By Brandon Keim
November 11, 2009
صورة
توصل الباحثون لوضع شبكة كاملة من الجينات المتحكمة في الإمكانية اللغوية الخارقة التي تملكها فصيلة هوموسابينيس Homo sapiens. وذلك بمقارنة كيفية عمل جين اللغة في الإنسان والشمبانزي.
النتائج لا تفسر طريقة عمل اللغة على اساس بيولوجي، او مالذي جعل من قرد عادي غير متحدثٍ متحدثاً، والذي يُعد من أهم الأحداث على الأرض. ولكنها أعطت الباحثين أساس لإجابة هذه الأسئلة.
يقول دانيل جيستويند العالم بجينات الأعصاب بجامعة كاليفورنيا:" نحن نعلم ما لا بأس به عن الجزء المتعلق بالكلام واللغة في الدماغ، ولكننا نعلم القليل جداً عن كيفية تطورها، أو عن كيفية مساهمة الجينات في هذا".
ركزت تحليلات جيستويند على الجين FOXP2، وهو الجين الذي جذب انتباه العلماء خلال دراسة على عائلة تعيش بلندن تعاني من خلل وراثي في النطق. من بين ثلاثين فردا من افراد العائلة الكبيرة، نصفهم يعاني من نقص شديد في مهاراته اللغوية، متزامنا مع تشوهات في الجين FOX2، أما من لم يكن يعاني من تشوهات في هذا الجين فقد كانوا يتكلمون بشكل طبيعي.
هذه الصلة تم الكشف عنها سنة 2001، وبحث تالي أظهر أن هذا الجين لا يؤدي فقط وظيفة التعرف على قواعد الكلام و تركيبه واعرابه وصرفه بل حتى في تطوير مهارات قيادة المحركات ومساعدة خلايا الدماغ في تشكيل روابط جديدة. الدراسات أيضا اقترحت أن هذا الجين تطور بسرعة في فصيلة الهوموسابينس، وعملت بشكل مختلف في الانسان عن ما عملت به في أقرب أقربائنا جينيا ألا وهو الشامبنزي.
بالرغم من ذلك، تم تسمية FOX2 بـ(جين اللغة)، اللغة بكل تأكيد معقدة جدا، يتدخل في عملها المئات أو ربما الآلاف من الجينات، تتواصل فيما بينها. الباحثون احتاجوا لمقترح يمكنه ان يحل هذا التعقيد، وفي ورقة نُشرت الأربعاء في مجلة الطبيعة، قدم كل من جيستويند ورفيقه عالم جينات الأعصاب جينيفيف كونوبكا هذه المقترح.
يقول جيستويند "يمكننا التعرف على شبكة جينات مرتبطة بجين اللغة، ربما هذا سيعطينا مدخل أولي لفهم مايحصل، نحن لن ندرس فقط جين واحد، ولكن كل الشبكة البيولوجية المرتبطة باللغة. جين اللغة هو النافذة، ولكن الشبكة تحمل كل القصة".
صورة
صورة خريطة شبكة جينات للإنسان والشامبنزي، نقاط التماثل ملونة بالأحمر
قام فريق جيستويند بهندسة خطوط خلايا الدماغ. فبينما يمكنهم تفعيله أو إخماده، (on-off)، يقوموا بملاحظة ماذا يحصل لباقي الجينات بسبب ذلك. بعدها قاموا بفعل الشيء نفسه مع خلايا دماغ تم استبدال النسخة البشرية من جين اللغة بما يقابله في الشامبنزي.
مزودون بقائمة جينات على صلة بجين اللغة في كل من الفصيلتين أو في أحدها، قام الباحثون بعدها بقياس مدى نشاط هذه الجينات في عينات من أنسجة دماغ مأخوذة من إنسان وأخرى من شامبنزي. هذا الإجراء كشف عن 116 جين متصلة بالنسخة البشرية من جين اللغة، والذي بكل تأكيد يظهر أنها جمعت بين العديد من الوظائف الأخرى في البشر.
يقول جيستويند "وجدنا أن الجين لا يتدخل فقط في وظائف الدماغ، بل أيضا في تطوير أنسجة ليست عصبية، كما يتدخل تركيب الجمجمة في انتاج الكلام، هذا رائع"
يقول اجيت فاركي، عالم بيولوجيا الكربوهيدرات من جامعة كاليفورنيا، سان دييجو، والذي يدرس الفروقات الجزيئية بين خلايا الإنسان والشامبنزي " هذه دراسة رائعة ومهمة لما تحويه من معلومات مهمة عن تطور الإنسان". اجيت فاركي لم يكن مشاركاً في البحث.
هذا البحث وجد صداه في جامعة ييل عند عالمي الاعصاب باسكو راكيك و مارتين دومينجويز، وفي تعليق على التحاليل، وصفوا النتائج بأنها "نقطة البداية لأبحاث أساس جزيء اللغة وتطور الإنسان"
كتب راكيك ودومينجويز "بحث جيستويند يفعل ماتفعله الإكتشافات المهمة عادة، أجاب عن العديد من الأسئلة، ولكن جلب المزيد منها"
وأحد هذه الأسئلة، هي مالذي تفعله شكبة الجينات هذه، وما هي الجينات الأخرى المتصلة بها، وماالدور الذي تلعبه هذه الجينات في اللغة واختلال تطورها كما يحصل في التوحد وانفصام الشخصية؟.
يقول جيستويند "الآن وبعد أن أصبح لدينا هذه الأهداف، يمكنا أن نسأل ماذا يفعل كل من هذه الجينات؟".
ينوي جيستويند أن يقوم بتنفيذ نفس التجارب على الجينات الجديدة، مستعملاً تقنيات تصوير الدماغ للربط بين نشاط الجينات ووظائف محددة للدماغ.
يقول جيستويند "هذا سيحدد المسارات والشبكات، لأنه يوجد اتجاهات معينة للذهاب فيها"
ترجمتي للمصدر
Human-Chimp Gene Comparison Hints at Roots of Language
0
هل تأكدنا من ماهية وجودنا لنسأل عن وجود