حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 كتاب “الإرهاب المقدس”: الموت، صناعةً وادعاء ألوهية...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
فؤاد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 786
معدل التفوق : 2214
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

كتاب “الإرهاب المقدس”: الموت، صناعةً وادعاء ألوهية... Empty
26012014
مُساهمةكتاب “الإرهاب المقدس”: الموت، صناعةً وادعاء ألوهية...

كتاب “الإرهاب المقدس”: الموت، صناعةً وادعاء ألوهية... Arton664-0fa1b
في كتابه “الإرهاب المقدس” يسعى الناقد الإنكليزي المعروف تيري إيغلتون إلى تقصي جذور الارهاب وتبيان شجرة نسبه في التاريخ والأساطير والأديان والثقافات، مبتعداً بقدرٍ كافٍ عن السجال الحالي وعن أصداء النقاشات وأصوات التفجيرات والأحداث التي محورها إرهابيون يقومون بعمليات إرهابية في مختلف أنحاء العالم، مع أن هذا الحاضر، بكل صخبه وعنفه، يتسرب من بين شقوق النص على شكل إحالات وربط يدعم بها تأملاته حول الموضوع، لكنه لا يدع ما يحدث “الآن وهنا” يحتل واجهة التحليل، محاولاً بذلك التخفيف من وطأة الكلمة وأثرها على الناس العاديين الذين غالباً ما يكونون هم الضحايا الممكنين لمثل هذا النوع من العمليات والذين يتواجدون في نفس الأماكن التي يفترض أنها أساساً الأمكنة الوحيدة لكسب العيش والتنقل للوصول إلى العمل أو المنزل.
فالإرهابي ليس فقط هو البعبع الذي يثير الرعب والهلع فينا لمجرد أنه شرير، بل إن لإرهابه جذورا وخلفيات فكرية تمتد عميقاً في تاريخه الخاص والشخصي لتعانق التاريخ البشري، ويمكن لفهمُ هذه الخلفيات أن يزيد في فهم الظاهرة ويُبعد عن التعصب وجنون ردات الفعل ويضع الحدث ضمن سياق تاريخي بشري يمكن تعقُّله كحدث زمني له أسبابه ونتائجه.

إن صورة الموت الصادمة التي يضعها الإرهابي أمام نفسه وأمام ضحاياه وأمام المتفرجين تحيل فكرياً إلى ما سماه فرويد غريزة الموت لدى البشر وهي التي تقف وراء قوى الفوضى التي واجهت وتواجه البشرية. ويعتبر فرويد أن الحضارة بنيت بقدر كبير وضروري من القمع والكبت ما جعل قوى الفوضى والدمار حبيسة قمقمها، ولكن عند حد معين من الضبط والسيطرة ينفلت الزمام وتسود اللاعقلانية وقوى الفوضى العالم. والإرهابي هو جزء أثير من هذه العملية إذ يحمل وجهها المزدوج: وجه تدمير الوضع القائم لأنه لا يلائم تصوره الخاص عن الحقيقة المطلقة التي يجب أن يُخضع لها الواقع، والوجه الخاص ببناء واقعه المنشود الذي يجب أن يقوم على أشلاء النظام القديم. الهدم والبناء هنا يتطلبان المزيد من القتل والمزيد من الدم والأشلاء على أمل أن فترة زمنية لاحقة يمكن أن تتسم بالهدوء والاستقرار.

في مجمل القضية من ألفها إلى يائها، يسود الإرهاب والعنف تحت مسميات عديدة، العدالة، الحق، الإيمان، تنحو إلى أن تطبع نفسها بطابعٍ سام ونبيل، رغم الغياب شبه التام للرحمة، وتجنح العدالة المُطَبَّقة إلى القصاص والعقاب ومن ثم تتحول إلى أن تكون إرهابية مروعة لأعدائها أولاً ومن ثم للأبرياء الذين تناضل من أجلهم، وهنا تنغلق الدائرة على طرفيها ويصبح الجلاد ضحية والضحية جلادا.

