حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 الحاجة إلى الفلسفة إبراهيم السهلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسم
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 342
معدل التفوق : 954
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

الحاجة إلى الفلسفة  إبراهيم السهلي	 Empty
12042017
مُساهمةالحاجة إلى الفلسفة إبراهيم السهلي

الحاجة إلى الفلسفة  إبراهيم السهلي	 Cropped-homepageimage_es_es1
أعتقد وبشكل قطعي أنَّه عندما نتكلم عن الضرورة فيعني ذلك أننا إزاء مشكلة ما، إنّها تعبر عن نقص حاد لشيء ما نحتاجه باستمرار في الوجود ونكون إذّاك إزاء مفهوم الحاجة والَّتي تشير إلى وجود نقص معين بل إنّها الضَّرورة القصوى الَّتي يحتاجها الموجود لاستمرار وجوده، لكن عندما نتكلم عن الفلسفة كضرورة للحياة، فهذا لا يعني أنها لا توجد فلسفة، لا أبالغ القول إذا قلت أن الوجود الإنساني لم يكتمل إلاَّ بوجود الفلسفة، هذا النَّمط من التَّفكير التَّساؤلي  النّقدي الشّكي … أضفى معنى على الوجود الإنساني ـ كما يقول إريك فايل ـ ومنحه قيمته المثلى، فصحيح أن بحث الإنسان عن المعرفة شكل جوهر وجوده و إشباعا لحاجته للعلم و المعرفة، إنّ هذه الحاجة الوجوديَّة توجت في مرحلة تاريخية بنشأة هذا الفكر، الَّذي يبقى رهينا بشروط اجتماعية وتاريخيّة ساهمت في إنتاج هذا الخطاب الفكري إذا ما آمنا بأن الفلسفة هي بنت زمانها ـ ويمكن وصفه متأخر زمنيا إذا ما قارناه بالتَّاريخ الطَّويل للوجود الإنساني 3500 سنة قبل الميلاد ـ .
صحيح أنّ الوجود الإنساني لم يكتمل معرفيًّا مع التَّأسيس للفلسفة لأنَّنا لسنا من طينة الآلهة لذلك طرحت الحاجة للفلسفة في التّاريخ الإنساني لسبب أو لآخر، وفي كلّ حقبة تاريخيّة تظهر الضَّرورة إلى الفلسفة، لذلك الضّرورة مرتبطة بشروط وجوديّة معيّنة تفرض حضور الفكر الفلسفي كنمط تفكير لا نهائي يعكس تعطش الإنسان ورغبته في المعرفة، وبموازاة ذلك فتطور المجتمعات البشريَّة من مجتمعات بدائيَّة ـ لاهوتيَّة إلى مجتمعات معاصرة متطوّرة ولد معه مجموعة من المشكلات الاجتماعيَّة الَّتي أصبح يعاني منها الإنسان المعاصر ، فطبيعي جدًّا أن يستدعي ذلك الحاجة إلى الفلسفة.
لقد شكَّل عصر النَّهضة الأوروبيَّة ذلك المنعطف الحاسم في تاريخ الوجود الإنساني فقد حدث تحوّل ملحوظ في نمط عيش الإنسان، وكذلك على مستوى فكره لما حمله من تغيّرات على مستوى البنية العامّة للمجتمعات خاصَّة الأوروبيَّة والَّذي توّج بما يعرف بالثَّورة الصناعيَّة الَّتي غيّرت بنية المجتمع رأسا على عقب، الشَّيء الَّذي طرح معه الحاجة إلى خطاب فلسفي يتماشى مع الوضعيّة الرَّاهنة، إنَّ التَّطوُّر الهائل الَّذي وصلت إليه التَّقنية اليوم يرجع بالأساس إلى عصر النّهضة وما حمله من مكاسب للإنسانيَّة، عندما ارتبط الإنسان ارتباطا وثيقا بالتَّقنية، فقد كانت بمثابة الثَّورة الَّتي ستغيّر كلّ أنماط  الوجود الإنساني على كافة المستويات، فقد أحدثت تغييرا جدريًّا في نمط تفكير الإنسان، طريقة عيشه، إنَّها غيرت واقعه الاقتصادي والاجتماعي والسّياسي فقد تمّ استبدال بنيته الاقتصاديَّة والفكريَّة والاجتماعيَّة