لماذا لا يثور الشعب الجزائري؟
الكل كان ينتظر ويترقب..
الفضائيات الإخبارية و الصحف وو كالات الأنباء وجيوش من الصحفيين مع ترسانة
من آلاف الكاميرات و الهوائيات كانت كلها مركزة صوب الجزائر
تنتظر الحدث الجلل الذي سيفجر البلد الهادئ حتى الآن ، البلد الذي لا يبدو مباليا حتى الآن برياح التغيير العاتية
بعد حملة تجنيد على الفيسبوك تشبه تماما الحملة التي سبقت ثورة الخامس و العشرين من يناير في مصر
الكثير قال أن ما يحدث في مصر لا بد أن يتكرر في الجزائر و العكس صحيح
بعض الساسة في الضفة الشمالية للمتوسط ضبطوا ساعاتهم على توقيت الجزائر و
الشماتة لا تغيب عن عيونهم، أصدروا تعليمات صارمة لاستخباراتهم كي تكون مع
الحدث من أول لحظاته حتى لا يتكرر
الارتباك الذي حدث مع ثورة ليبيا
إحدى دول المغرب العربي لم تخف تعاطفها مع الثورة التي لم تبدأ بعد، فجندت عملاء يكتبون في الفيسبوك لمساعدة الشعب المقهور
وجاء اليوم المشهود، يوم السابع عشر من سبتمبر و حبست الأنفاس ..
لم يحدث شيء ..
المحلات في العاصمة فتحت في موعدها، حافلات النقل في حركتها المعهودة مع
زحمة الصباح ،الأسواق الجانبية كعادتها تعج بالنساء .. مجموعات من الشباب
تقف عند بعض زوايا الشوارع تتناقش حول
الدربي العاصمي بين اتحاد العاصمة واتحاد الحراش ..لا شيء يوحي بثورة .. خيبة
إذن فقد فعلها الشعب الجزائري مرة أخرى !
لا ثورة ولا هم يحزنون
لقد غاب عنهم أن هذا الشعب لا يتحرك بالإملاءات، شعب رغم وضعه الصعب لا تحركه الحملات
شعب لم تروضه وسائل الإعلام ولم تخدره كاريزمات ولا زعامات
شعب يبيت على الضنى ولا يبيت على الدنية
شعب يقبل ظلم ذوي القربي ولا يقدم الجزائر لقمة للأجنبي
غاب عنهم أن هناك 5 أسباب تمنع الشعب الجزائري من الثورة الآن:
أولا: الشعب الآن يخوض فعلا ثورة عن طريق الاحتجاجات اليومية ذات الطابع الاجتماعي والمعيشي
ثانيا: ليس في الجزائر استبداد سياسي خانق كما في بعض الدول العربية وهناك
هامش من حرية التعبير والانتقاد كما لا يوجد معتقلون سياسيون
ثالثا: لا زال الرئيس بوتفليقة يحظى بتعاطف شعبي نتيجة إنجازاته الملموسة وهو ما يمنح شرعية للنظام
رابعا: حداثة العهد بالعشرية الحمراء التي ذاق فيها الشعب الويلات
خامسا: قوى المعارضة في الجزائر لا تحظى بشعبية تذكر
لكن هذا لا ينفي أن توجد بعض الفتائل الخطيرة التي قد تشتعل يوما ما و تسبب الحريق، أخطرها أزمة الشباب الذي لا يرى أفقا للأمل
ولكن ذلك الحريق لن يكون في ولاية الرئيس بوتفليقة في رأيي و الله أعلم