لفيصل يتهمه بالسعي لصراع طائفي.. واردوغان يصفه بالمستبد .. والمجلس الوطني اعتبر خطابه 'اعلانا لاستمرار الحل الدموي'
الاسد يصعّد لهجته: 'لا مهادنة ولا تسامح' وماض في مواجهة 'حرب الخارج'
2012-06-03
دمشق ـ بيروت ـ وكالات: صعد الرئيس السوري بشار الاسد لهجته بمواجهة
الحركة الاحتجاجية التي تعصف بسورية منذ نحو 15 شهرا، معلنا في خطاب الاحد
ان 'لا مهادنة ولا تسامح' مع الارهاب، وانه ماض في مواجهة 'حرب الخارج' على سورية مهما غلا الثمن، في حين ردت المعارضة معتبرة خطابه 'اعلانا لاستمرار الحل الدموي'.
وقال
الرئيس السوري في خطاب امام مجلس الشعب الجديد ان سورية لا تواجه مشكلة
سياسية بل 'مشروع فتنة اساسه الارهاب (...) وحربا حقيقية من الخارج'.
واكد ان الامن في البلاد 'خط احمر'. واضاف 'قد يكون الثمن غاليا (...) مهما كان الثمن لا بد ان نكون مستعدين لدفعه حفاظا على قوة النسيج وقوة سورية'.
وتابع
'عندما يدخل الطبيب الجراح ويقطع (..) يقال له سلمت يداك لانك انقذت
المريض'، مضيفا 'نحن ندافع عن قضية ووطن، فقد فرضت علينا معركة.. والعدو
اصبح في الداخل'.
ورأى الاسد ان العملية السياسية في سورية تسير الى
الامام فيما 'الارهاب يتصاعد دون توقف'، مضيفا ان 'الارهابي كلف بمهمة ولن
يتوقف حتى ينجز هذه المهمة ولا يتأثر ببكاء الارامل والثكالى'.
وشدد الرئيس السوري على ان 'لا مهادنة ولا تسامح مع الارهاب (..) علينا ان نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن'.
من جهته اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض ان الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بمثابة 'اعلان لاستمرار الحل الدموي'.
وقال
عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار في اتصال مع وكالة فرانس برس ان
'خطاب الاسد اليوم هو اعلان لاستمرار الحل الدموي، ولقمع الثورة بأي ثمن'،
معتبرا ان الاسد 'يحاول اخماد الثورة بغض النظر عن تداعيات هذا القمع على المجتمع السوري'.
ورأى
نشار ان خطاب الاسد مشابه 'لخطاب الانظمة الاستبدادية العربية الاخرى التي
سقطت في المنطقة وهي تردد نظرية المؤامرة الخارجية ولا تعترف ان هناك ازمة
داخلية وثورة وشعوبا تطالب بالحرية والديمقراطية'.
وقال الرئيس السوري
ايضا في خطابه ان للمال دورا في تأجيج الاحتجاجات واعمال العنف في بلاده،
مشيرا الى ان 'البعض يتقاضى اموالا ليخرج في تظاهرات (...) وهناك شباب في
سن المراهقة اعطوا حوالى الفي ليرة سورية (40 دولارا) مقابل قتل كل شخص'.
وشدد على ان
'الدور الدولي في ما يحصل لم يتغير (...) فالاستعمار يبقى استعمارا وتتغير
الاساليب والوجوه'، مؤكدا ان 'الشعب تمكن من فك رموز المؤامرة من
بداياتها'.
ووصف الاسد منفذي مجزرة الحولة في حمص (وسط) التي راح ضحيتها اكثر من مئة قتيل في الخامس والعشرين من ايار (مايو) بأنهم 'وحوش'.
وابدى الاسد استعداده للحوار مع المعارضة 'شرط الا تكون هناك قوى تطالب بتدخل خارجي او انغمست في دعم الارهاب'.
في
الرياض، اتهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاحد النظام
السوري بانه 'يناور ويماطل' حيال خطة الموفد الدولي والعربي الى سورية كوفي
عنان بهدف 'كسب الوقت'، مبديا تأييده لاقامة منطقة عازلة بدعم من مجلس
الامن، واتهم الفيصل الرئيس السوري بالسعي لتحويل الازمة السورية لصراع
طائفي.
وقال الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على هامش
مؤتمر حول الارهاب في جدة 'نؤيد اقامة منطقة عازلة في سورية يلجأ اليها
المضطهدون (...) لكنها مسؤولية مجلس الامن فالجامعة العربية لا تستطيع
ذلك'.
ورأى الفيصل ان 'الحل الحقيقي هو الدفاع عن الشعب السوري
من قسوة العمل العسكري لانه مجرد من السلاح بينما يتلقى النظام السلاح من
كل مكان (...) الوضع خطير جدا نأمل ان لا تتدهور الامور اكثر'.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد الرئيس السوري بالتصرف بـ'استبداد'، معتبرا ان مقاربته لن تخدم السلام.
وقال
اردوغان للصحافيين في تصريح متلفز 'حتى الان لم اره يطبق الاصلاحات بتفهم
ديمقراطي. لا يزال يتعامل مع المشكلات بمنطق استبدادي ومقاربة استبدادية'،
مضيفا 'اعتقد انه سيكون من الصعب جدا ارساء السلام في سورية طالما ان هذا
الموقف سائد'.
ومن جهتها حضت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاحد روسيا على دعم الانتقال السياسي في سورية، معتبرة ان تنحي الرئيس بشار الاسد ليس شرطا مسبقا بل ينبغي ان يكون 'نتيجة' هذا الانتقال.
وكانت
كلينتون تشاورت هاتفيا الجمعة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف وابلغته
ضرورة ان تعمل واشنطن وموسكو معا لوضع حد للعنف في سورية والتوصل الى تغيير
سياسي في هذا البلد.
وصرحت كلينتون للصحافيين خلال زيارة لستوكهولم 'خلال حديثنا، شددت على انه
لن يكون هناك اي فائدة من اجراء لقاء (مع لافروف) اذا لم يأخذ في الاعتبار
كل العناصر (الواردة) في خطة (كوفي) عنان، وهذا يعني ان علينا ان نركز على الانتقال السياسي'.
ميدانيا سجل الاحد سقوط ستة اشخاص على الاقل
وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. فقد دارت اشتباكات عنيفة بين القوات
النظامية ومنشقين الاحد في ريف دمشق بالقرب من الحدود اللبنانية أسفرت عن
سقوط مقاتل معارض في بلدة رنكوس.
وفي مدينة دوما (حوالة 10 كلم عن وسط العاصمة)، اغتيل الناشط الحقوقي المعارض الطبيب عدنان وهبي داخل عيادته، بحسب المرصد.