التَّقليديَّة ببنية جديدة قطعت مع الأنماط القديمة وبتطلُّعات جديدة مخالفة تماما لإرث الماضي القديم الَّذي ـ  تمّ وصفه  ـ بالماضي الأسود، غير أنَّ انصهار الإنسان فيما يعرف بالحداثة وأمام تجديد الثّقة في العقل كأداة لبلوغ الحقيقة، وأنَّ هذه الأخيرة لا توجد معطاة إلهيّة  ولا هي معطاة بشريَّة بل الحقيقة توجد عند الإنسان وكامنة في عقله ما عليه إلاَّ أن يستخدم عقله استخداما سليما للوصول إلى الحقيقة.
إنَّ التَّمركز على قاعدة العقل كنقطة انطلاق لبلوغ الحقائق والغايات عند الإنسان الأوروبي، أدَّت إلى حدوث تطوّرات نوعيَّة وتمَّت مراكمة حقائق علميَّة ومعرفيَّة جديدة خدمت الإنسان لما حقَّقت له من نتائج ملموسة فوفَّرت له الجهد والطَّاقة. إنَّ الثَّورة الفكريَّة والعلميَّة توّجت بما يعرف بالثَّورة الصّناعيَّة، هذه الأخيرة غيّرت بنية المجتمعات أنماط التَّفكير وخلقت في نفس الوقت مشكلات اجتماعيَّة ونفسيَّة استدعى ذلك ضرورة وجود فكر فلسفي يعطي مقاربات موضوعيَّة لهذه المشكلات. فرغم ما حقَّقته الثَّورة الصّناعيَّة من نتائج ملموسة إلاَّ أنَّ ذلك لا يخلو من ظهور مشكلات نفسيَّة واجتماعيَّة واكبت تطوُّر التّقنية فظهرت الحاجة في تلك الفترة لخطاب فلسفي، فكانت مهمَّة الفلسفة هي مسائلة هذه المشكلات وطرحها على بساط النّقاش الفكري، فتمَّت مسائلة التّقنية على آثارها السَّلبيَّة على الإنسان فطرحت إشكاليّة العلم والتّقنية في المجتمعات الصّناعيَّة، فهنا ظهرت الحاجة لنمط تفكير جديد يقدم مقاربات لهذه المشكلات.
إنَّ ظهور العديد من المشكلات الاجتماعيَّةـ النَّفسيَّة ساهم في التَّأسيس لخطاب فلسفي جديد فرضته راهنيته التَّاريخيَّة وهو ما تجسَّد في نشأة العلوم الإنسانيَّة كعلوم تعنى بدراسة مشكلات الوجود الإنساني في أبعاده النَّفسيَّة والاجتماعيَّة.
إنَّ التَّأسيس للعلوم الإنسانيَّة كخطاب فلسفي جديد يعكس الحاجة للفلسفة في مرحلة تاريخيَّة معيّنة، فقد جاءت كإجابة لحاجة الإنسان لفكر فلسفي فرضته شروط تاريخيَّة دعت إلى ضرورة التَّأسيس لعلم يدرس الإنسان دراسة موضوعيَّة أمام ظهور ظواهر اجتماعيَّة ونفسيَّة أضحت تعتري البنية الأنطولوجيَّة للإنسان، فتمَّ التَّأسيس للعلوم الإنسان لإشباع حاجته المعرفيَّة حول ذاته والغموض الَّذي أضحى يلفُّها أمام التَّطوُّر العلمي والتّقني والتَّغيير الَّذي لحق ببنية المجتمعات، غير أنَّها صادفت العديد من المشكلات في دراستها سواء فيما تعلَّق بتحديد الموضوع أو المنهج المتَّبع في الدراسة.
فإذا كان الإنسان أشبع جزء من حاجته المعرفيَّة فيما يتعلَّق بدراسة الطَّبيعة والكون فإنّ ذاته لازال يعتريها الكثير من الغموض المعرفي وهو الأمر الَّذي عجَّل بظهور العلوم الإنسانيَّة في القرن التاسع عشر فتمّ التَّشييد بداية لعلم النفس كعلم يدرس الحياة النَّفسيَّة وما تتضمَّنه من أفكار ومشاعر، إنَّه يدرس سلوك الإنسان وما يصدر عنه من أفعال وسلوكات …ومحاولة تفسيرها لكن صادفته مشكلة المنهج، لكنّه توفَّق في إعطاء إجابات معرفيَّة كان الإنسان في حاجة إليها، وهو نفس الشَّيء الَّذي تحقَّق مع علم الاجتماع كعلم يدرس الظَّواهر الاجتماعيَّة، إنَّه علم يدرس الإنسان  ككائن اجتماعي باعتباره عضو في مؤسسة اجتماعية و يمثل علم الاجتماع النموذج الأمثل للعلوم الإنسانيَّة لما يطرحه من قضايا وإشكالات نظريَّة ومنهجيَّة.
عموما يمكن القول أنَّ العلوم الإنسانيَّة جاءت للإجابة عن حاجة الإنسان للفلسفة [ المعرفة ] إلى خطاب فلسفي لوضعيّة تاريخيَّة معيّنة، لأنَّ الوجود الإنساني لا يكتمل معرفيًّا نهائيًّا إذا ما وضعنا الإنسان في مقابل المنطق التقدمي للتَّاريخ الَّذي يجعل منه دائم الحاجة إلى المعرفة، فإذا كان التَّاريخ يحكمه منطق التّقدم كما هو الشَّأن في العلوم فإنَّ الإنسان سيظلُّ في حاجة دائمة لخطاب فلسفي معين مادام يحكمه منطق التَّاريخ، وهو الشَّيء الَّذي تجسَّد في ظهور خطابات فلسفيَّة معاصرة متعدّدة كما هو الشَّأن مع الفلسفة التَّواصليَّة الَّتي جاءت نتيجة لحاجة الإنسان لخطاب فلسفي فرضته شروط معيّنة، فقد طرحت مسألة التَّواصل في منظومة عالميَّة يحكمها العقل الأداتي واستلاب التّقنية لماهيّة الإنسان وحريَّته دفعت محترفي الخطاب الفلسفي إلى ضرورة التَّفكير الجدّي في استبدال العقل الأداتي بالعقل التَّواصلي وهنا تمّ التَّساؤل حول ما مهمة فلسفة التّواصل في زمن التَّحوّلات الجيوـ سياسيَّة الكبرى و الإيديولوجيات المتعدّدة [سالم يفوت] في ظلّ عالم سيطرت عليه إديولوجيتين إحداها شرقيّة تتبنَّى إديولوجيّة اشتراكيَّة وأخرى غربيّة بنيت على منطق الرَّأسماليَّة وتجسَّد في دولة ألمانيا المقسّمة إلى اثنين بين الإديولوجات الكبرى تجلَّت الحاجة إلى التَّواصل عقب سقوط جدار برلين وانهيار الإيديولوجيَّة الشَّرقيَّة.
فبعدما حكم الفكر التّقني المجتمعات الإنسانيَّة وتمظهر  جليًّا في الحرب العالميتين الأولى والثَّانية وفي ظلّ تمجيد العلم إلى حدّ تأليهه باتت ضرورة تحرير الإنسان من قيود الفكر التَّقني والعلمي الَّذي غرس النّزعة الفرديَّة في الإنسان منذ الإرهاصات الأولى للحداثة ومع انهيار المعسكر الشَّرقي أصبحت ضرورة خلق حوار داخل مجتمع، و تواصل فعّال بين المجتمعات المابعد حداثيّة، يؤدّي بالنَّوع البشري إلى مستوى النُّضج والانعتاق  من العبوديَّة التشيئيّة للتّقنية وللفكر الأداتي 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحاجة إلى الفلسفة إبراهيم السهلي :: تعاليق

شوشو وبس
رد: الحاجة إلى الفلسفة إبراهيم السهلي
مُساهمة الجمعة أبريل 14, 2017 10:03 am من طرف شوشو وبس

اخي العزيز............ موضوع رائع وجميل
فصاحب الخلق الرفيع والقلب الطيب والنية الصادقة
يقدم لنا اجمل واروع طرح امام اخوته..
تحية قلبية جميلة بجمال طرحك..
Admin
رد: الحاجة إلى الفلسفة إبراهيم السهلي
مُساهمة الجمعة أبريل 14, 2017 11:05 am من طرف Admin
2944
 

الحاجة إلى الفلسفة إبراهيم السهلي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  في نقد الحاجة إلى الفلسفة: محاورات بين جميل حكيم ورشيد بوطيب
» البقاء والفناء أو في نقد الحاجة إلى الخلود
» البقاء والفناء أو في نقد الحاجة إلى الخلود
» من أين تأتي الحاجة إلى الاعتقاد؟ جان – فرانسوا دورتيي
»  البقاء والفناء أو في نقد الحاجة إلى الخلود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: