ماذا اخرجت الدّعاية العربية الكنعانيين من القبر؟
الخلفية التّاريخية: أرض اسرائيل تحت سلطة الاحتلال العثّماني
سيطرت الامبريالية العثمانية على منطقة الشّرق الاوسط بكامله بدءا من القرن السّادس عشر وحتى القرن العشرين، مُشكّلة ما سمي انذاك بالدّولة العثمانية.
احتلت ارض اسرائيل عام ١٥١٧، فارضة سيطرتها المطلقة، حتى افول نجمها وبدء الانتداب البريطاني عام ١٩٢٢.
كان الاسلام هوية الدّولة العثمانية التي فرضت “اسلمة” المناطق المحتلة. من هنا قامت باخضاع شعوب هذه المناطق للسياسات الاسلامية ولا سيما التّركية، مما فيها تلك الغير منتمية الى الديانة الاسلامية، وكان الشعب اليهودي في ارض اسرائيل على رأسها.
هذه السياسات تميزت باعمال حدت من حرية، امن واحترام أصحاب الأرض اليهود، نذكر منها:
- انتزاع اراض تعود ملكيتها الى اليهود واعطائها لاقارب السلطة العثمانية
- منعهم من التملك
- الابتزاز وفرض الضرائب الباهظة لا سيما تلك التي تعرف بالجزية
- امتناع امتلاك الاسلحة، او ركوب الاحصنة
- كما يحظر عليهم بناء ابنية اعلى من ابنية المسلمين
ومن السياسات التي اتبعت ايضا استقطاب واعتماد هجرة المسلمين مواطني الدولة العثمانية الى ارض اسرائيل وبناء استعمارات اسلامية على اراض انتزعت من اصحابها الحقيقيين.
امواج الهجرة الاسلامية التي ضربت ارض اسرائيل بلغت اوجها في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ما ادى الى تزايد المستعمرات الاسلامية والعربية في ارض اليهود.
هوية العرب في أرض اسرائيل حتى عام 1964
حتى العقد السّادس من القرن العشرين (1964) كانت هوية العرب المسلمين الذين استعمروا ارض اسرائيل التّاريخية ( مناطق الانتداب البريطاني على منطقة فلسطين) تنتمي لمجموعتين اساسيتين:
١) نسل القبائل العربية الذين هاجروا الى المنطقة من شبه الجزيرة العربية، بعد سلسلة من الاحتلالات الاسلامية في المنطقة ( القرن السّابع ميلاديا)
٢) مهاجرون عرب من اماكن متعددة (اكثريتهم من منطقة الحجاز، سوريا ومصر) والذين وصلوا ارض اسرائيل طلبا للعمل في الفترة الممتدة بين القرن السّابع عشر وسنوات العقد الخامس من القرن الماضي (خلال فترة الاحتلالات العثمانية، المصرية، وايضا في مرحلة الانتداب البريطاني على ارض اسرائيل التّاريخية).
تعريب التّاريخ الكنعاني كوسيلة لتحقيق اهداف الامبريالية العربية
وبعد فشل محاولات الجيوش العربية احتلال ارض اسرائيل وتحويلها الى دولة عربية اضافية في المنطقة (حرب الاستقلال/ حرب ١٩٤٨)، بدات الدول العربية باعتماد وسائل الدّعايات والاكاذيب كاستراتيجية في حروبها النّفسية من اجل ” تزييف التّاريخ وخلق ما يسمى الهوية العربية الفلسطينية”
احدى المنظمات التي اقيمت من اجل حمل راية الدّعايات وترويجها دعما لمحاولات التزييف التاريخي، كانت ما عرف ب”منظمة تحرير فلسطين” عام ١٩٦٤.
منظمة اوجدتها المخابرات المصرية بدعم من الجامعة العربية. ترأسها أحمد الشقيري (مولود تبنين، لبنان)، ليخلفه بعد ذلك المخرب المصري ياسر عرفات (مولود في القاهرة، مصر)
في الصورة احمد الشنقيري ممثل السعودية بالامم المتحده
[صورة مرفقة: 234.jpg]
” اوجدنا الهوية الفلسطنية لاسباب سياسية فقط لا غير، دون اي حاجة قومية، وذلك بهدف محاربة الصهيونية……خلق الهوية الفلسطنية جاءت لاسباب تكتيكية، واقامة دولة فلسطنية هي وسيلة لمحاربة اسرائيل ولاقامة وحدة عربية”… “مطلوب جسم فلسطيني قومي فقط لا غير… فالحكومة الاردنية لا يمكنها المطالبة بحيفا او يافا بينما الدّولة الفلسطنية المرتقبة بامكانها المناشدة باسترجاع الاراضي التي نريد، وفور سيطرتنا على فلسطين سنقوم بتوحيدها مع الاردن مباشرة ” .
