فبراير 16th, 2012
بقلم: سنا السوريةالحملة العسكرية الضارية التي تشنها قوات الأسد ضد المدن
المنتفضة وخاصة مدينتي حمص وحماه, هدفها إسكات المعارضة والقضاء على أي
شكل من أشكال الوجود المسلح للجيش الحر فيهما, هذا ما حصل في الزبداني
ورنكوس وبقية ضواحي دمشق في كل من دوما وعربين وداريا خلال الأيام القليلة
الماضية وهذا ما تحاوله فعله في بابا عمرو في حمص, الهدف من الحملة
المعلنة هو تثبيت حكم النظام في هذه المناطق والقضاء على العصابات المسلحة
فيها.
القصف بالدبابات وراجمات الصواريخ وتدمير المنازل على أهلها
في بابا عمرو ليس هدفه إعادة السيطرة على هذه المنطقة, فقوات الأسد تستطيع
خلال ساعات من دخول أي منطقة بما تملكه من تفوق عسكري وعتادي وقوة نيران
وجنود, ولكن هدفها الآخر هو إيقاع اكبر عدد من القتلى من النساء والاطفال
والشيوخ وإحداث دمار شامل في المنطقة, والمراد منه أن تكون أنموذجا لمن
يعترض على سياسة بشار الأسد وردع أي محاولة من أي كان للتصدي لقواته
وعصاباته , هذه العملية تكررت سابقا في حماة لعدة مرات وآخرها إحداث مجزرة
مروعة راح ضحيتها قرابة الثلاثون ألفا ودمار هائل في المدينة, وتم من
بعدها السيطرة على سوريا والقبض عليها بيد من حديد مما منع القيام بأية
معارضة سياسية لهذا النظام لمدة تقارب الثلاثين عاما, فهل تنجح هذه
السياسة مرة أخرى؟؟؟؟.
المعارضة الحالية في سوريا لم تنجح للآن بإعداد سياسة فعالة
وخطة لإسقاط هذا النظام, فعندما تم التخطيط للعصيان المدني في سوريا لم
يتم الأخذ بعين الاعتبار ظروف كل منطقة فيها وتغير نوعية الصراع من
احتجاجات سلمية إلى عمليات مسلحة يشنها النظام على المناطق المنتفضة بحيث
افرغ العصيان المدني من قوته, من ناحية أخرى عدم الوصول إلى عقول التجار
في كل من حلب ودمشق وعرض المغريات والمحفزات عليهم وضمان مصالحهم
المستقبلية جعل معظمهم مترددين في الانخراط في الثورة ودعمها, وأيضا لم
تستطع المعارضة الحالية من كسب الصامتين في كل من حلب ودمشق بحيث جعل
الثورة السورية تعاني في بعض المناطق أكثر من مناطق أخرى فهاهي حمص لوحدها
تحمل عبئ الثورة بدون مساندة من أختيها دمشق وحلب بالرغم من مساندة حماة
الجريحة لها في كل الأوقات.
أقرأ باقي المقال »