من الافتراءات التى داب الكفار وأهمهم الاغنياء ومعهم اتباعهم ممن يسمون رجال الدين فى كل بلدة ان الله قسم الناس إلى فقراء وأغنياء
والحق أن الله لم يقسم الناس أبدا لفقراء وأغنياء وإنما قسمهم كما ورد فى الوحى الإلهى لقسمين :
الأول من بسط له الرزق وهو من كثر ماله
الثانى من قدر له الرزق وهو من قل ماله وفى كل قسم من القسمين درجات لا تبلغ أبدا مرتبة الفقر وفى هذا قال فى الكثير من آيات القرآن
يبسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ: الرعد/26 الإسراء/30 الروم/37 سبأ/36 الزمر/52 الشورى/12 (6)
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ : الإسراء/30 الشورى/12 (2)
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ : الروم/37 الزمر/52 (2)
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ: القصص/82 العنكبوت/62 سبأ/39 (3)
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ: العنكبوت/62 سبأ/39 (2)
وأتحدى أى إنسان أن يأتى بآية قال الله فيها أنه قسم الناس لفقراء وأغنياء أو أنه أفقر الناس
الفقر هو صناعة إنسانية كفرية فالبشر هم الذين اخترع بعضهم مقولة الفقر ليأكل أموال الأخرين بالباطل
الله قسم الرزق بين عباده فجعله درجات بأحكامه فمعنى اكثار الرزق هو أن الله قدر لفلان انه يرث أكثر من غيره وغيره لا يرث من أمواته شيئا وقدر لفلان أن يغنم فى الحرب كثيرا أو قليلا وغيرهم قاعد عن القتال فلا نصيب له فى الغنيمة وقدر لفلان ان يكون عياله كثرة فيقل ماله وقدر لفلان أنت يكون عقيما أو له ولد أو بنت أو اثنين فيكون ماله أكثر نتيجة قلة ما ينفقه ومن يقرأ الوحى الإلهى يجد أن الله جعل كثير المال الذى لا يرد المال على من يعيش معهم جاحد كافر منكر لوحى الله فقال بسورة النحل "وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ "فالمال شركة بين المالك وملك يمينه بالتساوى ولذا كان القول المأثور يقول"" إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ. فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ. ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ تكلَّفوهُمْ فأعِينُوهُمْ "فطعام السيد وملك يمنه واحد ولبسه ولبسهم واحد
وكما قال الله فإنه قسم أقوات الأرض بالتساوى بين الخلق فقال بسورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين " فلم يميز إنسان على إنسان فى الأقوات وهذا هو السبب فى ضرورة رد مالك اليمين الرزق على من تحته يمينه وإلا كان منكرا لنعمة الله
وفى بداية البشرية ورث كل أخ وأخت من آدم(ص)وزوجه نفس المقدار فلم يزد نصيب ايا منهم على الأخر
هذا ما قسمه الله فما قسمه هو أحكام شرعية ومقادير مكتوبة واما المقولة الباطلة التى تقول :
ملك الملوك إذا وهب فلا تسألن عن السبب فهى مقولة اخترعها الأغنياء فالمال الكثير لابد أن يكون له سبب فليس معقولا أن يكون إنسان ما قليل المال وفجأة تظهر عليه أمارات الغنى فلابد ساعتها أن نسأله لنعرف مصدر ماله أحلال أم حرام حتى يتم حسابه إن كان ارتكب جريمة سرقة