(زهير محسن, من قيادي ما يسمى ” منظمة التحرير الفلسطينية”، مقابلة منذ عام ١٩٧٧ مصدر ١،٢)
احد اهم اهداف هذه المنظمة الارهابية، هي خلق “هوية فلسطينية” و”ايديولوجية قومية” و تاريخ قديم، لكي يثبت العرب من خلالها انهم ليسوا مهاجرين او وجودهم في هذه الارض نتيجة الاحتلالات والفتوحات العربية لارض اسرائيل، بل ابناء الارض والتّاريخ القديم.
وعمدت الدّعاية العربية الى اعتبار الفلسطنيين من السلالة الكنعانية بحيث سرقت من التّوراة والكتب الاسرائلية التّاريخية معلومات توفرت عن احد اهم الجماعات البشرية التي عاشت المنطقة لاكثر من ٢٠٠٠ عام اي الشعب الكنعاني، ليدعوا انهم من نسلهم .
فقام المؤرخون، والاعلاميون والاكاديميون العرب بالترويج والادعاء، انه قبل الاحتلال العربي الاسلامي عاش في ارض اسرائيل التّاريخية ” شعب فلسطيني” مصدره “الكنعانيون الاولون”….. ولم تكتف الدعاية العربية بمحاولات التزييف هذا، بل قام العرب واعوانهم بالادعاء ان الكنعانيين انفسهم كانوا من مصدر عربي.
كما يظهر في شريط الفيديو دعاية السلطة الفلسطينية .. الكنعانيون العرب
https://www.youtube.com/watch?v=BtA2kiAHo...r_embedded
من هم الكنعانيون بالفعل؟
كان الكنعانيون ينتمون الى قبائل مختلفة عاشت في المنطقة التي ضمت قبرص، اليونان، ارض اسرائيل، سوريا ولبنان ايامنا هذه.
يروي التّاريخ ان ملوك ممالك يهودا واسرائيل كانوا على علاقة وثيقة مع الكنعانيين – الفينيقيين، بحيث توفرت بينهم الاتصالات التّجاربة والسّياسية وان حيرام ملك صور وفر للملك الاسرائيلي شلومو (سليمان) خشب الارز لبناء بيت المقدس في يروشلايم العاصمة.
الكنعانيون الذين عاشوا في منطقة ارض اسرائيل، تم استيعابهم في القبائل الاسرائيلية. اما اولئك الذين عرفوا بالفنيقيين والذين حكموا منطقة لبنان استمروا حتى القرن الاول ق. م.
مع الاحتلال الروماني للمنطقة انقرضت لغتهم حضارتهم وعاداتهم.
وزير الخارجية لحكومة حماس في قطاع غزة: نحن عرب من سعودية ومصر
https://www.youtube.com/watch?v=FSarEQUmt...r_embedded
وليد شعيبات, عضو سابق في ما يسمي ب(منظمة التحرير الفلسطينية)
” كانسان ولد وترعرع في “فلسطين”، بامكاني القول ان معظم العائلات الفلسطينية تعرف جذورها واصولها العربية ومن اي دولة اتت، كما ان الجميع على يقين انهم ليسوا من جذور كنعانية… لكن ولسخرية القدر، ترعرنا على هذه الدعاية في الشّرق الاوسط.. والحقيقة ان ما يطلق عليهم فلسطنيون هم مهاجرون من الدول المحيطة. كبرت وترعرعت وتعرفت على تاريخ العائلات المحيطة، عائلات اتت من اليمن ، السعودية، المغرب، مسيحيون اتو من اليونان…مسلمون شركس من روسيا، من البوسنة… الخ…جدي الذي كان من وجهاء بيت لحم قتل على يد عبد القادر الحسيني لاتهامه ببيع ارض لليهود … كان يروي لنا باستمرار انه لدى وصولهم واقامتهم في بيت سخور في منطقة بيت لحم، كانت عبارة عن منطقة فارغة، جاؤا اليها وستة عائلات فقط لا غير“.