في العالم الوثني تمثَّل الارهاب المقدس بالإله ديونيسيوس، رب الخمر والمجون، بطبيعته الماجنة الصاخبة يطلق الحسي والغريزي في فضاء بلا حدود أو قيود باحثاً عن النشوة المرجوة في الخمر والجنس والعنف الوحشي أيضاً. “يجسد ديونيسيوس نصف وحش ونصف إله، فهو بذلك صورة معبرة عن البشرية، عن الكائن المتناقض الذي هو دوماً أكثر أو أقل من ذاته، فإما يفتقر إلى شيء وإما يمتلكه بإفراط. والحقيقة أن كلاً من الآلهة والوحوش خارجون على القانون: فالوحوش لأنها تعيش خارج نطاق القانون عبر براءتها غير الأخلاقية، والآلهة تُعد فوق القانون حال تنفيذه لأنها قادرة على أن تؤكد تحررها من القانون عبر تعطيله المؤقت، وهو ما يفعله المجرم بطريقة مختلفة”.

وفي العصور الوسطى تمت إزاحة المكانة التي احتلها ديونيسيوس وصار الله كما يراه الفكر اليهودي-المسيحي هو نموذج الارهاب المقدس، بناره التي تقتات على أجساد الخاطئين الخارجين على قانونه. إنه القوة العاتية التي تطيح بالأقوياء في سبيل الضعفاء وبالأغنياء في سبيل الفقراء، يفرض قانونه الخاص بقسوة وحسم تجاه طرف معين مقروناً بلطف ورحمة تجاه طرف آخر، وليس في ذلك تناقض ما دام قانونه هو الذي يجب أن يسود “فالله قوة مدمرة صادمة، لا تطاق ولكن على نحو عذب. يحطم أتباعه من البشر ويعيد صناعتهم من خلال تقديم شيء ما لهم من حبه اللامشروط المخيف”.

في العصور الحديثة تصبح الحرية هي القوة السامية والعاتية التي تطيح بالبشر، لصالح البشر، لتحقيق غايات نبيلة، إنها “نسخة مُعَلْمَنة عن الله” تعاود خلق العملية من جديد، هدم وتدمير في سبيل بناء وتعمير، مع ما يمكن أن نتخيله من عنف قديم وجديد في آنٍ معاً. ومثلت الثورة الفرنسية الصورة الأصيلة لإرهاب الحرية في أوج قوتها وتفوقها، وهي بحسب هيغل “الإرهاب الصرف للسلب الذي لا ينطوي على أي إيجاب، ولا شيء يملأه بالمحتوى” ونجاح هذا النوع من الحرية في إطلاق هذا القدر من العنف إنما يعني نهايتها الحتمية وتوجيه عنفها إلى حَمَلة رايتها وذلك كان حال الثورة الفرنسية التي انتهى رجالاتها إلى المقاصل التي أَعدَموا عليها أعداءهم.

وهنا يشير إيغلتون إلى أن الغرب نفسه يميل، في سبيل محاربة أعداء حريته، إلى التضحية بحريته ذاتها على نحو مأساوي يحول الجميع إلى ضحايا ومنتصرين في نفس الوقت “ولكن الغرب حين يبادر إلى القضاء على بعض حرياته، فإنه يبدأ بتشويه دفاعه عن الحرية بأفعاله. فحين ترغب بحماية نفسك من العنف الأصولي من خلال إنكار الحرية يمكن الحكم أن الطرفين كليهما خسرا وربحا”، مع الاشارة إلى أن الغرب لا يحمي نفسه من العنف الأصولي بقدر ما يساهم في خلقه ودعمه ومنحه الصورة الإعلامية النمطية التي تخدم مصالحه ضد الشعوب الغربية وضد غيرها من شعوب العالم وبذلك يزيد سيطرته على الطرفين بنفس القوة والزخم، وهو ما يفسر حاجة الغرب الدائمة إلى خصم جاهز تحت الطلب، مرة كان السوفيات والآن هو الاسلام، وغداً لا ندري من يكون. ولكن هل سيحين الوقت الذي يجد الغرب نفسه فيه وقد استنفد جميع فرص ايجاد وخلق خصوم معادين له؟ من سيحارب؟ وهل سيتجه إلى تدمير نفسه ضمن مسار تنبأ به كثير من المفكرين الغربيين؟.

