abbas ثـــــــــــــــائر متردد
الجنس : عدد المساهمات : 43 معدل التفوق : 101 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 05/03/2012
| | الصديق والعدو: حكاية تبدأ مع الدرس الأول للغة “الحرية” في سوريا | |
بقلم: عبدالله بعلبكي ليست سوى قصص بسيطة تتحَّرر من سجونها ,من أفواه شعب منعزل يتوق إلى إتقان لغة الحرية لغة لم تسمح له الفرص بإتقانها, تحشر أنفسها في اللامكان الثوري و اللازمان الإنتفاضي, لا تفقه بأمور الدين والسياسة, لا تخرج من فم معارض أو توَّجه إنطلاقاً من مبادىء المؤامرة المشؤومة. تلك القصص الصافية أكثر, المغلفة بألوان طبيعية أكثر والغير معرضة لأي عملية تحريف ممكنة, لم تذكر حمص عاصمة الثورة في سوريا, ولا درعا سبب إنطلاق شرارة الإنتفاضة الشعبية الغير مسبوقة بل حتى نكرت وجود دمشق وريفها و ضمَّت حلب والساحل السوري معهم إلى القائمة الغير معنية. قصص حكاية كاملة لا تذكر سوى هضبة الجولان “المحتلة” في تفاصيلها الروائية الواقعية, تلك الجولان التي فقدت حتى إستحقاقيتها بوجود ممثل شفهي على قائمة أكثر الأنظمة “ممانعة” و “مقاومة” في المنطقة العربية الأرضية منها والفضائية منها أيضاً.- إنسحبت إرادة المقاومة عند النظام السوري في بدايات تأسيسه, وقبل الحروب “الطاحنة” التي دخلها مع عدو العرب إسرائيل ,تحديداً في 1967 أعلن سقوط الجولان قبل 17 ساعة من دخول الجيش الإسرائيلي للمنطقة. كانت الإمكانيات واسعة من أجل المقاومة والخروج بإنتصار مشرف, ولكن كان رد النظام أكثر قسوة, قسوة قد دفع ثمنها أهالي تلك المنطقة لأكثر من 40 عاماً و بالمقابل إستفاد هو منها,قام على أساسها و قاوم على أساسها و إصلاحاته المفترضة لوقت غير معلن ستكون على أساسها أيضاً. ربما لا يعشق هذا النظام وهجة الإنتصار على لا شيء قبل وجوده, ولكنه بلا أدنى شك نظام لا يتقن سوى لغة “الممانعة” أي أن يمانع لا يقاوم وإن قاوم فلا يحق له أن يعتدي: كلها قواعد وضعت على أساس الإنخضاع لعدو المقاومة من أجل مصالح إستغلت لأجل المقاومة. خطط هذا النظام ومشاريعه الإقليمية و الشعبية من بعد مرحلة التأسيس “المشرفة” كانت الدليل الأبرز على مدى قدرته بالظهور بصورة الممانع الأوحد في أي نقاش سياسي يفرض على مناقشيه إعطاء الرأي الواحد وسط مقاهي الشعب السوري ووسط قطعان من غنم من شعوب أخرى لا تتبع إلا قرارات وبيانات قائدها أو ممثلها الطائفي كالحال هنا في لبنان.أن تبيع وتضمن شروط الإستمرارية لا يشكلا دليلاً كافياً لكي تمنع نفسك أن تمانع ضد المشتري و قراراته الأخرى, هذا أول ما أنتجته الحرية في سوريا و إن كان ثمنها باهظاً, وهذا ما قاله من خاف دائماً من الحيطان حتى في منطقة الجولان, وهذا ما قد يبرر تصرفات العقلية النظامية في سوريا, و للأحداث و أحرف الشهود المتألمة كل الحق في إبراز حقيقة ما نص عليه الإتفاق المعتم من أجل الكرسي :1- نص البند الأول عن عملية بيع الأرض للعدو الإسرائيلي مقابل الإستحواذ الأبدي للنظام الأسدي على الحكم والتحكم بمصير البلاد بصورة كاملة. 2- نص البند الثاني على ضرورة حماية وجود العدو الإسرائيلي في هضبة الجولان شرط ضمان حماية دولية تؤمن غطاء على ما يقوم به النظام السوري, هذا ما قد يفسره تحرك الجولان في بدايات الثورة رداً على المواقف الدولية المطالبة بإنهاء القمع الوحشي للإنتفاضة الشعبية. 3- إن أرض الجولان أرضاً إسرائيليةً فعلياً بإعتراف الطرفين شرط أن يمنح النظام فرصة إعلامياً بتسميتها “محتلة” و تغطية أخبارها لأجل الحفاظ على ثقة الشعوب العربية به من ناحية و لأجل ما تفرضه الإتفاقية من سرية إجبارية دائمة. 4- لا تفرض الإتفاقية على أحد من الطرفين أي تصرف أو سلوك سياسي أو إعلامي معين, بل يمكنهما أيضاً حتى مهاجمة بعضهما شرط عدم التعدي على أي طرف بشكل مباشر, وهذا ما قد يفسر عدم إنخراط سوريا في أية حرب مباشرة بعد عملية بيع الجولان أو وجود إنتهاكات إسرائيلية-سورية للأراضي المشتركة. 5- نص البند الأخير في الإتفاقية على ضرورة وجود حماية لسرية بنود الإتفاق و ضرورة الإلتزام بها بنداً بنداً, لذا هذا ما يفسر غرابة الوضع الأمني و ملابسات القضية المخفية من ناحية و مدى ثقة النظام بممانعة شخصية قد تكون شرطاً أساسياً في الإتفاقية لأجل ضمان إختفائها سياسياً و إعلامياَ وعلى ألسنة الشعوب “المنبهرة” بأداءه. قد نست الإتفاقية أن تناقش إحتمالية ظهور حكايات أخرى ممكنة ستخلق يوماً, ستقف بوجه ما فرضه الطرفين على الشعب السوري, حكاية نقية تضع حداً لخبث مستمد وتعيد ملك الأرض للشعب وحده كما يجب أن يكون. إنه فصل اخر يكشف ما وراء الستار, يكشف ما بداخل الحرمان, يكشف ما عجز الكثير عن محاولة إعادة التفكير به و تذكره حتى,يكشفه أبطال الثورة السورية ضد نظام “الممانعة” .حين لم يخافوا شيئاً, حين وصلت المعاناة إلى درجة تفوقت فيها على الخوف,حين أصبح الموت أسهل من المذلة, أخرجوا كل الأحداث علناً إلى الساحة, إلى خارج الإنعزالية, إلى الحقيقة و إلى لحظتها القريبة. | |
|
السبت أبريل 28, 2012 11:07 pm من طرف doukha