حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

  الصفحة الرئيسية > مقالات > في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها بقلم: ياسين الحاج صالح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسم
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 342
معدل التفوق : 954
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

 الصفحة الرئيسية > مقالات > في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها بقلم: ياسين الحاج صالح   Empty
19122013
مُساهمة الصفحة الرئيسية > مقالات > في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها بقلم: ياسين الحاج صالح

 الصفحة الرئيسية > مقالات > في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها بقلم: ياسين الحاج صالح   Arton541-6b7b0
ساخطون، غاضبون، متوترو الأعصاب، متجهمون إزاء الحياة، مستسلمون لبؤس لا قرار له. وكل هذا لأننا، المثقفين العرب، نفكر كثيرا في السياسة. والسياسة في منطقتنا، الآن ولسنوات طوال قادمة، لعبة وحشية لا نفاذ لنا إليها، وتأثيرنا عليها محدود جدا أو معدوم. ونحن نهتم كثيرا بالسياسة، جالبين الهم على قلوبنا، لأننا غير مقتنعين في أعماقنا بأن الثقافة شيء عظيم يستحق الوفاء له والانشغال به وحده. نعتبر الثقافة تابعة للسياسة، شيئا ربما يفيد أو هو حتى ضروري من أجل السياسة، لكن قيمته الذاتية محدودة.
لا. الثقافة أهم. وأرفع مقاما. وأخطر شأنا بعد.
الثقافة ميدان تراكم خاص، جمهورية مستقلة، يعيش فيها المرء حياة كاملة. ومن شأن احترامها والالتزام بها والمواطنة فيها أن يحررنا من الانجراف في تاريخ لئيم، متفلت، ليس في وسعنا الفعل فيه، ويبعث الانفعال به شقاء عميقا للوعي والوجدان. يحررنا كذلك من انشغال بال بسياسيين تافهين وفاسدين وقتلة، ويجنبنا امتصاص سموم الإخفاق السياسي المتمادي المميتة. كفانا السير في الدرب نفسه مرة تلو الأخرى.
2
أخفقت الشيوعية وأخفقت القومية العربية أيضا، وكانتا تجمعان السياسة والثقافة. الحمد لله. انفصلت الثقافة عن السياسة. غير أن الانفصال هذا ليس بعد استقلالا. كي يغدو كذلك يتعين اعتباره مكسبا إيجابيا أو قيمة. ليس الأمر كذلك بعد. لكن يبدو أننا ندنو منه. إن الثقافة بنت موت اليقين. ولقد خسرنا اليقين بإخفاق مذاهبنا، لكن ربما بدأنا بكسب الثقافة، التفكير الحر والقلق.
استقلال الثقافة يقطع الطريق على العودة إلى السياسة. يقطع الطريق على شيء آخر: المعاداة المنفعلة للسياسة، أو جعل الثقافة سياسة مقلوبة. الثقافة أهم من أن تكون ساحة لعوانس السياسة يرمون بأحجارهم سياسيين غير يائسين. احترام استقلال الثقافة يعني أيضا احترام استقلال السياسة: استواء هذه دائرة مستقلة لأنشطة حدّاها الحرب والحب.
الثقافة المستقلة دائرة المعاني والأفكار والمخيلة. وحدّاها هما السياسة من جهة، والدين من جهة أخرى.
3
المثقف الذي لا تعترف به السياسة، شخصا ودورا وقيما، ينشر مناخا نفسيا كالحا، مفعما بالمرارة والبؤس والجزع. سيكولوجيا المثقفين تشكل سيكولوجيا الثقافة. لكن المثقف لا يحرص على اعتراف السياسة به إلا لأنه يبالغ في الاعتراف بها، أي في تقدير قيمتها. ولأنه لا يثق بالثقافة التي يستمد منها بالذات تعريفه لذاته. هذه مفارقة كبيرة. وهي قبل ذلك إهانة للثقافة. كيف نطلب اعتراف سياسيين لا نكف عن احتقارهم؟ كيف تطلب الثقافة من السياسة الاعتراف بها، أي بقيمتها، بينما الثقافة صانعة القيم؟ هذا لأنها لا تصنع القيم. لأن ثقافتنا، اليوم، ضعيفة الشخصية وهزيلة الإبداع. ولأن “السلطة” تغدو القيمة العليا في مجتمع ثقافته معطلة. تؤدي إليها كل الدروب ويؤمها جميع السالكين.
ونرجح أننا لا نتقدم سياسيا أيضا لأن ثقافتنا متواضعة وأرواحنا هشة، لا تحفزها الحرية فلا تدافع هي عنها. إن لم نتعرف على الحرية في الثقافة، إن لم نكسر القيود في الثقافة، فلن نظفر بالحرية في السياسة. ولعل سياستنا وحشية لأنها بلا ثقافة، بلا روح، بلا وجدان، بلا قيم موجهة ومعايير ضابطة.
4
