تحيّة طيّبة،
سأحاول في هذه المقالة الاعتماد على السيرة العربيّة وحدها [دون النظر إلى الشهادات الأجنبيّة المعاصرة لها أي كيف قدّمت لنا السيرة النبيّ محمّد] و قراءة الأحداث من منظور تاريخيّ نقديّ بعد إزالة الأصباغ و الماكياج عنها، و قراءة اللامقول المختفي بين السطور.
أقدّم ثلاثة مشاهد:
المشهد الأوّل: (الأبواء، بين مكّة و المدينة)
محمّد الطفل له ستّ سنوات من العمر و جالس قرب جسد أمّه التي توفّيت منذ قليل، كان يبكي عليها بكاء شديدا، فاليوم صار يتيم الأبوين بلا صدر حنون يعود إليه.
المشهد الثاني: (قرب مكّة، غار حراء)
محمّد يبلغ من العمر أربعين عاما و يسمع صوتا لا مرئيّا يكلّمه، و صار نومه متقطّعا، و يرى كوابيس مزعجة، و حين يخرج إلى الخلاء يسمع الأحجار تحدّثه، إلخ..
المشهد الثالث: (حصون بني قريظة، المدينة)
محمّد جالس مع بعض صحابته يتابعون عقاب اليهود، فيأتون بهم ثلّة ثلّة و يقطعون رؤوسهم في حفرة كبيرة، و قد تواصل المهرجان يوما كاملا حتى قتلوهم عن آخرهم ، و الروايات المقلّة تقول كانوا ستّمائة نفس، و إذا سلّمنا بأنّ اليوم يتكوّن من 14 ساعة (من شروق الشمس إلى غروبها) فإنّ المعدّل كان قطع 43 رأسا في الساعة ، و إذا طرحنا أوقات الصلاة (الاجباريّة) و فترات الراحة و هتافات الجمهور المتابعين للمهرجان فإنّنا نصل تقريبا إلى رأسين في الدقيقة، و بعدها دخل محمّد بزوجة لأحدهم و تقاسموا الغنائم و باعوا البقيّة (النساء و الصبيان)
ماالذي حدث في شخصيّة محمّد اليتيم و تحوّله من الدعوة بالحسنى في مكّة إلى الدمويّة في المدينة؟
لماذا ترك كتّاب السيرة هذه الأخبار تصلنا؟