نبيل الحميري ثـــــــــــــــائر
الجنس : عدد المساهمات : 57 معدل التفوق : 111 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 26/01/2012
| | (اللوبي) أو جماعات الضغط... قرارات الغرف المظلمة | |
شبكة النبأ: قبل الحديث عن جماعات الضغط او ما يسمى باللوبي لابد لنا من معرفة ماذا تعني مفردة "loppy" الكلمة الانجليزية،، فهذه الكلمة تطلق على كتلة او جماعة من الاشخاص تربطهم علاقات صداقة وعلاقات اجتماعية متنوعة وهذه العلاقات غالبا ما تكون ذات صفة دائمة او مؤقته بحيث تفرض على اعضائها نمطا معينا في السلوك الجماعي. ولدى هذه الجماعات اهداف مشتركة أو مصالح مشتركة يخططون لها ويدافعون عنها بما تيسر لهم من وسائل دفاع، وان هذه الاهداف وهذه المشاريع والمخططات اما ان تكون علنية واما سرية، فهم يسعون الى الضغط على هيئات السلطة في الدولة لكي تتخذ قرارات ترعى مصالحهم أو أهدافهم المشتركة وتعجل من تنفيذها والحصول عليها، وخير مثال هي جماعات الضغط المتمثلة بـ(النقابات والاتحادات والجمعيات والنوادي السياسية والكتل البرلمانية والبيوت المالية والاقتصادية والشركات وغيرها). وبالإطلاع على عدد من تعريفات جماعات الضغط نجد ان لا اختلافات كبيرة بينها وبين تعريف الحزب السياسي، إذ نستطيع التوصل إلى انها تعني ايضاً وجود مجموعة من الأفراد مجتمعين في تنظيمٍ معين على اساس مبادئ وقد تكون مصالح مشتركة لأجل تحقيق اهداف مشتركة في إطار قانوني، في هذا التعريف يُلاحظ ان لا فرق بين جماعات الضغط والحزب السياسي سوى من ناحية سعي الحزب إلى السلطة وعدم سعي الجماعة لها، بدلاً عن ذلك تسعى الجماعة للضغط على السلطة التي وصلها الحزب، وبتعبير ادق تسعى للضغط على الحكومة. علماً ان بعض البلدان تحوي جماعات اكثر تأثيراً من الأحزاب السياسية وخاصة جماعات الأقتصاد القوي، ان تنوع جماعات الضغط من ناحية الشكل أو الهدف أو الوسيلة يجعل من الصعوبة حصرها في نطاق معين، لأن كل تجمع ذي طابع مهني أو ديني أو ثقافي أو مالي أو اداري أو أي طابع آخرهو جماعة ضغط عندما يكون نشاطها كليا أو جزئيا موجها نحو تحقيق هدف سياسي. غير أن الميزة المشتركة بين كل أنواع جماعات الضغط موجهة دائما نحو تحقيق مصلحة مشتركة مادية او معنوية وتحقيقها يتم بصورة مباشرة او غير مباشرة. ولا شك أن هذه المصلحة هي دائما تنطوي على مصلحة أعضاء الجماعة والتي لا تحمل معنى المصلحة العامة. واذا كانت الدساتير في اغلب النظم السياسية تتطرق الى القوى التي تلعب دورا في الحياة السياسية فانها لا تنص على وجود هذه الجماعات، ومن ثم لا تحدد لها رأي وظيفة سياسية ومن هذه الناحية انبثق في تكوينها عنصرالضغط على السلطة أو التأثير فيها. ولو تحدثنا عن جماعات الضغط في امريكا لنجدها مجسدة في عدة جماعات عديدة تمارس نشاطها بشكل علني ومشروع وهي أنواع مثل جماعات الضغط العرفية مثل اللوبي اليوناني وجماعات الضغط الدينية مثل اللوبي الكاثوليكي وجماعات الضغط المهنية مثل لوبي المصالح البترولية و غير ذلك حتى أن الشواذ جنسيا لهم لوبي وجماعات ضغط!. وعموما جماعات الضغط تلعب دورا مهما في توجيه السياسة الأمريكية وتمتد نشاطاتها داخل كل ولاية و على المستوى القومي شريطة أن تكون مسجلة حسب قانون تنظيم جماعات الضغط الذي أصدره الكونجرس 1964 فالقانون يسمح لها بالتأثير الإعلامي وتمويل الحملات الانتخابية الأمر الذي يمكن هذه الجماعات من الضغط على الإدارة والكونجرس بما يتفق مع مصالحها وهذا ما دعا بعض المحللين إلي القول بأن النظام الأمريكي ديموقراطية