زمننا هذا، بدل تركه للفظاعة واستهلاكه بالتفجع وافتعال المفارقات، يمكن أن يكون زمن الثقافة. التفكير الحر وتدريب المخيلة على التحليق وابتكار المعاني الطريفة. هذا ضروري من أجل المستقبل أيضا. ثقافتنا اليوم فقيرة. إغناؤها يقتضي احترام الثقافة وإيثارها بكل جهودنا. فالثقافة ليست ملاذا من تمزقات الوجدان ومحن الإرادة، بل هي كذلك منصة انطلاق نحو المستقبل.
ومن شأن إبداع الثقافة أن يقوي احترامنا لأنفسنا، فيولد فينا ترفعا عن دنايا كثيرة ننحط إليها اليوم لأننا لا نجد في نفوسنا ومحيطنا ما يرتفع بالنفس ويسمو بالشعور.
5
الجمع بين السياسة والثقافة مباح لمن يرغبه، لكنه ليس الخطة الأسلم. سيثابر قوميون وماركسيون على الجمع، لكن ثقافتهم وسياستهم تتدنيان قيمة وفاعلية وجاذبية ومستوى.
نتحدث عن الثقافة بالمعنى الكلاسيكي والمعياري للكلمة، الثقافة الرفيعة، ثقافة المعاني السامية والأفكار المبتكرة والخيال الحر. الثقافة التي إذ تبدع وتترقى تبدأ بمساءلة السياسة والدين والمجتمع والدولة عن شرعياتها. والثقافة هذه وسيط نشرها المفضل هو الكتاب.
ثقافة رفيعة وكلاسيكية.. وكتاب، في زمن الأقنية الفضائية والانترنت وثورة المعلومات والعولمة وما بعد الحداثة؟! مشكلة فعلا. لكن الثقافة هي ما يمكن أن تنقذنا. وفي عالم لا يكف أهل السلطة والدين والمال عن تخريبه، لا بديل من حماية الثقافة وتعهدها واحترامها. وفي عالم عربي راتع في شقائه، رعاية الثقافة أشد إلحاحا بعد، لأنه يعول عليها في حفز وتيسير انتقالنا إلى أفق أقل دموية وقسوة، وأن تسهم في تجديد معنانا.
6
الثقافة المستقلة ستجد نفسها في احتكاك مع الدين. إصرارها على حريتها واستقلال مجالها ومطامحها الروحية والانفتاح المطلق لآفاقها سيثير توترا مع الدائرة الدينية. بلا شك. لكن هذا أيضا مرغوب. فالمجادلة الأجدى للدين هي التي تقاربه من باب الثقافة لا من باب السياسة أو باب العلم أو باب الإيديولوجية. وحدها الثقافة الرفيعة، صديقة الروح، يمكن أن تفهم الدين وتقف ندا له. وتطرح عليه أسئلتها، وتصغي إليه باحترام. تطالبه بتسويغ ذاته، وتلتمس له شرعية جديدة لا يستطيع التماسها لنفسه.
بلى، الثقافة الرفيعة، قوية الشخصية، هي التي يمكن أن تقف في وجه الغزو الإيديولوجي للعقل المنفتح والضمير المستقل والقلب العاطف، هي التي تصمد في وجه السياسة التي لا تعد بغير الكوارث، وهي وحدها التي يمكن أن تقف ندا للدين. المعارضة السياسة للدين تحالف الاستبداد. والمعارضة الإيديولوجية تجازف بإنتاج دينها الخاص. وحدها المعارضة الثقافية للدين يمكن أن تكون مبدعة.
ليس في وسعنا فعل شيء تقريبا أمام مخاطر احتلال بلداننا، وانقسام دولنا، وتفكك مجتمعاتنا، وهتك حرمات ضمائرنا، لكن ربما في وسعنا أن نجعل من الشهادة على هذه الآفاق القاتمة أهم منها وأبقى على الزمن. أما المثابرة على الانسياق في مجاري السياسة، فلا تكفل إلا أن ننجرف في التيار العكر فيما ينجرف.
7
لقد انشغل السياسيون بتغيير العالم، فيما المهم هو تفسيره، بل تفكيره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الصفحة الرئيسية > مقالات > في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها بقلم: ياسين الحاج صالح :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الصفحة الرئيسية > مقالات > في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها بقلم: ياسين الحاج صالح

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ضمائر الحداثة المنفصلة والمتصلة و...المعاقة بقلم: ياسين الحاج صالح
» هل العلمانية ممكنة في بلد واحد؟ الأربعاء 9 أيار (مايو) 2007 بقلم: ياسين الحاج صالح
» في نقد العلمانية والديمقراطية أو مشكلتا الدين والدولة الجمعة 27 نيسان (أبريل) 2007 بقلم: ياسين الحاج صالح
» دِينُ أُمِّ المعارِكِ الثلاثاء بقلم: فتحي بن الحاج يحيى
»  الصفحة الرئيسية > مقالات > رريلكه والاستشراق: األف ليلة وليلة... و عضة الكلب القيرواني رريلكه والاستشراق: األف ليلة وليلة... و عضة الكلب القيرواني الأربعاء 7 آذار (مارس) 2007 بقلم: صبحي حديدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: