ويسمونها قهوة..والرجل موظف شواهد الميلاد وجدناه يدخن دون قهوة، وكان
متعبا جدا أو ذلك ما نجح في اثباته عندما دنونا منه. أخذ مني الأوراق
وبعثرها على مكتبه فأسرعت أعيد تنظيمها حتى لا تضيع. كره الرجل واشمئز من
أوراقي وأوراق كل من يأتون بلا قهوة ولا يحملون غير الطلبات وكلمات شكر
تشبه التوسل.

لكن الموظف أبيض الرأس لا يشرب الكلمات. أعطيته بعضا منها وزاده رفيقي
ثلاث دعوات بالخيروالصحة ختمتها بالدعاء له بالتقاعد أو سكتة قلبية.
-غدا..بعد غد. عودوا إلي بعد غد.
-لكنه سيسافر لعمله. جزاك الله خيرا ومتعك ب..رد رفيقي مستعطفا يتحدث عني.
أحتاج دائما إلى رفيق لأن الأسرة تعتبرني ساذجا في التعامل مع الإدارات. أعود صفر اليدين كلما حاولت.
-غدا.حسم أبيض الرأس الحوار وهو يشير إلى طبقات من المعاملات المتراكمة عن يمينه.أنا هنا منذ الفجر.
اقترح علي رفيقي عند مخرج البناية أن نمنحه تحفيزا..من باب الشفقة على
لسانه الذي أحرقته السجائر وغبار الأوراق، ومن باب تعجيل المصلحة، وأن
الأمر أصبح عاديا لا يتورعه عنه أحد من العاقلين.
-الكلب.هل هناك موظف يعمل منذ الفجر؟هل يعرف هذا المقامر الفجر؟أرأيت كيف مط عبارة إن شــــــــــــاء الله؟
وعدت في صباح اليوم التالي وأنا أحمل في جيبي أول رشوة سأدفعها في حياتي.
وضعتها في جيب خاص لأخرجها بسهولة عند الضرورة كما يخرج رعاة البقر
مسدساتهم للقتال ودخلت عليه.
كان أبيض الرأس في ذلك الصباح الممطر غاضبا يثور على شاب سبقني في الدخول.
-ماذا تريد؟
-شهادة ميلاد..وأخرجت السلاح. عندما التفت إلي والشهادة في يده وقع نظره عليها.
-ما هذه؟
-إنها لك.
أخذها مني كأنني أدين له بها منذ سنوات وخرجت إنسانا عاديا أصبح يجيد التعامل مع الادارة..و دون مساعدة.