بقلم: سنا السوريةهل من الممكن أن يستمر الدعم الروسي لنظام بشار الأسد إلى مالا نهاية,
وهل الروس مطمئنون إلى استمرار بشار الأسد في الحكم, وهل هم مقتنعون أن
بشار الأسد قادر على الوقوف بوجه العاصفة والنجاة منها, وهل هم يرون انه
باستطاعته إحداث التغيير المطلوب والقيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة ؟.
عندما قامت البحرية الروسية بإرسال بعض سفنها إلى ميناء طرطوس ولاقت
استقبالا حافلا من النظام الاسدي, لم يكن في خطة هذه البوارج رغم قوتها
الصاروخية المدمرة استخدامها في قصف مناطق الاحتجاج الشعبية في كل من حمص
و ادلب ودرعا, وليست ضمن مهامها إخماد حركة الاحتجاج في سوريا, لسبب بسيط
أن سوريا لا تخوض حربا ضد عدو خارجي فتستطيع دعمه بالقوة النارية, وهي
بتلويحها بالقوة لم تستطع إخافة الشعب السوري بتواجدها على السواحل
السورية بل زادت من حنق الشعب على نظامه وصب جام غضبه على الموقف الروسي
من الانتفاضة.
-
السلاح الروسي والعتاد والصواريخ ووسائل ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة
المقدمة للنظام لن تزيد من عمره يوما واحدا, ولن يكون لها الأثر الفعال في
قمع السوريين, لان السوريين بمعظمهم لا يحملوا سلاحا, والجيش الحر يحمل
سلاحا خفيفا وليس له الإمكانيات العسكرية للقيام بمهاجمة النظام وإسقاطه
بالقوة,ولا توجد إمكانية حاليا لحدوث مواجهات بالدبابات والصواريخ بين
الطرفين, فالأسلحة الحديثة الموردة للنظام لن تستطيع تغيير أي شيء على
الأرض.
استخدام المدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات واجتياح المدن لم يحل
المشكلة ولن يوقف العصيان ولن يثني السوريين عن المضي قدما في حراكهم
الشعبي, فبإمكان بشار الأسد وعصابته استخدام القوة المفرطة وقتل عددا اكبر
من السوريين واجتياح أي منطقة يريدها وبإمكانه تدمير المنازل على رؤوس
ساكنيها كما يفعل الآن في بابا عمرو وارتكاب المجازر, ولكن هل يستطيع نزع
أوار الثورة وإخماد لهيبها, الشهور الماضية أخبرت أن الشعب السوري لن
يتراجع عن مطالبه مهما بلغت شدة القمع ضده ومهما ارتكب النظام من جرائم
ومجازر بحقه, فهل يستطيع النظام قتل السوريين المعترضين جميعهم أو
اعتقالهم؟؟؟.
-
العالم بشرقه وغربه صوت لإدانة النظام الاسدي في الجمعية العامة للأمم
المتحدة, فهل من المعقول أن العالم باجمعه اتفق على مؤامرة كونية على
النظام, أم أن النظام القائم في سوريا قد قام بجرائم لم يستطع العالم
البقاء صامتا تجاه ما يحدث فقام باتخاذ موقفا منها, والجانب الروسي
بتصويته بالفيتو حمى النظام من السقوط وأعطاه مهلة قصيرة لتحقيق الحسم
العسكري كما ظن, ولكن أيام المهلة قاربت على الانتهاء ولم يستطع بشار
الأسد القضاء على المتظاهرين, بل انضمت مناطق جديدة إلى الثورة المشتعلة
وأهمها دخول منطقة المزة في الحراك الشعبي, بمعنى آخر فقد وصلت الانتفاضة
إلى قلب دمشق والى جوار القصر الجمهوري فهل سمع بشار الأسد والمحيطين به
أصوات المتظاهرين, أم لازالوا يضعوا على أعينهم وآذانهم أغطية تعميهم
وتصمهم.
الروس بشروا بان هناك إصلاحات سوف تبدأ عاجلا وكان في مقدمتها الدستور
المقترح للاستفتاء الحالي, فهل بات أحدا يصدق وعود النظام في الإصلاح وهل
قبلت المعارضة بالجلوس معه على طاولة الحوار, فروسيا رغم قوتها العسكرية
وبتصويتها بالفيتو لمنع تبني أي قرار من مجلس الأمن لم تستطع إجبار
المعارضة والشعب السوري على القبول بنظام قاتل مجرم انتهك كل شيء في
سورية, و الخطة الروسية فشلت في تحقيق اختراق ما, رغم أنها مازالت للآن
تردد على مسامعنا سعيها لتحقيق حوار داخلي لن يتحقق لان شروطه قد تجاوزتها
الأحداث.
-
استطاع النظام للان الوقوف متحديا لإرادة السوريين وضد تطلعاتهم, ومنعهم
من تحقيق التغيير والانتقال إلى مرحلة الحرية والدولة المدنية وتداول
السلطة, فمنذ اليوم الأول للانتفاضة جابهها النظام بالقوة والقتل ووجه
ضدهم عصاباته وشبيحته, ولم يلتفت لموجة التغيير العارمة التي اجتاحت مصر
وتونس وليبيا وأصغى إلى مطالب السوريين وسعى لتحقيقها, بل حاول استقطاب
بعض فئات المجتمع السوري بإيهامهم أن هناك مؤامرة كونية, وواجه شعبه
بتحالفات إقليمية ودعم فئوي طائفي إقليمي, واستقوى على شعبه بشعارات
المقاومة والممانعة واستخدم أوراق سوريا الإقليمية وموقعها الجيوسياسي في
محاولة منه للانقضاض على الشعب وإخماد ثورته, فهل هو افلح في ذلك؟؟؟؟
لن يفيد النظام تحويل الصراع الداخلي إلى حرب إقليمية وتدخل دولي لصالح أي
طرف كان, ولن يفيده الدعم المادي الإيراني وإرسال بعض ميلشياته من العراق
ولبنان إلى سوريا, ولن يفيده الأسطول الحربي الروسي والقطع والسفن الحربية
الإيرانية في زيارتها لميناء طرطوس السوري, فالعرب لأول مرة وقفوا متحدين
ضد هذا النظام وعزلوه دبلوماسيا ولن يسمحوا له بحضور القمة العربية في
بغداد, وأوراقه الإقليمية أصبحت كلها مكشوفة وتحالفاته مفضوحة, فهل لديه
سلاحا آخر يشهره في وجه شعبه إلا سلاح القمع والقتل والتدمير؟؟؟