الطابور الخامسحان الوقت لكشف حقيقة الطابور الخامس الذي ينهش
في جسد المجتمع … مستغلا التواجد “الصهيو اميركي” في المنطقة العربيه ،فلا
بد من فضحهم وتبيان حقيقتهم فهم وباسماء رنانه كالديمقراطية ، والحرية
،والانفتاح يريدون تمرير اجندات تغريبية لاسقاط المجتمع في اتون الرذيله
لصالح تلك الدول الحاقدة على المجتمع المسلم .والطابور الخامس لدينا هو
مثلث ذي ثلاث اضلاع … اجتمعت اضلاعه على الكيد للعلم الشرعي واهله في
البلاد الطاهرة ، وبدأوا يحفرون خنادق للعلماء والدعاة ولم يعلموا انهم
يحفرون لانفسهم وسياتي يوم قريب يسقطون في الحفرة التي حفروها لخير الناس
بعد الانبياء ، وان غدا لناظرهـ … لقريب. قال تعالى {وَيَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } صدق الله العظيم .
سقوط الأقنعة / يوسف مكي إثر
قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، أعلن عن استيلاء الحرس الثوري
الإيراني على سفارة الكيان العبري، وتسليمها إلى منظمة التحرير
الفلسطينية، لتكون مقرا لها. فرح البعض بتلك الخطوة، واعتبروها مفتاحا
للتحرير، وعبورا جديدا لنصر آخر، كالذي صنعه القائد صلاح الدين في معركة
حطين.
لم يمض سوى وقت
قصير على هذا الحدث، تداعت بعدها بشكل سريع، استراتيجية الملالي لتحرير
فلسطين. تكشف أن عملية التحرير تمر عبر قتل الأشبال العراقيين، أمام مبنى
جامعة المستنصرية، والتفجير في الأماكن العامة، وترويع الآمنين، أثناء
تشييعهم لموتاهم. وتكشف أيضا أن تحرير فلسطين، يمر بتفتيت العراق، وأن
بوابة القدس هي مدينة بغداد.
قيل الكثير، من
قبل مناصري ثورة إيران… قالوا إن الحديث عن عروبة الأحواز تضر بالقضية
الفلسطينية، مع أن حجم لواء الأحواز هو ثلاثة أضعاف فلسطين. وقيل
إن النخلة هي أقل شأنا من شجرة الزيتون. ثم انتقلنا إلى محطة أخرى، إلى
الجزر الإماراتية، التي أصبحت هي الأخرى، أقل شأنا في الحضور التاريخي العربي، وأن بالإمكان جعلها قربانا من أجل خاطر شعار الجمهورية الإسلامية، في تحرير فلسطين. وانتقل الأمر لاحقا لأمن الخليج العربي بأسره، الذي أصبح هو الآخر، أقل شأنا في حضوره من استراتيجيات "آيات الله" في تحرير فلسطين. وتكشف
لاحقا أيضا، أن مدينة الحسن البصري، وواصل بن عطاء وبدر شاكر السياب، التي
نزح عنها أكثر من مليون مواطن، بفعل القصف المدفعي الإيراني اليومي، هي
أيضا أقل شأنا في حضورها التاريخي، من مظاهرات الغضب والدعاء بالويل
والثبور لإسرائيل وللشيطان الأكبر.
ومع أن
واقع الحال، لم يكن بحاجة كبيرة إلى التفسير والتفصيل، لكل ذي بصيرة، لكن
كثيرا من الناس فضلوا أن تبقى الأقنعة مسدلة على عقولهم وقلوبهم، وضمائرهم
أيضا. فليس منطقيا أن تتآكل أطراف الأمة وعمقها الاستراتيجي في مشرق
العرب، لأجل أوهام لم تتجاوز الشعار، ولم تنتقل إلى الفعل، اللهم إلا إذا
اعتبرنا التمسك باحتلال المخافر والبلدات العراقية في خانقين وزرباطة وزين
القوس، والحرب على العراق، التي دامت قرابة ثماني سنوات، مقدمات لتحرير
فلسطين.
انتقل الموقف
الإيراني، لاحقا إلى دائرة أخرى، على طريق "سقوط الأقنعة"، بالكشف عن
فضيحة إيران جيت، التي شكلت طعنة حقيقية لأصحاب النوابا الحسنة. لقد تعامل
الثائر الرافض للشيطان الأكبر، مباشرة ودونما وسيط مع ربيبته إسرائيل،
وكانت مقدمات الصفقة، مدفوعة نقدا، خمسة مليارات من الدولارات، قيمة أسلحة
يستخدمها الحرس الثوري، لفتح العراق، تمهيدا للوصول إلى القدس، بعد أن
يجري تقسيم العراق، بين الطوائف.
توسعت الاستراتيجية
الإيرانية، إلى دوائر جديدة، انتقلت بمشاريع التفتيت من العراق إلى لبنان،
والسودان ومصر والمغرب، وأيضا إلى فلسطين. وأصبح عمق المقاومات في فلسطين
ولبنان، ليس سفوحها ووديانها، بل بعيدا في قم وطهران. عجزت مقاومة لبنان
أن تجعل من شماله وشرقه عمقا استراتيجيا لها، وعوضت عن ذلك بتحالفات مع
المردوفين بدبابات الاحتلال في العراق، والمهووسين وشيوخ الزوايا، في قم.
وفي سياق المواجهة والمقاومة أيضا، تحولت فلسطين، وبقدرة قادر إلى ثلاثة
كيانات: كيان
عبري، وكيان في الضفة، وكيان أخير، في غزة… والقائمة مفتوحة للمزيد من
التشظي، طالما ظل العمق الاستراتيجي للحركات التي ترفع شعار المقاومة، من
خارج تربتها، وطالما ظل حلفاء المقاومة من المسكونين بكيدية الثأر من
التاريخ.
لا يمكن فهم ما
يجري على حدود المملكة الجنوبية، خارج هذا السياق. فهذا البلد الكبير،
الذي خصه الله بالحرمين، والذي تلامس أطرافه مراكز الإشعاع الحضاري في
الشمال، وحضارة سبأ بالجنوب، والذي يمثل قوة اقتصادية وسياسية حقيقية،
أصبح في الهزيع الأخير، لمشروع الولي الفقيه، هو المستهدف. والمنطق هنا
غاية في البساطة. فالأزمة الداخلية المستعصية في إيران، والتي مضى عليها
أكثر من ستة أشهر، بحاجة إلى تصدير. وما دامت الأزمة في داخل إيران، كبيرة جدا، فإن البلد المستهدف ينبغي أن يكون كبيرا، وهكذا كان الاستهداف للمملكة العربية السعودية ولليمن الشقيق على السواء. والهدف
جلي وواضح، كما كان دائما، منذ تربع الملالي على هرم السلطة في إيران،
تصدير مستمر للأزمة، ورفع شعارات يكون الاتجاه في تيار معاكس لها تماما.
في
المعركة المحتدمة الآن على حدودنا الجنوبية، تسقط جملة من الأقنعة، ومعها
تسقط أوهام كثيرة، سكنت مخيلة حكام إيران، وأيضا وللأسف، مواقف عدد كبير
من المثقفين العرب، نحترمهم ونقدر لهم دورهم في خدمة مشاريع النهضة العربية.
أصبح حكام إيران عراة، أمام العالم. فليس لديهم الحجة التي صدقها الكثير،
أثناء عدوانهم على العراق. فاليمن ليست له حدود مع إيران، والمملكة العربية
السعودية كذلك، وليس في السياستين السعودية واليمانية، ما يهدد الأمن
القومي الإيراني. وصعدة، وجبل الدخان، وبلادنا العزيزة لم تكن ولن تكون
أبدا موضع شبهة في إسلامها وعروبتها. وعلى هذا الأساس، فإن التعرض لبلادنا
بالعدوان من قبل مرتزقة إيران، لا يمكن وضعه إلا في خانة العداء للعروبة
والإسلام على السواء. وذلك كشف هام لمن لديه بصيرة وقلب.
الكشف الآخر، والمهم في هذا السياق، وهو كشف للإيرانيين. تربة
بلادنا، ليست أرضا خصبة لمشاريعهم. لقد فشلوا وجللوا بعار الخزي، ولن يكون
في استمرار الحرب، سوى المزيد من الهزائم، ولن يتمكنوا من تصدير أزمتهم
المحتدمة، إلى هذه البلاد. وعليهم في هذا السياق مراجعة برامجهم وخططهم.
صحيح أن قرار المواجهة، اتخذته القيادة السعودية، وصدرت الأوامر من خادم
الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الجنود البواسل للتصدي
للعدوان، لكن القرار كان أمينا في مفرداته وفي تعابيره عمّا يختلج في نفوس
أبناء هذا البلد. وكان النداء في حقيقته تلبية لنداء الدين والضمير ونداء
الوطن. وذلك كشف آخر.
وكشف آخر أهم، هو سقوط الوهم فيما يتعلق بالموقف من قضية المقاومة في فلسطين ولبنان. لقد كان التدخل الإيراني في لبنان، سببا مباشرا في عجز العملية السياسية. وتأكد للقاصي والداني، أن المحور العربي:
محور الرياض- دمشق هو الأقدر على تحقيق وحدة اللبنانيين، وانسيابية العمل
السياسي في هذا البلد الشقيق. وكشف آخر، وليس أخيرا، أن مضيق باب المندب،
سيبقى عربيا، وسيبقى البحر الأحمر أيضا عربيا، ولن يكون غير ذلك.
ولن تجدي محاولات التسلل أو القرصنة، في تغيير معادلات الجغرافيا
والتاريخ. ولن يكون أمام المخربين بعد كشف الأقنعة سوى مواجهة الموت أو
الفرار، وكلاهما يحملان معنى اندحار العدوان