حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 قنبلة الاسلام السياسيبقلم: سامي العباس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسم
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 342
معدل التفوق : 954
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

قنبلة الاسلام السياسيبقلم: سامي العباس   Empty
19122013
مُساهمةقنبلة الاسلام السياسيبقلم: سامي العباس


هناك قنبلة وضعها بين أيدي مجتمعات المنطقة سياقٌ للحداثة ، أفضى إلى تراجع أيديولوجياتها الثلاثة المتنافسة على موقع القيادة في العقود الخمسة الماضية : (الليبرالية والقومية –الاشتراكية والماركسية)، لمصلحة الإسلام السياسي كأيديولوجيا بديلة ...
طيلة عقود التنافس هذه، ظل بقاء الدولة- ككيان سياسي قابل لتحسين شروط العيش فيه - خطاً أحمر...
ظلت الولاءات المناطقية والطائفية والدينية تحت السيطرة، نتيجة هيمنة هذه الإيديولوجية الحديثة أو تلك ..واشتغلت (التوفيقية)- كصيغة عمل اضطرت إليها الإيديولوجيات الثلاث، على تفاوت فيما بينها – كصمام أمان يُفتح لتبديد الضغط كلما أوصلها إلى مرحلة الصفير: صعود إحدى العصبيات التقليدية إلى موقع السيطرة داخل الإيديولوجية الحديثة المهيمنة (أنظر في هذا المجال الحالتين السورية والعراقية).. فيما عدا محاولات ناجحة او فاشلة لتوسيع تخوم الدولة (الوحدة المصرية –السورية، وحدة اليمنين)، حافظت الإيديولوجيات الثلاث على بقاء الدولة كمرجل تطبخ فيها العصبيات التقليدية، لإنتاج عصبية وطنية جامعة..
لا يمكن فهم جنوح الحداثة إلى هذا المأزق خارج محددين استراتيجيين لها:
الأول: ترافق الحداثة كطفرة في المعنى مع إرادات الهيمنة الخارجية ( للتوسع في هذه النقطة أنصح بالعودة إلى كتاب لمحمد أركون تحت هذا العنوان ).
الثاني: عسر هضم طبيعي للحداثة الوافدة، يصيب كل مجتمع متأخر بفعل تأخره لا غير.
ولعل في انقسام أدبيات الفكر السياسي، بين من يحّمل المسؤولية للخارج بمؤامراته التي لا تنتهي (التيارين القومي والماركسي )، وبين من يضعها بقضها وقضيضها على عاتق الداخل (التيار الليبرالي )، تلمس في الحد الأدنى لضفتي السيرورة في المنطقة. قد يفضي إلى برامج للعمل على مقلبي الإشكالية:
1- جعل الغرب أكثر تفهما لأهمية انتصار الحداثة في مجتمعاتنا. سيما والسياق العام للصراع في خطوطه الاستراتيجية هو بين الحضارة من جهة، والبربرية من جهة ثانية. وتحت هذا العنوان ينبغي رسم خارطة طريق تبدأ بالمساعدة على حل بؤر التوتر المزمنة (والتي أصبحت منصة إطلاق للقوى غير العاقلة التي لا تخلو منها أحشاء كل المجتمعات:لا فرق بين الصومال وأفغانستان والعراق وبين يوغسلافيا) ولا تنتهي بخطة مارشال لإعادة بناء القاعدة التحتية للحداثة في المنطقة. بل بتأمين انسياب للمؤثرات العقلية والفكرية الحديثة، غير مشوبة بنزعات الهيمنة والتعالي العرقي أو الديني... الخ
إلا أن دون ذلك غيابا للتنسيق والتعاون الفكري والسياسي، مع القوى والأحزاب والنقابات ومؤسسات الأبحاث والدراسات ووسائل الأعلام وقادة الرأي العام في الغرب،على تنوع حقول عملها: أدب فكر فن... ممن يرى في تعميق مسيرة التحسين الجماعي للشرط البشري شرطا لبقاء الحضارة. و بما يفضي إلى لجم وتقييد نزعات الهيمنة والسيطرة الغريزية التي تنبت بسرعة فوق فائض القوة التي تنتجه كل طفرة في المعنى تحدث هنا أو هناك ..
2- التقليب نقديا فيما بذلته “النخبة الحديثة من وعي” في مجرى قيادتها (من موقعي الموالاة والمعارضة) لتجربة التحديث. ذلك أن وعيا يفضي إلى كل هذه الانهيارات لا تستطيع ذريعة مهما اكتسبت من مصداقية أمبريقية أن تخرجه من محاكمة نزيهة بريئا ..
لا مفر من التقليب النقدي في اليقينيات، التي حشرت بواسطتها النسخُ المحلية من الإيديولوجيات الحديثة في خرجها، منتخباتٍ من منتجات الحداثة الوافدة .( أنظر في هذا السياق المبسطات المدرسية التي أمسكت بخناق هذا التيار الأيديولوجي أو ذاك. والتي نقلته على جناح الطائر الميمون من الفضاء الذي وسعته أسئلة التيار الفكري في مسقط رأسه، إلى الحاكورة الضيقة للأجوبة التي تزيدها ضيقا، عملية الانتقاء والقص واللصق التي يخضع لها في بيئة متلقية، ليس لديها سوى الفقر العقلي وعدم الاعتراف به ..عينة على سبيل المثال لا الحصر من تيبيس اليانع لاستخدامه كمؤونة أيديولوجية (الكونسروة المتنوعة للماركسية :الستالينية ،البكداشية ،الماوية ،الزوتشية..الخ) .
إلا أن هذا قد يكون وصفة للمديين المتوسط والبعيد، لإعادة الإمساك بزمام المبادرة من قبل نخب الحوامل المجتمعية للأيديولوجيات الحديثة ..أما اللحظة فتحتاج شيئا آخر ..
يتعمق المأزق الراهن بفعل التدهور المريع للأوضاع الاقتصادية في الديمقراطيات الاجتماعية. التي خدمت طيلة القرن العشرين كوصفة (سحرية) بدت أكثر جاذبية لنقل الحداثة إلى الشطر المتأخر من العالم ..في حينها بدا استيلاء الدولة على وسائل الإنتاج أو على معظمها حلا مثاليا لمعضلة تخلقت على هامش توسع نمط الإنتاج الرأسمالي في دائرة التبادل (تضخم دور الكومبرادور في الأطراف ) ..أن تتحول الدولة إلى رأسمالي صناعي يتولى مهام بناء القاعدة المادية للحداثة ( أنظر المغزى العميق لتوصيف لينين للقاعدة المادية للاشتراكية بأنها التصنيع الثقيل والكهرباء )، تلك هي الوصفة اللينينية التي انتفعت بها علنا أو مداورة شخصياتٌ كارزمية، صنعت التحولات الكبرى في مجتمعاتها . من صين ماو تسي تونغ الى سورية حافظ أسد. وعلى تكرار هذا الحل طيلة القرن العشرين تبرعمت أوهام “عصر الانتقال الى الاشتراكية”.
.ليس هذا التدهور إلا المآلات النهائية “للوصفة اللينينية” لمعضلات التحول المتأخر الى الرأسمالية .يشهد على ذلك انفراط سبحة أنظمة رأسمالية الدولة تباعاً، تحت ضغط انتقال التوسع الرأسمالي من دائرة التبادل إلى دائرة الإنتاج. لقد انعقدت فوق هذا التدهور أينما حل غيمة غباره، هابطة بمستوى الرؤية عند نخب وجمهور الحداثة إلى ما يدفعهما إلى الإلتجاء إلى اليقينيات التي يقدمها الخطاب الديني على تنوع طرق النجاة التي افترق إليها ..يشهد على ذلك انزلاق قطاعات من جمهور الحداثة إلى الخطابات الأصولية في العالم العربي – الإسلامي...
لا يمكن فهم هذا الارتفاع الصاروخي في فاعلية الخطابات الدينية بدون الأخذ بعين الاعتبار لمناخ الإحباط الفكري —النفسي المخيم فوق المأزق الراهن لأنظمة رأسمالية الدولة، بمستوييه:
الاقتصادي-الاجتماعي و الفكري –الإيديولوجي. أو بمعنى آخر: الأزمة ووعيها...
لقد امتلأت خنادق الخطاب الإسلامي بكوادر الخطابات الحديثة على تنوع مشاربها الأيديولوجية. وهذا ما يفسر الخلل الخطير في موازين القوى بين خطابي التحديث والتتريث المتنافسيْن منذ قرنين على قطر الاجتماع السياسي العربي – الاسلامي ..
على هذا المنزلق يتموضع المستقبل: من تقلص مساحة السياسة داخل دكتاتوريات رأسمالية الدولة إلى القضاء عليها (أي السياسة ) بالضربة القاضية ، نتيجة لانفلات العنف الديني من عقاله وتفجيره الدولة كحاضنة للسياسة...
هذا هو المآل إن لم تلم الخطابات الحديثة شتات حواملها الاجتماعية لقطع الطريق على إعادة تشغيل جدلية هابطة أمكن فرملتها طيلة القرنين الماضيين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

قنبلة الاسلام السياسيبقلم: سامي العباس :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

قنبلة الاسلام السياسيبقلم: سامي العباس

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مخنقنا الراهن: بين تسييس الدين ومشيخة السياس بقلم: سامي العباس
» مخنقنا الراهن: بين تسييس الدين ومشيخة السياسة بقلم: سامي العباس
» التراث وعلاقته باستعادة الحداثة للمبادرة التاريخية بقلم: سامي العباس
»  الحداثة عند عبد الاله بلقزيز: ..بقلم عباس سامي
» كتاب هشام جعيط حول السيرة النبوية: العقل الوضعي قارئا للإسلام بقلم: سامي براهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: