سالار ثـــــــــــــــائر نشيـط
الجنس : عدد المساهمات : 239 معدل التفوق : 547 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 28/01/2012
| | المقاومة العراقية- الحاضر والمستقبل | |
د. أمير البياتي لا نزايد على أحد، فنحن على كراسينا المترفة وأمام أجهزة حواسيبنا المتطورة والمنفتحة على كل أطراف الدنيا لا نساوي قطميراً أمام الرجال الذين يحملون شرف الدفاع عن الماضي والحاضر والمستقبل، تلفحهم شمس العراق المباركة ويقرصهم برده النافذ كالمثقب الى العظام. هم أشرفُ منّـا وهم أكرمُ من عند الله منّا وهم أعلى درجة،،، فقد قال رب العزة: "وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا". النساء 95. ولكننا ونحن نريد أن نكون معهم، بوسيلة أو أخرى، تشدنا الى الخلف دنيا أصبناها أو عائلة كونّاها أو أموال اقترفناها أو تجارة نخشى كسادها أو مساكن ارتضيناها، أو صحة وقوة فقدناها فلم يبق لنا إلا أن نشاركهم بأقلامنا وقلوبنا، وذلك أضعف الإيمان. يقول تعالى: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" التوبة 24. لذا ترانا بين الحين والآخر نشد من أزرهم ونثني على أفعالهم وندعو لهم بالنصر والثبات والسلامة ليل نهار.قلنا إنا لن نزايد على أحد، ولكننا نرى أحياناً ما لا يراه المقاتل في الساحة، لذا وجب علينا التنبيه، كما إننا نقرأ ونحاور ونستنتج مما لا يتاح لمجاهد أن "يتمتع" به وهو يحمل هم الجهاد الثقيل ومسؤولية الأمور الحياتية الأخرى. لذا وجب علينا التحذير.بعد الاعلان الرسمي لانسحاب جيوش المحتل واعترافه بالهزيمة أمام صناديد العراق وأبطاله، وجدت المقاومة العراقية البطلة نفسها أمام ظرف جديد يحمل معه تحديات كثيرة ومتعددة الأوجه. وبرغم شكلية الانسحاب الأمريكي من العراق إلا إنه كان عملاً تكتيكياً مدروساً أريد به تحقيق أهداف مختلفة نرى أن منها إحراج المقاومة البطلة ووضعها تحت مجهر الاختبار، فهي من ناحية قد حققت أهم أهدافها وهو طرد المحتل، ولكنها من الناحية الأخرى فشلت حتى الآن في تحرير العراق، وهو هدف كينونتها الأساسي، لقد نجح المقاومون في طرد اللاعب الرئيسي وإخراجه من دائرة المواجهة المباشرة، لكنه أي ذلك اللاعب مازال يصول ويجول في العراق وتحت أوجه متعددة وبمسميات مختلفة وهناك من ينفذ له كل ما يريد ويتقاسم معه الغنيمة. نعم فإن الوجوه لم تتغير ولكنها وبعد أن كانت قد أتت مع المحتل ورحبت به وسمته مُـحرِراً، عادت تدعي الآن أنها قد أعادت إلى العراق "استقلاله" وهو "بلد حر" وبكامل قواه السيادية وبعد أن اخرجت هي قوات الاحتلال عبر مفاوضات شاقة وصعبة!!! ونعم مرة أخرى فنحن نعلم أن هذا محض ادعاء وكذب، فالمحتل يأمر عملاءه ولا يفاوضهم وأنه إنما خرج من الباب ليعود من النافذة، ونعلم أن إيران هي رأس الحربة الآن لإكمال مهمة الأمريكان في تفتيت العراق وإنهاء دوره القومي والإنساني والحضاري ونعلم ونعلم ونعلم. ولكن المشكلة أن هناك في العراق من لا يعلم ومن يصدّق ادعاءات العملاء ويحاجج بناءً عليها! وهم جزء من شعبنا ولا يمكن تجاهلهم أو العبور فوقهم! والمصيبة الكبرى أن هذه الشريحة من شعبنا لم تعد ترى أي مبرر لوجود مقاومة في غياب الاحتلال!!! وإن كانت هذه الشريحة في الأصل مترددة بين دعم المقاومة ولو معنوياً حتى بوجود المحتلين، ويغذي هذا التيار من الفكر المقلوب الإعلام العميل والإعلام المتواطئ مع الاحتلال وأعوانه، وهذا يعني بالتقريب كل وسائل الإعلام الموجودة على الساحة، عدا قلة قليلة منها. وهذا تحدٍ آخر للمقاومة، فهذا النفر من الشعب يصف الأعمال البطولية التي تقوم بها المقاومة بأنها أعمال إرهابية ويصنّف المقاومين الشرفاء في خانة واحدة مع الارهابيين والمأجورين والقتلة.ومن جانبها، يحاول الجهاز الاعلامي للمقاومة وبكافة فصائلها إيصال صوتها إلى شعبها ومادة عملها وبكل الوسائل المتاحة، وعبر شتى طرق التواصل المختلفة ، وكان إعلان البرنامج السياسي والتنفيذي للمقاومة العراقية واحداً من الأسلحة التي أشهرتها المقاومة العراقية في وجه الهجمات الإعلامية التي باتت تكيل التهم الجاهزة للمقاومين ، ولكنه اصطدم وكالعادة بوجه التعتيم الإعلامي الخانق ونزعة عدم المبالاة التي بدأت تصبغ المجتمع العراقي رغم المعاناة الكبيرة التي أناخت ركابها برحاب عراقنا الحبيب بعد وسائل التيئيس المتعددة والبطش الشديد والقاسي والظالم التي مارستها حكومات الاحتلال مما جعل الناس توشك أن تستسلم لقدرها، وهو بالضبط ما يريده الاحتلال. والكل يعلم أن الاستسلام هو عكس المقاومة. إن هذا الكلام لا يقلل ابداً من أهمية الإعلان أعلاه ولا من حيوية الخطوة الكبيرة والاستراتيجية التي خطتها المقاومة بإعلانها ذاك، ولكننا قصدنا أن نسلط الضوء على أوجه التحدي المتعددة التي تواجهها المقاومة العراقية وتتخطاها بكل بسالة واقتدار.وعلى نفس القدر من الأهمية كانت خطابات ورسائل القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني المعز لله وآخرها ظهوره المفاجئ وبالصوت والصورة وهو يلقي خطاب الذكرى السنوية الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، ورسائل الشيخ حارث الضاري وبيانات هيئة علماء المسلمين والمكتب السياسي للمقاومة العراقية وغيرها، فهي كلها قناديل تتوهج كي تنير ظلمة الدرب أمام أعين علتها غشاوة وهي كلها أسلحة مؤثرة تشهرها المقاومة في التوقيت الذي تراه مناسبا.ولكننا ما زلنا نحاول الإجابة عن سؤال محوري وهام، وهو وماذا بعد الانسحاب المزعوم؟ وهل سيكتفي المقاومون بدك قواعد تمركز الأمريكان ومرتزقتهم؟ وهل هذا كافٍ لإنجاز الهدف الأسمى والأغلى وهو تحرير العراق من المحتل وعملائه وأعوانه ومن كل أدواته؟ لقد قالها القائد الأعلى للجهاد والتحرير وقالها الضاري وقالتها كل فصائل المقاومة الأخرى أنها لن تستهدف الجيش ولا الشرطة إلا في حالة الدفاع عن النفس، وأن مراكز الشرطة ومقرات العسكر- وبرغم كل التحفظات المعروفة عن أداء كثير من أفراد الجيش والشرطة وقُـوادهما- ليست أهدافاً لصواريخ المقاومة ولا لهجماتها. وهذا تحدٍ آخر كبير فرضته المقاومة على نفسها استجابة لظروف مبدئية وأخرى موضوعية. فكثير ممن انخرط في صفوف الجيش والشرطة إنما فعلوا ذلك سعياً وراء لقمة العيش وطلباً للرزق، وكثير منهم ما كانوا في أمكنتهم لو أنهم وجدوا عملاً غير ذلك أو لو كانوا يجيدون مهنة أخرى، كما أنهم يظلّون أبناءنا وإخواننا وأبناء عمومتنا وأخوالنا، وكثير منهم يمكن مداراة مواقفهم واستمالتهم إلى صف المقاومين بالنصح والتبصير والإرشاد والإقناع. ومعلوم أن كثيراً من أفراد الشرطة إنما يؤدون عملاً خدمياً بحتاً كشرطة المرور والنجدة مثلاً، وآخرين يؤدون عملاً مكتبياً كشرطة الجنسية والأحوال المدنية، لذا فإن استهدافهم إن حصل فإنه سيكون وقوداً لآلة الإعلام المعادي تستخدمه لتشويه وجه المقاومة النقي ولتأكيد صبغة الإرهاب المزعومة عليه. وهذا بالتأكيد أحد اهداف العمليات العشوائية التي تستخدم فيها السيارات المفخخة لتنفجر في أماكن غير ذات معنى واضح أو تأثير سياسي أو عسكري.وعلى الطرف المقابل فإن من يحمي حكومة العملاء في المنطقة الخضراء ومن ينفذ أوامرها، ومن يضطهد المواطنين ويهين العراقيات والعراقيين، ومن يداهم ويعتقل ويعذب إنما هو نفر من هؤلاء المنخرطين في صفوف الجيش وما يسمى بتشكيلات "الحرس الوطني" على الخصوص، والشرطة. إن كثيراً من هؤلاء الذين باعوا شرفهم وأهلهم مقابل حفنة بائسة من الدنانير ومقابل مكاسب وقتية لم تجلب لهم احترام الشعب وإنما جلبت لهم سخط الناس ودعاءهم إلى الله العلي القدير بزوالهم وهلاكهم، يشكلون أهدافاً مشروعة للمقاومة العراقية التي تحترم الدم العراقي وتحرمه، ولكن الله القدير في علاه يقول "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" المائدة 45. لذا فالقصاص واجب وقتل النفس بالحق مشروع ديناً ودنيا.ومما يزيد الطين بلة وكما مر ذكره هو التعتيم الاعلامي الذي تمارسه كل وسائل الاعلام لطمس فعاليات المقاومة الحقيقية ولتسليط الضوء على أعمال منتخبة يمكن تصنيفها بقليل من لي الحقائق وتزويرها بأنها أعمال إرهابية تقوم بها ما تسمى "بالمقاومة العراقية"!فما العمل إذاً؟ أنا أرى أنني وكل كاتب مخلص عراقياً كان أو غير ذلك وبغض النظر عن كل المسميات الأخرى يصنف نفسه ككاتب للمقاومة أو "مقاوم بالكلمة" تقع علينا مسؤولية المساهمة في فتح حوار شامل نقدم فيه اقتراحات ونضع فيه علامات طريق متواضعة أمام الأبطال المضحين بالنفس والمال والأهل، ونستطيع من خلاله أن نغادر مواقع الكتابة المنمقة التي تكيل المديح لهذا الطرف أو ذاك وتسطر المقاطع الانشائية دون أن تسهم حقيقة في رفد عملية المقاومة الباسلة بعتاد فكري قد ينفع ويفيد وبمقال واحد اكثر مما أسهمت به تلك المقالات مجتمعة. غير أن علينا أن لا ننسى أن من الميدان هم أفضل منا واكثر دراية وما سنقدمه من مقترحات وحلول وأفكار أنما يترك تقييمه النهائي لهم دون أن يثير ترك مقترح ما او الأخذ به حساسية لدى هذا الطرف أو ذاك.إننا والحال هذه لا نضع أنفسنا أوصياء على من ينيرون أمامنا طريق الخلاص، ولكننا نرفع من امامهم أشواكاً وعقبات بسيطة ونساهم في التأشير على درب من بين دروب متعددة أمام من يقودون حركة النضال ضد المحتلين واعوانهم، آملين أن نساهم ولو ببصيص شمعة في إزاحة خيمة الظلام الكبيرة التي تلف عراقنا الحبيب،،، والله أكبرالمصدر: واع | |
|