جماعات الضغط التي لا يستطيع المواطن الأمريكي أن يمارس حقوقه الديموقراطية مباشرة وإنما أصبح يمارسها من خلال هذه الجماعات، ومن ناحية القانون في امريكا والغرب فهو متفاوت في قوته وتاثيره من دولة الى اخرى ولكنها فاعلة في التاثير على صانع القرار سواء كان سلطة تشريعية او سلطة تنفيذية، ويعرف وبستر جماعة الضعط بانها جماعة تحاول التاثير على هيئة تشريعية او تحاول ان تكسب التاييد لمشروع قانون، واذا كان المجتمع المدني يملا الفراغ بين السلطة والمواطن فان جماعات الضغط احد الآليات الرئيسية في نقل هذا الطلب فعليا الى السلطة ومن ثم هي تشغل اقرب مكان بجوار السلطة، وحسب تقرير مركز النزاهة العامة في واشنطن هناك حوالي 6500 شركة مسجلة كشركات ضغط سياسي فى امريكا ويعمل اكثر من مائة الف شخص في وظيفة جماعة ضغط، وتوظف اكثر من 14 الف خبير وتنفق سنويا في حدود 2 ملياردولار في امريكا وحدها، ووظفت جماعات الضغط في امريكا في الفترة ما بين 1998-2004 ما عدده 145 عضو كونجرس سابق و34 سيناتور سابق و42 رئيس وكالة فيدرالية سابق، وقدمت اكثر من 23000 تذكرة طيران لاعضاء الكونجرس والعاملين في مكاتبهم في الفترة من 1 يناير 2000 الي 30 يونية 2005، وانفقت شركات الادوية في عام 2006 فقط 182 مليون دولار علي جماعات الضغط من اجل الحفاظ على مصالحها، وتكسب جماعات الضغط مشروعيتها من تعريفها بانها احد الوسائل السلمية لنقل مطالب المواطنين والشركات الى السلطة واعداد الدراسات بمهارة اعلى في مواضيع محددة، وانها آلية لملئ الفراغ في الفترات ما بين الانتخابات، فهي ليست كالاحزاب السياسية تسعي للحكم وانما للتاثير عليه بدون تحمل مسئولية الوظيفة العامة. وتتصل جماعات الضغط بالجبهات الرسمية وغير الرسمية بطرق عديدة ومختلفة ونذكر منها انها تتصل بواسطة الوسائل المباشرة وكذلك تتصل بواسطة الأتصال عن طريق الصحف التي تؤثر عليها هذه الجماعات، او التي تملكها بشكل غير رسمي والتاْثير على وسائل الاعلام الاْخرى التي تمتلكها شركات اهلية وتخضع للاْغراءات المادية عادة، وهذا يقودنا إلى الحديث عن تكتيكات تحقيق الأهداف لدى جماعات الضغط والذي بدوره يرتبط بمدى فاعلية الجماعة التي ترتبط بشكلٍ او بأخر بإمكانياتها المادية، مع العلم ان تلك الجماعات تعمل على التاْثير بوسائل مختلفة على سياسة الدولة، من بينها السياسة الخارجية، فقد تتصل اتصالا شخصيا عن طريق رؤسائها بالمسؤلين لتنفيذ ارائها وتدافع عن مصالحها. وقد تتصل عن طريق الرسائل الخاصة مهددة او واعدة او مغرية، ومن دون شك يعد الإنفاق على أنشطة اللوبي أمرا مربحا تحرص الشركات الأمريكية على القيام به، فعلى سبيل المثال أنفقت شركة لوكيد مارتينLockheed Martin للصناعات العسكرية (89) مليون دولار أمريكي على أنشطة اللوبي خلال الأعوام الستة التي شملتها دراسة اجريت في الولايات المتحدة من قبل مركز متخصص، حيث قامت باستئجار جهود (699) خبيرا في مجال اللوبي من بينهم (268) موظفا سابقا بالكونغرس والمؤسسات الحكومية الفيدرالية وفي المقابل تمكنت الشركة من الحصول على عقود إنتاج معدات عسكرية بلغت قيمتها (94) بليون دولار خلال الفترة ذاتها. لذلك لا يقتصر نشاط اللوبي على الشركات الاقتصادية فقط، فحتى المؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية الأمريكية المحلية تنشط في الاستعانة بخدمات شركات اللوبي والضغط السياسي، ففي خلال الفترة التي شملتها الدراسة أنفقت (300) جامعة فيدرالية (141.7) مليون | |
|
الثلاثاء أغسطس 11, 2015 5:42 pm من طرف هرمنا