يفرد إيغلتون فصلاً خاصاً للعمليات الانتحارية والاضراب عن الطعام كفعل احتجاجي يضع الحياة الشخصية وحياة الآخرين على المحك. وحين يقوم الانتحاري بتفجير نفسه حاصداً معه أرواح أناس آخرين، إنما يحتاز حرية مطلقة مقرونة بإرادة كاملة كونه يقرر بذاته لحظة الموت الخاصة به وبمن يقتلهم، معاقباً في نفس الوقت من يبقى على قيد الحياة، فالحدود مفتوحة بالنسبة له ولا توجد قيود أو قوانين تمنعه، بل هو من يضع الحدود وينفذ الأحكام التي يستنّها وفق عقيدته هو.

الخلفية الدينية ليست ضرورية رغم الحضور الآسر لفكرة حياة ثانية يجري فيها تمييزه عن الضحايا الذين قتلهم بذهابه هو إلى الجنة وهم مرة ثانية إلى الجحيم. نمور التاميل انتحاريون مع أنهم علمانيون يساريون ولا يؤمنون بحياة ثانية لكنهم أصحاب قضية، فالاطار السياسي الاحتجاجي الذي يؤطر العمل الانتحاري يمنح المحتوى بعداً تراجيدياً درامياً، مع التركيز، وهو أمر لم يتطرق إليه إيغلتون، على أن القائمين على المنظمة المسؤولة عن العمل الانتحاري يسلبون الانتحاري إرادته وحريته على نحو مضاعف لأنهم يحددون موته وموت الآخرين بقرار منهم، ويضعونه دون دراية منه في صفوف الضحايا الذين استهدفهم، ولا يتساءل في قرارة نفسه لماذا يموت هو ويبقون هم على قيد الحياة؟.
في رواية “الارهابي” لديفيد معلوف يقول بطل الرواية المكلف باغتيال أديب مشهور “فكرة بالية تلك القائلة بأن كل العقائد التي تُخضع الفرد لفكرة أوسع هي دينية. الصورة التي أفضلها هي صورة الرياضي ، وهو يعيش يوماً بعد يوم، في كل عصب من جسده، وفي كل عرق من إرادته، مع حَدَث” (ص 29) . لذلك نراه يسخر من فوضويي القرن التاسع عشر وتبتلهم الزائف مُقَاربين معنى ما في حياتهم. إنه نمط الارهابي الحديث دون رتوش إيديولوجية، وقد يتنصل زميله الإيديولوجي من أي صلة تربطه بينهما، لكنهما معاً نتاج صناعة حديثة/ قديمة هي صناعة الإرهاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

كتاب “الإرهاب المقدس”: الموت، صناعةً وادعاء ألوهية... :: تعاليق

هرمنا
رد: كتاب “الإرهاب المقدس”: الموت، صناعةً وادعاء ألوهية...
مُساهمة الإثنين فبراير 10, 2014 11:46 pm من طرف هرمنا
القائم لأنه لا يلائم تصوره الخاص عن الحقيقة المطلقة التي يجب أن يُخضع لها الواقع، والوجه الخاص ببناء واقعه المنشود الذي يجب أن يقوم على أشلاء النظام القديم. الهدم والبناء هنا يتطلبان المزيد من القتل والمزيد من الدم والأشلاء على أمل أن فترة زمنية لاحقة يمكن أن تتسم بالهدوء والاستقرار.

في مجمل القضية من
 

كتاب “الإرهاب المقدس”: الموت، صناعةً وادعاء ألوهية...

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: