جمعة ثـــــــــــــــائر متردد
الجنس : عدد المساهمات : 8 معدل التفوق : 24 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 05/03/2012
| | الأم جنديه مجهوله | |
جندية مجهولة
فعلى البسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة ضعيفة، تغلب عليها العاطفة الحانية، والرقة الهاتنة، لها من الجهود والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا جند، وهي حارسة حيث لا حرس، لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي والشرخِ كلَّه، وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟!
الأم .. ظل بالرحمة ممدود .. وكف بعطاء ليس له حدود .. إنها القلب القريب .. فيا لله كم قابلت الصدود بالبذل .. وكم ردت على العقوق بالصلة والعف والدعاء قال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا) ... الإسراء :23 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه طبعاً حديث وأية نسمعها منذ الصغر ... بل ونحفظها ونرددها دائما في المساجد والمدارس .. ولكن ومع الأسف كيف حالنا مع أمهاتنا وكيف تعاملنا معهم .. وهل فكرت في مرة من المرات عندما تكلم أمك أو إذا طبت منك أمرا في هذه الأية أو الحديث ... ربما طلبت منك طلب صعب عليك ولا تريد نفسك الأمارة بالسوء أن تفعله .. ولكن تتذكر الأية والحديث في نفسك وتقول سأفعل هذا الشيء كي ترضا عني فيرضا الله سبحانه وتعالى عني
-------------------------------------------------------------------------------- الأم .. وما أدراك ما الأم .. إنها إحساس ظريف .. وهمس لطيف .. وشعور نازف بدمع جارف .. الأم .. جمال وإبداع .. وخيال وإمتاع .. وجوهره مصونة ولؤلؤه مكنونه .. الأم .. كنز مفقود لأصحاب العقوق .. وكنز موجود لأهل البر والودود .. الأم .. تبقي كما هي .. في حياتها وبعد موتها .. وفي صغرها وكبرها .. فهي عطر يفوح شذاه .. وعبير يسمو في علاه .. وزهر يشم رائحته الأبناء ..وأريج يتلألأ في وجوه الآباء.. ودفء وحنان .. وجمال وأمان .. ومحبه ومودة .. ورحمه وألفه .. وأعجوبه ومدرسه .. وشخصيه ذات قيم ومبادئ .. وعلو وهمم .. وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة : الأم مدرسه إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
| |
|