مبادرة التنحّي العربية ,, انجاز الثورة نشره فري سيريا في 23 يناير, 2012 - 02:01 مساء - 13 تعليقات
GD Star Ratingloading...ضمن
مرحلة ثوبها الجديد , الذي تظهر به الجامعة العربية , بعد مجمل النجاح لـ
الربيع العربي , و اليقين بـ أنّ بقاء الجامعة كـ جامعة زعماء لم يعد
منطقياً , مع ارتفاع صوت الشارع و وصوله لـ أي شيء سلبي تطاله يده , و
قدرته على تغييره ,,
قفزت الجامعة فوق تقرير
البعثة , و قدمت مبادرة عربية , تشمل تنحّي سلمي لـ الاسد , و الانتقال
الى حكومة وحدة وطنية , تقود البلاد الى مرحلة سياسية جديدة و عصرية , و
التجنّب – قدر الامكان – لـ استمرار الحل الآني , الذي رسم الخيوط الأولية
, لـ حرب داخلية , فيما استمر الحال على ما هو عليه ,,,ربما من الاهداف الاستراتيجية لـ الغرب , بقاء الشعوب العربية مستعبدة و ضعيفة , و لكن اليوم في سوريا , الموضوع يختلف ,,
ما
حصل في العراق , من تفتيت لـ قوة الدولة , و ضرب وحدة الشعب , و حروب و
فوضى داخلية , كان مخططاً , و تبيّن مع اول يوم من دخول الأمريكي الى
بغداد , فـ كلّ الحجج ظهرت أنها واهية , و الهدف هو اقتصادي استعماري ,
ليس إلا ,,
و لكن رغم ذلك , فـ تلك الفوضى , بقيت تحت
السيطرة , فـ حدود العراق قوية من سوريا و تركيا و ايران , و انتقال عدوى
الفوضى كان غير وارد , و هذا ما حصل فعلاً , اضافة لـ الوجود الامريكي في
الداخل , لـ ترتيب البيت كما يناسبه و شركاؤه ,,
اليوم
الوضع في سوريا مختلف , و لو أنّ الهدف الغربي على الدول العربية واحد , و
لكن لا ضمان لـ تطويق الفوضى , في حال انتشرت في سوريا , و خصوصاً أنّ
اسرائيل ” المدللة ” لن تكون بـ منأى بـ المطلق , فـ هيَ على الحدود , و
الجولان أيّد الثورة , و خط التماس حار جداً متمثلاً بـ حوران ,,
لذا
– و أظن ان شاء الله – أنّ المجتمع العربي و الدولي تيقّن , بـ أنّ الاسد
لم يعد بـ امكانه العودة , و قد استنفذ كلّ الفرص , و لا بد من تدخّل بـ
طريقة ما , ربما آخر خياراتها , هيَ العسكرية الصرفة , و ذلك لـ منع
انفلات الداخل السوري , و لاحقاً امكانية اشتعال خط العراق – سوريا –
لبنان , بـ حركات المقاومة , و امتلاك السلاح بـ شكل كيفي و عشوائي , و
هذا لن يكون خيراً , لا في صالح دول المنطقة المستقرة كـ الخليج , و لا في
نظر الغرب لـ أمن اسرائيل , و مع استشعار العرب و الغرب , لـ قدرة
المنشقين في سوريا , على فعل شيء ما , و هم فعلوا حقاً , و من المرجح مع
الايام , أن يشتد عودهم بـ زيادة الانشقاقات , و أن يفعلوا أكثر من ذلك ,
و تنفلت الأمور نهائياً عن سيطرة كلّ الأطراف , جاءت المبادرة العربية
النوعية , و التي وصفت في المؤتمر الصحفي , بـ ( المشرمحي ) مبادرة تنحّي
, كـ مبادرة اليمن ,,
و من مواقف الدول العربية , ظهر
ابتعاد لبنان عن الموضوع عموماً , و امتناع الجزائر عن بند التدخل فقط ,
فـ لا اعتراض على المبادرة , و التنحّي , أي هناك اجماع عربي تام , بـ أنّ
مرحلة حكم الاسد قد انتهت سياسياً ,,
الذي لوحظ البارحة ,
هو قول مراسل الجزيرة في مصر , بعد مؤتمر الجامعة , و قبل مؤتمر المجلس :
أنّ المجلس سيرفض تقرير الجامعة , و سيطلب تحويل الملف لـ مجلس الامن ,,
و
