحي الحياة. وعندئذ أصبحت النهضة تشمل فترة واسعة ممتدة من موت بيترارك عام 1374 إلى موت شكسبير وسيرفانتيس عام 1616. (1)

لا ريب أنّ اكتشاف كنوز الفكر والفن اليوناني- الروماني أدى إلى انبعاث هائل في عصر النهضة. ولكن هل انتقلنا فجأة من ظلام العصور الوسطى إلى أنوار عصر النهضة كما كان يعتقد الكثيرون؟ أليست هذه الصورة تبسيطية أكثر من اللزوم؟ في الواقع أصبح المؤرخون المعاصرون أكثر حذرا في تبني هذه الأطروحة. فالأمور أكثر تعقيدا مما نظن. وهناك اللون الرمادي الذي يفصل تدريجيا بين الأسود والأبيض، أو بين الظلام والنور. فالعصور الوسطى لم تختف كليا دفعة واحدة! والنهضة لم تنتصر دفعة واحدة. هذا مستحيل. كيف يمكن لألف سنة أن تختفي عن الأنظار بلمح البصر؟ نضرب على ذلك المثل التالي: المطبعة التي اخترعت أواسط القرن الخامس عشر، أي في عصر النهضة، ظلت لفترة طويلة تنشر الكتب الدينية القديمة أكثر مما تنشر الكتب الجديدة التي تعبر عن الروح النهضوية الحديثة الصاعدة. وهذا أكبر دليل على أن القديم لا يموت بسهولة وأن احتضاره قد يدوم زمنا طويلا، وكذلك حشرجته. أما الجديد فلا يولد إلا بصعوبة شاقة تشبه المخاض العسير. وعموما فإنّ هذه الولادة تستغرق وقتا طويلا لكي تنتصر وتترسخ.
يضاف إلى ذلك أن العصور الوسطى لم تكن خالية من الإبداع الفني والأدبي والفكري على عكس ما شاع أو يشاع. وهنا ينبغي التمييز بين العصور الوسطى الأولى حيث انطفأ النور تماما، والعصور الوسطى الثانية حيث ابتدأت أوروبا تتحلحل وابتدأ شعاع نحيل من الضوء ينبثق بعد الاتصال بالعرب وترجمة فلاسفتهم إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر. ولهذا السبب قام بعض المؤرخين مؤخرا بإعادة الاعتبار إليها. ولكن لا ينبغي المبالغة في هذا الاتجاه وتمييع الأمور. فمن الواضح أن عصر النهضة كان أكثر إشراقا من العصور الوسطى! وإلا لما تحدثنا عن نهضة ولا من يحزنون.. ولكن عصر النهضة نفسه كان، على الرغم من عظمته، تناقضيا ولم يخل من الجوانب المعتمة أو المظلمة. ففيه تجاور الأفضل مع الأسوأ، التقى النقيّ سافونارول مع الفاسق العربيد بورجيا. وفيه حصل الإصلاح الديني للمسيحية، ولكن فيه أيضا اندلعت الحروب المذهبية بين المسيحيين وأدت إلى مجازر مرعبة كمجزرة سانت بارتيليمي عام 1572 في فرنسا مثلا. وبالتالي فالنهضة تبدو وكأنها بحر هائل من المتناقضات، فيها الأسود وفيها الأبيض، فيها المشرق وفيها المعتم. ولكن يبقى صحيحا القول بأنه حصلت آنذاك إشراقة رائعة للشمس. وأحس الناس بأنهم يعيشون عصرا جديدا، أو فجرا جديدا، إلى درجة أن ايراسموس صرخ قائلا:
“ينبغي أن نتمنى حظا سعيدا لهذا العصر: سوف يكون عصرا ذهبيا! ليتني كنت شابا لكي أستمتع بهذا العصر إلى أقصى حد ممكن”.. من المعلوم أن ايراسموس مات في بدايات القرن السادس عشر عام 1536. ولكنه مهد للنهضة الطريق. فهو أبوها بشكل من الأشكال. ولذلك دعوه باسم: أمير عصر النهضة. أما النهضوي الألماني أولريتش فون هوتن فقد كتب رسالة إلى أحد أصدقائه يصرخ فيها قائلا:
“يا له من قرن! يالها من آداب! يا له من زمن يطيب فيه العيش”!
الخ.
وإذن كان الناس آنذاك شاعرين بأنهم يعيشون عصرا جديدا حقا، عصرا واعدا، عصرا يختلف عن كل ما سبق(2).
يضاف إلى ذلك أنّ الغرب استطاع في عصر النهضة، ولأوّل مرة، أن يتفوق على كل الحضارات البشرية مجتمعة بما في ذلك الحضارتان العربية والصينية اللتان كانتا أكبر الحضارات في الماضي. فقبل عصر النهضة كانت ثقافة العرب وتقنياتهم تتفوق على ثقافة الأوروبيين وتقنياتهم كما يقول جان دوليمو. وقل الأمر ذاته عن الصينيين. ولكن بدءا من عام 1600 أصبح التفوق الأوروبي على العرب والصينيين وسواهم واضحا لا لبس فيه ولا غموض(3). من هنا أهمية عصر النهضة في التاريخ الأوروبي. فقد كان نقطة الانطلاق الأولى نحو صعود صاروخي لا يقاوم منذ القرن السادس عشر وحتى اليوم.عندئذ خلفت أوروبا كل النطاقات الحضارية الأخرى-بمن فيهم العرب والصينيون- وراءها وسبقتهم بسنوات ضوئية.
