ساحة الحرية فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 902 معدل التفوق : 6211 السٌّمعَة : 25 تاريخ التسجيل : 11/12/2011
| | مابعد أعوذ بالله من "أنا" ! | |
ما بعد "أعوذ بالله من أنا" ..! --------------------------------------------------------------------------------------------
لا شيء .... ثمّ أمّا بعد :
هُنا يتخفّى أحد أبناء آدم المشاغبين .. عربيّ الأصل والمنشأ والممات .. يُحب الافتخار بأشياء لم يصنع منها حرفاً واحداً .. كلغته العربيّة !! ، أكتُب عن عُمر يناهز اثنان وعشرين طامّة !.. من المناسب أن أذكُر هُنا أنّ هذا العُمر يتغير بحسب الزمان والمكان !.. فعندما تلتفت إليّ والدتي لتسألني : كم مضى من الوقت منذ أن ابتلاني الله بك ؟! أزعُم حينها أنّني قاربتُ الثلاثين ! طمعاً في أن تكُفّ عن سؤالها الدّائم لي : إلى أين تذهب ومتى تعود ....
وعندما ألتقي بفتاة الثانوية وهي في طريقها إلى مدرستها ذات مصادفةٍ تعيسة !.. فتسألني عن الشارع الفُلانيّ أجيبها بتلقائيّة أنّني أكبُرُها بسنة واحدة فقط !.. وأنّ رقم "البي بي" هُو ....... ، رُغم أنّها لم تسأل عن شيء من ذلك ..!! الأمر مُختلف مع صديقي الذي أكبُرُه بأربعة أيام .. فبمجرّد نشوب نقاش حادّ معهُ .. اُشهِرُ في وجهه نسخة مخبأة من شهادة الميلاد كإثبات قاطع أنّني على حقّ !.. فـ " أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة وثلاثة أشهر " ! ، السّؤال المصيريّ لديهم .. ما النادي الذي تُشجّعه ؟.. رُغم أنّ ثمّة سؤال أهم ّ - من وجهة نظارتي المهترئة - وهو هل هُناك شيء في الحياة يستحقّ التشجيع !! صدّقوني لا اتذكّر النادي الذي أشجّعه إلا عندما أسمع صياح أخي من الغرفة المجاورة معلناً فوز "الهلال" ,, ابادر بإرسال رسائل التهنئة ذاتها المُخزّنة في النماذج .. أتظاهر بالفرح .. بل أتهوّر أحياناً واضع طلاءً على وجهي بالأزرق والأصفر !! لا أدري إن كانت هذه هي فعلاً ألوان شعار ذلك النادي ..؟! لا يهُم !
رُغم هذا فهُناك أمور لا تخفى على ذي عقل ! ولو لم يكن مُتابعاً لمُجريات الشأن الرياضي .. فمن هذا الذي لم يكتشف بعد .. أنّ نادي النّصر هو الإثبات الوحيد للفرضيّة القائلة بأنّ الأشياء دائماً ما تكون "على غير مسمّياتها" ..! أخشى أنّني أرتكب حماقة فظيعة عندما "أحشّ" نادياً ما .. فمن السهل جداً أن يأتي شخص ليسبّك أنت وقبيلتك والقبائل المجاورة .. فقط لأن النادي الذي يُشجّعهُ "هوَ" لا يعجبك أنت ..! ، عندما يسألني أحدُهم عن هواياتي أجد نفسي مضطراً لإعادة السؤال بصيغة أكثر مصداقية : ماذا تفعل عندما تشعر برغبة مُلحّة في "تضييع وقتك" ؟! - أفكّر .. فقط أفكّر !... أحاول أن اعمل بنصيحة أولئك الذين يوصوننا بالتفكير "خارج الصندوق" .... فكّرت ذات خيبة "خارج الصندوق" .. فخرجت عن الصندوق الذي يفكر الناس به عادةً عندما يخرجون من الصندوق الأصلي للتفكير !... لا تعد قراءتها .. حتى أنا لم أفهمها بالشكل المطلوب .. المهم أنّني أفكّر بشكل مختلف .. فكّرت ذات "فضاوة" .. ماذا لو لم اُخلَق إنساناً ! مالذي يمكن أن أكونه ؟!.. - علبة تونة فارغة أفطَرَ بها مراهق هارب من مدرسته ثمّ ألقى بي على قارعة الطريق .. اُصدِرُ صريراً مُزعجاً وأنا أتدحرج بفعل الرّياح .. حتى يأتي عامل النّظافة – الذي لم يُبقوا له من النظافة أيّ نصيب – ويرمي بي مع بقيّة العائلة في تلك الشاحنة !..
- أو رُبّما كنت علبة "سن توب" يشفطها ذلك الطفل حتى آخر قطرة !.. وينزع الصورة من جانبي الأيسر بلا هوادة .. ثّم يتذكّر في وقتٍ متأخر جداً أنّني أحد المنتجات "الدنماركية" فيختار رصيفاً مناسباً يُثبّتني عليه .. ليُمارس رياضة الجمباز فوقي ! بأشدّ ما أوتي من قوة ... حتى أحدث دويّاً يُجبر الطيور على التصفيق له !..
ولماذا العُلب الفارغة !!.. دعني أكونُ أكثر واقعيّة ..! هَب أنّني قطّة مُشرّدة في أحد الشّوارع الضيّقة .. يُمارس بي الأطفال "الأبرياء" هواياتهم في التعذيب طوال حياتي .. لتنتهي مأساتي عند أوّل كفر سيارة أكون من نصيبه !.. ثم إنّ الأمر بسيط .. أتعفّن ثلاثة أيام .. قبل أن أتحلّل بفعل عوامل التعرية .. لا غير !!
قُل لي بربّك .. هل تجد الأمر مُختلفاً كثيراً في الواقع !.. سأعيشُ آدمياً لبضعة عقودٍ أخرى .. أو رُبما بضعة ساعات أخرى !.. سأموتُ كغيري ممّن ماتوا ولن تُعطيني الحُكومة – بحالٍ من الأحوال – قيمة نصف برميل النّفط الذي سأكوّنهُ بعد آلاف السنين !! .... أرأيتم ؟! | |
|