جمجمة بشرية تم العثور عليها في إفريقيا يعتبرها العلماء حلقة مفقودة،
الوجه و القحف ( الجمجمة بدون عظمة الفك السفلي ) لهم ميزات موجود في أنواع الإنسان المبكر و الحديث على حد سواء و عمر الجمجمة يُعتـــَقد أنه ما بين 250 ألف و 500 ألف سنة.
صورة
و قال عالم الإحاثة ( علم يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السابقة ) سكوت سيمبسون من جامعة كيس ويسترن ريسيرف في كليفيلاند، في ولاية أوهايو: ”الجمجمة تــُظهــِر تواصل السجل التطوري و من هنا تعتبر هذه الجمجمة حلقة وصل بين الإنسان منتصب القامة Homo erectus و الإنسان الحديث.
إكتشاف نادر
أكتشف الباحثون هذه الجمجمة في منطقة جاويس، في إثيوبيا، في منطقة عفار الشمال شرقية، و هذه المنطقة غنية بالأحافير و المستودعات الآثارية يتراوح عمرها ما بين 1000 و 5.6 مليون سنة مضت. في مجموعة دولية معروفة بأسم ’مشروع أبحاث علم الإنسان القديم في جونا‘ the Gona Paleoanthropological Research Project بدأت البحث الميداني في المنطقة سنة 1999.
أساهميد هوميت ( رجل من قبائل عفار المحلية يعمل بالمشروع ) أكتشف قحف ( جمجمة بدون عظمة الفك السفلي ) لإنسان مبكــّر في أخدود صغير في قاعدة مُنحدَر من الرواسب، و الجمجمة لم يكن موجود بها عظمة فك سفلي و لكن كان لها قحف غير ملموس تقريبًا. معظم حفريات الإنسان المبكر يتم العثور عليها في العديد من القطع الصغيرة، و العلماء يعتقدوا أن هذا الجمجمة أتت من الفترة البلايستوسينية المتوسطة ( أي منذ حوالي 600 ألف إلى 200 ألف سنة مضت ).
من المُعتــَقــَد أن الإنسان منتصب القامة Homo erectus هو سلف الإنسان الحديث Homo sapien، و الإنسان منتصب القامة ظهر لأول مرّة في إفريقيا و عاش منذ حوالي 1.9 إلى 8.0 مليون سنة مضت. و قال سيمبسون: ” وجه و قحف الإحفورة لهم سمات مشابهة للإنسان المبكــّر ( مثل الإنسان منتصب القامة )، و لكن هناك دليل تشريحي أن الجمجة لسلف من نوع الHomo sapiens أو الإنسان الحديث مثل شكل قبّة الجمجمة، و قبو الجمجمة مشابه لذلك الموجود في الإنسان الحديث.“ و قال أيضــًا: ” لو نظرنا لأحدودب ( قبو ) جمجمة الإنسان منتصب القامة سنجده أميل إلى الإنخفاض و الطول و يكون زاوي ( من الزاويا ) أيضــًا، و لكن هذا القبو هذه الجمجمة شديد الكروية مثل الإنسان الحديث تمامًا.
بنية خفيفة
السجل الإحفوري الإفريقي منذ وقت جمجة جاويس ( منطقة في إثيوبيا و هي التي تم العثور على الجمجمة بها ) ضئيل و أغلب العينات غير محددة التاريخ. و قال العلماء و من بينهم ( أندور هيل دكتور علم الإنسان بمتحف بي بادي للتاريخ الطبيعي بجامعة ييل في نيوهافن في ولاية كونكتيكت ) و جمجمة جاويس من المؤكد أنها ستمدنا بمعلومات مفيدة. بين الفترة منذ 0.8 مليون سنة ( حينما أنقرض الإنسان منتصب القامة ) و 200 ألف سنة مضت، هناك واحد أو أكثر من الأنواع كان في إفريقيا و تسبب في نشوء أول أفراد الإنسان الحديث Homo sapiens و هو نوعنا نحن. و قال إريك ديلسون ( عالم في أحافير الإنسان القديم من جامعة سيتي في نيويورك، و لكنه لم يكن جزء من فريق الإكتشاف ): ”هناك على الأقل واحد من بين ثلاثة أنواع من الهومو مُدرَك في تلك الفترة، و لكننا لا نعرف بالضبط ما هي علاقة أي من هؤلاء مع الإنسان الحديث.“ ثم أضاف ديلسون قائلاً: ” هذه العينة لا تظهر أي سمات محددة مثل إنسان حديث و لكن تصميمها أخف ( ذو بنية أخف ) بكثير من الإنسان منتصب القامة.“ وقال سيمبسون: ” التغيّر التشريحي الذي نراه في جمجمة جاويس يمثل إنتقال البشر إلى البنية التشريحية الحديثة في إفريقيا.“ و قال أيضــًا:” نحن على طرف هذا الإنتقال الأثري من عصر الأحجار الوسيط...و الذي أبتدأ الناس يحسنون صنع و إستعمال الأدوات بشكل أفضل من السابق...و التشريح البشري يعكس هذا في الدماغ الذي اُعاد تنظيمه مثل الإنسان الحديث.“ و أضاف قائلاً: ”هذا الإكتشاف لم يكن وصل للإنسان الحديث بعد و نحن لا نصل لمرحلة الإنسان الحديث إلا منذ 200 ألف سنة مضت و لكن هذه الإحفورة تعتبر جزء من الطريق للإنسان الحديث.“
المصدر:
http://news.national...0327_skull.html
الثلاثاء أبريل 18, 2017 11:15 pm من طرف فيصل