وأخيرا يمكن اعتبار بيترارك بمثابة المدشن الأوّل للنزعة الإنسانية في عصر النهضة(هيومانيزم) تماما كما أن ايراسموس هو خاتمتها. وبينهما امتداد زمني يتجاوز القرن ونصف لأن الأوّل مات عام 1374 والثاني عام 1536.
الهوامش:
1- جان دوليمو: تاريخ عصر النهضة.ص 18
Jean Delumeau : Une histoire de la Renaissance.Perrin.
Paris.1999.P.18
أستعرض هنا بعض محاور هذا الكتاب الأنيق والجميل جدا لأنه مرفق بالصور الملونة الخلابة واللوحات الفنية الرائعة لكبار فناني عصر النهضة الايطالية والأوروبية. وجان دوليمو هو مؤرخ مسيحي مؤمن ولكنه إيمان ما بعد النهضة والتنوير لا ما قبلهما.وبالتالي فهو ايمان مبتسم،طيب،لا يخيف أحدا ولا يشكل أي خطورة على حرية الفكر..انه الإيمان الذي يقبل حتى الملاحدة ويحاورهم ويحترم قناعاتهم بكل طيبة خاطر.
2- من يستطيع أن يقول نفس الشيء عن زمننا هذا: أقصد الزمن العربي الإسلامي؟ فعلى الرغم من ثورات الربيع العربي إلا أن أحدا منا لا يشعر بأن عصرا جديدا ينبثق أو يستهل. والسبب هو أن شبح الإخوان والسلفيين يخيم على الجو. يحصل ذلك كما لو أن تاريخنا معاكس تماما للتاريخ الأوروبي: فكل ثوراتهم كانت ضد الانغلاق الديني أو على الأقل ضد الطابع الإرهابي المتعصب للانغلاق الطائفي والمذهبي. أما نحن فثوراتنا كلها تضع نفسها تحت عباءة الدين بدءا من الثورة الإيرانية عام 1979 وحتى الثورة المصرية عام 2011..الأولى تحت عباءة الخميني والثانية تحت عباءة القرضاوي. لا أقصد بذلك أن الانتفاضات العربية -كما انتفاضة الشعب الإيراني ضد الشاه سابقا- لا معنى لها. على العكس إن ثورتها على الاستبداد والأنظمة البوليسية الفاسدة مشروعة تماما. ولكن في ذات الوقت تشعر بالإحباط، بأن ما نرغبه لا يحصل، بأن الثورة الحقيقية لا تزال في ضمير الغيب..أقصد الثورة الفكرية-السياسية التي تغير بالفعل مجرى الحياة العربية وتنتقل بها من حال إلى حال. يحصل ذلك كما لو أنه لا بد من المرور بالمرحلة الأصولية، كما لو أن المرحلة الإخوانية قدر محتوم لا فكاك منه. ولكننا نعلم أن ديمقراطية الأصوليين في اتجاه واحد لا اتجاهين: وبالتالي فلا مخرج منها بعد أن تدخلها.انظر الحالة الإيرانية، منذ ثلاثين سنة والملالي يمسكون بزمام السلطة..فهل سيحصل نفس الشيء في تونس؟ لا أعتقد.تونس لها خصوصيتها. أما ليبيا فشيء آخر لأنها كمجتمع ليست منفتحة كتونس ولأن تدينها أشد صرامة وأصوليتها أكثر رعبا ودموية..الأصولية التونسية تبدو متمدنة ومتحضرة بالقياس إلى الأصوليات الأخرى..يضاف إلى ذلك أن الوهابيين وضعوا أيديهم على ليبيا كما يبدو من خلال المال الخليجي الغزير. فهل سيفعلون نفس الشيء مع تونس الأفقر ماديا من ليبيا؟ هل يمكن للمال الخليجي أن يعيد تونس إلى الوراء ويقضي على كل التنوير الفكري والحياتي الذي حققته منذ القرن التاسع عشر وليس فقط منذ بورقيبة؟ لا أعتقد. ولكنها أسئلة مقلقة تطرح نفسها..في كل الأحوال لا يمكن القول بأننا نعيش عصر نهضة! بل عصر ارتكاسة إلى الوراء. إنها ثورات سياسية مشروعة، ولكنها غير مرفقة بثورات فكرية كما حصل للثورة الفرنسية التي احتضنها التنوير ومهد لها الطريق. ولذا فإنّ ثوراتنا تلتحم بالماضي أكثر مما تنفتح على المستقبل. إنها أفضل من اللاشيء بدون شك، ولكنها ليست بالضبط ما نريد!.. فهل تمخض الربيع العربي عن خريف أصولي كما يقول الفرنسيون؟ ولكنها ارتكاسة مؤقتة على ما نعتقد حتى يكون المجتمع قد التقط أنفاسه..فالعرب لم يقولوا كلمتهم الأخيرة بعد، بل ولا حتى الأولى! بانتظار ذلك فإنّي أعزّي النفس بالتحدث عن نهضة الآخرين: عن النهضة الأوروبية التي دشنت عصرا آخر وتمخضت عن كون جديد…
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

إشراقة الشمس الأولى: عصر النهضة الأوروبية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

إشراقة الشمس الأولى: عصر النهضة الأوروبية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» شراقة الشمس الأولى: عصر النهضة الأوروبية
» علم الاستغراب والرد على المركزية الأوروبية
» المعاهدة المالية الأوروبية
» أثر الأزمة الأوروبية على الصين والهند
» هوسرل وأزمة الثقافة الأوروبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: