بقلم: د. محمود الحسينيكانت بلاد الشام في الجاهلية قبل الإسلام مرتعا للظلم والاستعباد …
ودخل أبو عبيدة الجراح وخالد بن الوليد هذه البلاد فأسقطوا الظلم والاستعباد …
واعترف كل من في بلاد الشام من المسيحيين وغيرهم بعودة العدالة والكرامة للجميع …
زال الظلم … وغاب الاستعباد …
وتوالت الأيام على البلاد… وبقيت الهوية الحضارية التي أحضرها أبو عبيدة
وخالد حاضرة … ولم يمسحها المد والجزر اللذان حصلا بنوائب الزمان ومحنه
ومنحه …
ولما جاءت إلى حكم سورية المجموعة المتسلطة بشعاراتها القومية البراقة
الخادعة … ومضموناتها التي تتلخص باختصار شديد بــ ( محو الثقافة الحضارية
التي جاء بها خالد وأبو عبيدة ) عندها أدرك الاستعمار الفرنسي الخارج من
البلاد السورية أنّ هناك من يقوم وكالةً عنه بدور محو الهوية الحضارية …
لم يكن دخول فرنسا أصلا إلا من أجل محو هذه الهوية … وقد لخصها الجنرال
الفرنسي غورو حين ركل بقدمه ضريح صلاح الدين الأيوبي وقال: ها قد عدنا يا
صلاح الدين …
وصرّح رأس النظام المستبد الحاكم في أواخر لقاءاته مع المحطات الأجنبية أنه يقاوم بدل الغرب مشروع ( أسلمة سورية ) …
فقد قال للغرب باختصار أيضا: أنا أمحو الثقافة الحضارية التي جاء بها خالد وأبو عبيدة … فهل تريدون بقاءها ؟
حاربتُ أنا وأبي الثقافة الحضارية لهذه البلاد …
نقل أبي ( المقبور ) المدرسين إلى المؤسسات الاستهلاكية والتموين والمالية وووو …
ونقلتُ بدوري المحجبات … وغيرتُ مناهج التعليم … ووضعت خطط محو الثقافة الحضارية … لكنّ الشعب السوري لم يمهلني حتى أكمل المشروعات …
لقد كانت في دم الشعب ثقافة أبي عبيدة وخالد الحضارية …
فماذا أفعل وأنا أقاتل هذه الثقافة ؟
تلك هي قصتنا يا أبطال الحرية …
أيها الشعب السوري الأبي … أيها الشرفاء والأحرار …
النظام يحاربكم بالنيابة عن الشرق والغرب … فلا تتوقعوا أن ينجدكم شرق أو غرب …
استسلم الكيان الصهيوني وتهاوى أمام ثبات الأبطال في غزة ولا تكافؤ في المعركة …
وسيستسلم ويتهاوى نواب قيصر وغورو …
صنع أبطال غزة صواريخهم تحت الحصار بأدواتهم البدائية …
وسيصنع شعب سورية البطل انتصاره بيده … مستعينا بالله … ورافعا راية
الثقافة الحضارية الإنسانية التي حملها إلى الشام خالد وأبو عبيدة…
مات قيصر … ولا قيصر بعده …
ومن أراد إعادة الدور القيصري أو محو ثقافة خالد وأبي عبيدة فهو مهزوم …
معركة أبي عبيدة وخالد مع قيصر تعود من جديد …
الشعب يقاتل بالنيابة عن أبي عبيدة وخالد …
والنظام يقاتل بالنيابة عن قيصر وغورو … وبالنيابة عن الشرق والغرب …
وقديما انتصر أبو عبيدة وخالد لأنهما أحبا الشهادة … وهرب قيصر وغورو …
لأنهما كانا من أنصار الظلم والاستعباد … ومناصر الظلم والاستعباد جبان …
إن الشرق والغرب يصفق لمن يحارب بالنيابة عنه …
وأبو عبيدة وخالد يستنجدان بالله لمن يقاتل بالنيابة عنهما … فلا تهنوا … أنتم الأعلون …
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
الخميس أبريل 19, 2012 8:21 pm من طرف الولهان