تشهد سماء المملكة الأردنية الهاشمية فجر يوم الأحد المقبل الموافق للثاني والعشرين من نيسان الحالي، حدثا فلكيا مثيرا بإذن الله،
حيث
تشاهد شهب النسريات Lyrids Meteor Showers وهي من الزخات الشهابية الجيدة
خلال العام حيث يمكن مشاهدة حوالي 10-20 شهابا في الساعة الواحدة في
المعدل، لكن قد تصل أحيانا إلى 100 شهابا في الساعة بحسب تقدير خبراء الفلك
المختصون بالشهب.
وحسب الدراسات الخاصة بزخة شهب
النسريات يبدأ رصدها بعد حوالي الثانية عشرة بعد منتصف ليلة السبت الأحد
بالتوقيت المحلي، لكن ستكون الذروة عند حوالي الساعة الثالثة فجر يوم الأحد
ويستمر حتى طلوع فجر يوم الأحد. كما أن القمر سيكون في فترة ظهور الشهب في
الاقتران مع الشمس أي في الولادة وهذا يعني أن السماء ستكون مظلمة بإذن
الله وهذا يوفر الظروف الجيدة والمناسبة لرصد الشهب بالعين المجردة.
والمذنب
ثاتشر Comet Thatcher مصدر شهب النسريات، حيث أن المذنب ثاتشر يترك نهرا
من الغبار حول الشمس، وعندما تعبر الأرض هذا النهر ألغباري يومي 21/22
نيسان من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة النسر
الواقع وتسمى أيضا اللورا Lyra والمذنبات، هي المصدر الرئيسي لمعظم زخات
الشهب حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات
الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء. وعندما تمر الأرض من ذرات الغبار
التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب من
جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.
والشهب
meteors والتي تسمى عند الشعوب shooting stars عبارة عن ذرات تراب مجهرية
أي صغيرة جدا، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة
وهي ناتجة عن المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في
مناطق معينة من الفضاء تسمى أسراب الشهب وعندما تمر الأرض من هذا السرب
تظهر الشهب بشكل مميز، والنسريات هي من أفضل أسراب الشهب التي تشاهد كل
عام.
وعندما تقترب الذرات الترابية الخاصة بزخة شهب
النسريات من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية
جدا تصل إلى 49 كلم في الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة
العالية فان ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد
حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل اسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم
تنطفئ، وتبدأ الشهب بالاحتراق على ارتفاع 120 كلم عن سطح الأرض ثم تحترق
وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم. لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية
على الإطلاق وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها
أحد.