حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وليد
ثـــــــــــــــائر نشيـط
ثـــــــــــــــائر نشيـط
وليد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 195
معدل التفوق : 547
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين Empty
26012014
مُساهمةمئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين



مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين Arton934-9d8f3
يقرأ المرء العنوان الفرعي لأنطولوجيا جمانة حداد “سيجيء الموت وستكون له عيناك”، ألا وهو: “مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين”، كخبر ومعلومة أولاً. فجمع هؤلاء الشعراء بين دفتي كتاب والوصول (وإن ليس بصورة نهائية) إلى عددهم التقريبي، يأتي بمثابة إعلان لنتيجة بحث وتقصّ. فيدهش المرء أولاً لوجود هذا العدد الكبير من الشعراء المنتحرين متسائلا عمّن تراه يعرف مِن هؤلاء الشعراء قبل البدء بتصفح الكتاب ؟ ويروح يستعرض سريعاً أسماء الشعراء الذين قرأهم، محاولاً تذكّر من قضى منهم انتحاراً. إلا أنه لن يعثر في أحسن الأحوال على ما يعدو خمسة أو عشرة شعراء على الأكثر. فمن أين جاءت حداد ببقية الشعراء المنتحرين، وهل هم “شعراء” حقاً؟ بمعنى هل يملك كل واحد منهم منجزاً شعرياً يستحق التوقف عنده، أم أن انتحاره وحده هو ذريعة استحضاره لأسباب أنطولوجية فحسب
الغياب
معدّة الأنطولوجيا ومترجمة القصائد فيها تجيب عن ذلك في تقديمها للكتاب حيث توضح: “حين قررت تحقيق هذه الأنطولوجيا، عاهدت نفسي ألا أختار شعراءها بناء على معيار انتحارهم فحسب، بل بناء على معيار شعريتهم أولاً وخصوصاً”. وهو إيضاح أو “تبرير” قد لا يكون ضرورياً، كالسؤال نفسه، إذ أنه يدخلنا في معايير الشعرية الحق (وهل ثمة معايير أصلاً؟)، الذي لا ينجو من بحث آخر يتعلق بالمنجز الشعري لكل واحد من هؤلاء المنتحرين، وهو يتفرّع حكماً إلى أسئلة أخرى تتعلق بالحضور (استمرارية الحضور كمؤشر على المنجز)، وفيما يتجاوز أحياناً محطة الانتحار نفسها، أي بكل الأسئلة المجحفة المرتبطة بهاجس أو بفكرة “الحضور” أكثر من ارتباطها بفكرة الغياب، وهي جوهر هذه الأنطولوجيا وأساسها.
لكن فكرة الغياب نفسها بمحمولها الميتافيزيقي الوجودي الكبير، تتجاوز التوثيق المهني والمعلوماتي الذي تؤديه حدّاد حقه، ومعه التصنيف الشعري المراوغ دائماً ومثابرة الحضور الزمني بما هو انعكاس نقدي لجدارة المنجز لدى كل من الشعراء المنتحرين. وهي تتجاوز – أي فكرة الغياب - التأبين أو مجرد التحية والتكريم (على أهمية ذلك وكفايته)، إلى التأمل في الحاضر نفسه، في واحدة من الحالات النادرة التي لا تجحف فيها الشمولية الأنطولوجية التي يصعب التملص منها غالباً، التجربة الفردية لكل من الشعراء حين تضعهم جميعاً شهوداً تكمل شهاداتُهم المتناثرة بعضها البعض وتردفها، وتلقي ضوءاً متساوياً على الحدس التراجيدي المشترك لديهم جميعاً.
فكأن القصائد جميعها هي من توقيع شاعر واحد متعدد الأصوات والاتجاهات هو بعينه هذا الغياب، كنقطة فلسفية تتجاوز الحدود الزمنية والجغرافية والثقافية ويلتقي عندها الموت (الفناء) بالحياة. فلا تعود القصائد “تنبؤات” أو استشرافات أو لمحات من العالم الآخر أو “الضفة الأخرى”، بقدر ما تختزل جميعها صورة الروح القلقة المتعبة بحدسها الفائق بمصيرها وبشقاء عيشها، على حدّ سواء.
مديح الانتحار؟
تجمع جمانة حداد في المدخل الذي تضعه للأنطولوجيا، بين الإجابة عن أسئلة عملية تتعلق بكيفية الإعداد للعمل انطلاقا من بداية الفكرة التي احتاج تنفيذها إلى أربع سنوات، وصولا إلى اختيار الشعراء والعثور على أعمالهم وإن عبر لغات وسيطة، وبين تأملات شخصية في الموت والانتحار.
هذا الجانب التأمّلي الشعري يطغى على الجانب العملي ويشكّل مدخلاً له، فتقول حداد: “متى بدأ ذلك؟ وكيف؟ ولماذا؟ لا أعرف، أقول. جلّ ما أعرفه هو أننا نحن الشعراء محاطون بأشباح يخاطبوننا سراً”. وفي موضع آخر تؤكد على فكرة السعي إلى أن تكون هذه القصائد المختلفة من حيث الأساليب والتيارات الشعرية نوعاً من نص واحد أو نصوص يربطها خيط واحد: “من ينحني على حيوات الشعراء المنتحرين... يكتشف أيضاً أن ثمة خيطاً رفيعاً ولكن متيناً يربط الواحد منهم بالآخر، في المعنى الوجداني والقدري، لا الشعري...”.
وترسم حداد صورتين متناقضتين إلى حدّ ما. واحدة، هي الأكثر طغياناً، كأنما تمجّد فيها الموت الانتحاري، أو تنحاز غالباً إلى جعله خياراً شبه بطولي أو موقفاً ضدّ الحياة الفارغة نفسها. يبرز هذا في عدد من الاقتباسات من كتاب كثر تسبق العناوين الفرعية في المدخل، من قبيل: “أنا أموت إذاً أنا موجود”، “حي هو كل من يمكنه أن يختار الكف عن العيش”، “في أحد الأيام سأكون ميتة بيضاء كالثلج...”، “أحبك يا موتي الطويل المرّ”، “الموت فنّ وإني أمارسه بإتقان”...إلخ. أو حين تكتب هي: “نعم. مئة وخمسون، في القرن العشرين، انتحروا.... احتقروا... هذه الحياة الانتحارية. مئة وخمسون بطلاً وبطلة ازدروا العروش كلها، الباطلة منها وغير الباطلة، وارتموا في الهاوية”.
وفي سياق الحديث عن حوافز الانتحار تجزم حداد: “لا، ليس الانتحار امّحاء في الضرورة. ليس تنازلاً، ليس استسلاماً، ليس اندحاراً، ليس تراجعاً، ليس غياباً ولا هزيمة: بل هو غالباً هجوم إلى الأمام”.
مفردات ترتبط جميعها تقريباً بمفردات الحرب والبطولة. فالشعراء المنتحرون كأنما يخوضون بصورة استعارية حربناً جميعاً مع عبث الحياة وبطلانها. والمعركة الأخيرة في هذه الحرب، أي حدث الانتحار، هي لحظة الحسم والانتصار. هكذا تجعل حداد انتحار هؤلاء الشعراء نوعاً من الانتحار الجماعي، توقيعا مشتركا على بيان واحد ضد الموت أو ضد فكرة أن الموت هو نهاية الطريق. فكما تعلن في نهاية المدخل، مخاطِبة الموت مباشرة: “لا لستَ نهاية، لست امّحاء، لست غيابا،ً لست غيبوبة، لست تنازلاً... لست نهاية ... إنه أنت سوى أول الحكاية...”.
أما الصورة الأخرى المناقضة لهذه الصورة السحرية الجذابة، فهي حين تسأل حدّاد: “هل الانتحار شعر؟”، وتجيب: “ظللت أرى الانتحار شعراً حتى رأيته. أعني حتى رأيته بأم العين. فعندما نشاهد الأجساد المشوّهة والممزقة، لا يظل هناك شاعرية الفعل، بل بشاعة النتيجة في ذاتها”. وتذكر في هذا السياق مشهد جدتها المنتحرة، مستعرضة أشكال الانتحار المختلفة، القاسية في معظمها. إذاً، لا تنفي حدّاد قسوة الانتحار من حيث الشكل، أي طريقة الموت (ولذلك تمتدح الانتحار بالحبوب المنومة: “أدركت أن الانتحار بالحبوب المنوّمة ربما يكون الأكثر”جمالية")، أما من حيث الجوهر فالانتحار غالباً هو فعل طقوسي، وصرخة رمزية، لا سيما حين تأتي من شاعر.
بالطبع يحق لمن قام بجهد العمل نفسه أن يخرج بالخلاصات التي يريدها، أو أن يحدد الوجهة التي يراها مناسبة. وفي حالة جمانة حداد، فإن كونها شاعرة أيضاً ساعد على أن تتعامل مع الانتحار كفعل شعري، ومع الشعراء المنتحرين كجنس خاص ضمن المنتحرين عموماً. وهذا يعكس في نهاية الأمر نظرة ما إلى الشعر نفسه كشكل من أشكال القدسية المضادة (قدسية اللعنة أو الهاوية...) التي تعكس في جوهرها أيضاً نظرة دينية (ولو مضادة)، ومن هنا استحضار يهوذا بوصفه “ربما” أول المنتحرين.
قد لا يوافق (ويفترض ألا يوافق) الجميع على وجهة النظر هذه. شخصياً، كنت أفضل أن تلقي المقدمة (جاءت بنحو ستين صفحة) الضوء أكثر على العلاقة بين الشعراء المنتحرين وزمنهم، أي القرن الماضي، وهو عملياً، إضافة إلى الانتحار، الإطار الذي يجمع الشعراء معاً. كما كان يمكن التوسع قليلاً في الإطار “الواقعي” لانتحار هؤلاء الشعراء وصلة ذلك بكتاباتهم، بدلاً من الاكتفاء شبه المطلق بالجانب الرمزي والميتافيزيقي والبياني (من بيان) لفعل الانتحار.
بيد أن هذه الملاحظات وسواها (ذات التطلب الخاص لا العام في الضرورة) لا تنفي بطبيعة الحال صفة الإنجاز عن الانطولوجيا، التي يكفي أنها جمعت، بترجمة جميلة ومتقنة، هذا الحشد من القصائد المحفّزة على التفكير في الحياة وأشكال التعبير المختلفة عن هاجس الغياب الأزلي، كما أعادت التذكير بأسماء شعراء مرّوا في عصرنا ولا يعرف القارئ العربي (أو حتى الغربي) معظمهم، وهذا في حدّ ذاته يدعو لأن نرفع القبعة تحية لجمانة حداد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين :: تعاليق

ساحة الحرية
رد: مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين
مُساهمة الأحد يناير 26, 2014 12:57 pm من طرف ساحة الحرية
ب
معدّة الأنطولوجيا ومترجمة القصائد فيها تجيب عن ذلك في تقديمها للكتاب حيث توضح: “حين قررت تحقيق هذه الأنطولوجيا، عاهدت نفسي ألا أختار شعراءها بناء على معيار انتحارهم فحسب، بل بناء على معيار شعريتهم أولاً وخصوصاً”. وهو إيضاح أو “تبرير” قد لا يكون ضرورياً، كالسؤال نفسه، إذ أنه يدخلنا في معايير الشعرية الحق (وهل ثمة معايير أصلاً؟)، الذي لا ينجو من بحث آخر يتعلق بالمنجز الشعري لكل واحد من هؤلاء المنتحرين، وهو يتفرّع حكماً إلى أسئلة أخرى تتعلق بالحضور (استمرارية الحضور 
 

مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: