سوري وبس
—
“السياسة بالمفهوم الديمقراطي هي لخدمة المصالح الاقتصادية” أما بالمفهوم العربي فالاقتصاد هو لخدمة مصالح السياسيين، ولكن،،،،،
السياسة
الآن أصبح لها مفهوم ثالث؟ والفضل طبعاً يعود الى الثورة السورية التي لم
تسقط الأقنعة للسياسة السورية والعربية والدولية فحسب، بل غيّرت معنى
السياسة التي تربط الشعوب و الدول ببعضهم، الصداقة أو العداء فيما بينهم،
فلا الأخوّة و دول الجوار ، و لا دين و تاريخ و لا حتى مصالح، فالسياسة
معناها الآن ” اللاإنسانية “.
منذ
بداية الأحداث في سوريا، سألت نفسي ما مصلحة بشار السياسي المخضرم ابن
المخضرم في عدم الاستجابة لمطالب الشعب؟ يعني يستجيب لبعض المطالب وتنتهي
الأمور،،، لكن تفنن بالبطش والقتل منذ الأيام الأولى؟ عندها فهمت أن ليس
لديه مصالح مادية أو شخصية ولا حتى طائفية ، كيف؟
كان يمكن يأخذ يلي سرقه منذ عهد والده ويهرب للتمتع بما جناه؟
أو يترك الرئاسة ويتفرغ لطب العيون ويربي أولاده متل أي طبيب محترم؟
وبالحالتين كان تفادى إحراج طائفته العلوية بالدفاع عنه من خلال ربط حياتهم بوجوده .
عندما
رأيت المعارضة، قلت” شي حلو، الله يرحمك يا أبي ما شفت هل اليوم يلي صار
لسوريا معارضة، ياسلام معارضة داخلية وخارجية كمان، يعني أعظم الدول
الديمقراطية ما صح لها ان يكون لها معارضة (دبل) أي مزدوجة ” واكتمل
الأمل بتأسيس المجلس الوطني السوري ليضم غالبية المعارضين في مؤسسة ممثلة
للشعب الثائر، كالعادة يلعن أخت السياسة، تفرقت المعارضة أكتر وأكتر عندما
طلب منها التوحد، ففهمت أن حتى المعارضة (مفهوم غير إنساني) تركت الشعب
لوحده يلاقي مصيره ويقتلع شوكه بأيده؟
كما
جاءنا العربان (الأخوة العرب) ودعوا الى نصرة الشام وأهلها من خلال الدعم
السياسي المعنوي، فأرسلوا لنا الدابي وكان ما كان، والدعم المادي من سلاح
ومعونات التي لم تصل حتى للاجئين في دول الجوار (على ذمة الكثيرين الذين
لم يشاهدوا هذه المساعدات، أنا شخصيا لا أعرف ولم أنتظر منهم شيئا
بالأساس، يعني الله يعينهم على همهم).
وعلى
سيرة دول الجوار لابد من ذكر الموقف التركي (المتذبذب) تارة بالتصعيد
وتارة آخرة باللين على مايقوم به الجزار، حتى بتنا نخاف من تعليقات
السياسين الأتراك ولم نفهم مصلحتهم السياسية اللاإنسانية؟
أما
أمريكا والغرب فحدث ولا حرج بإنسانيتهم السياسية التي فعلا قتلتنا بالمهل
والتصريحات الرنانة بأن عمر النظام بات أو على وشك الإنهيار مسألة أسابيع
وأيام، يمكن كان قصدهم (سنة مما تعدون) .
عندما
سمعت المتظاهرين ينادون ” يلي مابيشارك مافيه ناموس” فقلت لنفسي ما مصلحة
الصامتين سياسيا بعدم المشاركة؟ بالرغم من أن الأكثرية و الأكثرية المطلقة
منهم قد عانت من حكم هذه العائلة الفاسدة ذات الفكر البعثي الأجوف (ممانعة
وصف حكي فاضي) بالرغم من أن هؤلاء الصامتين يعلمون أن الدور قادم إليهم من
خلال سياسة القتل الممنهج و القصف بحجة وجود عصابات مسلحة أو بتمثيليات
التفجيرات المزعومة لترويعهم وضمان عدم خروجهم للتظاهر،،،، لكن هذه
السياسة اللاإنسانية لم تفلح بترويعهم بل على العكس زادت التظاهرات
وانتفضت الأكثرية .
حينها
أدركت وأخيراً فهمت أن حسم الثورة السورية سيكون من الداخل فقط و بعون
هؤلاء الصامتين عندما ينتفضون وتعود إنسانيتهم المسلوبة منذ عقود.
وسوريا حلوة بشعبها شاء من شاء وأبى من أبى