لكن و بعد المؤتمر الصحفي لـ حمد بن جاسم و نبيل العربي , خرج مؤتمر
المجلس الوطني مؤيداً بـ العموم لـ المبادرة , مع التشديد بـ رفعها لـ
المجلس الأمن , لـ قدرته عليها أكثر من الجامعة ,,
و رأى
اعلام النظام فيها , التفاف على قوة الفيتو , فـ هي مبادرة عامة , من عدة
شروط تتضمن تنحّي الاسد , و لو اعترض الروس و الصينيين , على بند التدخّل
, فـ من الصعب رفضها كلها , في حال تبناها الاعضاء مجتمعين , و هذا يتعبر
مساس بـ السيادة , و يعتبر تدخلاً سافراً في شأن داخلي , على حد وصف
محللين موالين ,,
قال عزمي بشارة , في أول رد فعل عليها :إن الخطة العربية , التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب , هي في الواقع خطة عربية ـ لمرحلة انتقالية ,,
إنها خطة واضحة في أن هدفها هو تغيير نظام الحكم نحو حكم ديمقراطي ، وهي
تقترح الآليات لـ ذلك , بـ حيث يتم الانتقال السلطة من نظام الى آخر من
دون حرب أهلية , و من دون تفكيك سوريا ,,
هنالك طرق عديدة لـ تغيير نظام الحكم في سوريا ، بعضها غير واقعي , و بعضها الآخر يكلف تفكيك سوريا ,,
الطريق الوحيد الذي يحافظ على البلد , و يمنع نشوب حرب أهلية , هو المرور بـ مرحلة انتقالية واضحة الهدف و محددة زمنياً ,,
لم تتمكن المعارضة السورية من الاتفاق على مرحلة انتقالية رغم المناشدات العديدة ,,
وحتى لو اجمعت هي على وصفها ، فـ هذا لا يعني ان النظام يقبلها , وطبعاً ، لا يوجد ضمان أن يقبل النظام خطة الجامعة العربية ,,
والأرجح ان يرفضها , و لكن الدول العربية ملتفة حولها , و سوف يتبعها مجلس الأمن ، و من هنا لا بد أن تدعمها الثورة السورية ,,
هذا البرنامج يفوق كثيراً , أهمية ايفاد المراقبين , و في حالة الالتفاف
حولها , فـ سوف تخلق الخطة آليات تطبيقها , بما في ذلك شق المعسكر المؤيد
للنظام ,,
لدينا أخيراً خطة عمل لـ إسقاط النظام ، و تسليم عربي بـ
وجوب تغييره , و هذه الخطة هي انجاز الثورة السورية ، ولا بأس من مناقشتها
, و الاختلاف مع بعض بنودها ، و لكن يجب التعامل معها بـ مسؤولية , لـ
أنها البرنامج الوحيد المطروح , و الذي يمكن اعتبارها انجازاً لـ الثورة ,,
________________________________
اختلف
فرقاء المعارضة سابقاً , على الآلية , و لكنهم تمسكوا بـ فكرتين , أولهما
اسقاط النظام كاملاً , و ثانيهما أن يكون طريق الحل , معبداً عربياً , و
هذا ما تحقق – و لو مبدئياً – في المبادرة ,,
و الآن و
الأهم , اذا أرتأت تلك الاطراف السياسية , في هذه المبادرة , كما رأى عزمي
بشارة – مثلاً – أنها الطريق الوحيد لـ حلّ الأزمة , بـ حلوها و مرّها ,
فـ يجب على اطياف المعارضة قاطبةً , أن توحّد الجهد السياسي , و تكثف من
جرعات الخطاب , الى الشارع الثائر , و الشارع السوري عموماً , فـ نطوي
جميعاً , صفحة الانقسام في الرأي , و نتوحد و نقوّي بعضنا بعض ,, و لا أظن
أن هناك حجة بعد اليوم , لـ طرف دون آخر , أن يرى حلاً آخر ,,
إنّ
اتساع الحراك الثوري , و وصوله في آخر جمعة لـ عدد نقاط تظاهر قياسي ,
محمي بـ الجيش الحـر , هو صاحب الضغط الأعلى على الجميع , بما فيهم النظام
, و الاستمرار كفيل لـ الوصول بـ الثورة , الى برّ الحريّة ,, أتى معنا
أحد , أو لم يأتي