s)
لم
يصمد النظام في سوريا كل هذه الفترة بسبب ذكائه..أو بسبب ضعفنا..فالنظام
من أشد الأنظمة غباءً لكن أساليبه قذرة و خبيثة..و نحن شعب من أعظم الشعوب
على وجه الأرض.. إذ صمدنا في ظروف كفيلة بالقضاء على أي ثورة…لكننا لا
ننكر أن النظام صمد..و يلقى اللوم على عالمنا المجنون هذا..و الذي يبدأ من
عندنا..من قلب سوريا بلدنا..من (الصامتين).
إلى أين وصلنا؟يتحدث كثير عن أن الثورة لم تستقطب الصامتين..و هو بهذا كمن يلوم المريض و
يمنع عنه الدواء..فالصامتون لم يصمتوا إلا لعيب فيهم..ألا و هو الجبن و
الخوف..فهم لا يريدون أن يقتلوا..أو يعتقلوا..و ليبق هذا الأمر عند غيرهم.
لكن أين هم الصامتون و ما حقيقة صمتهم؟
تنقسم سوريا الآن إلى أربعة أنواع من المناطق..و هي:
أولاً: منطقة لا يستطيع النظام حتى احتلالها..و منها حمص و إدلب و ريف
دمشق..و احتلال بابا عمر الآن لا يعد إحتلالاً فالحي خلا من البشر..و
الاحتلال لا يكون بالأرض المحروقة.
ثانياً: مناطق لا يستطيع البقاء فيها إلاّ باحتلالها عسكرياً..و هي مناطق الثورة الساخنة كدرعا و الجزيرة و حماة و الساحل.
ثالثاً: مناطق لا يستطيع البقاء فيها إلاّ بالسيطرة الأمنية..مع أنه
أحياناً يدخل بقواته المدرعة..لكنه لا يديم تواجده هناك..كالعاصمة دمشق و
حلب..و هي ما تسمى بمناطق الصامتين.
رابعاً: مناطق هادئة..أو بالأحرى انتقل أهلها لقتل الثورة و الثوار..و هي مناطق موالاة النظام.
إذاً ما يسمى بمناطق الصامتين ليست إلا مناطق يخاف فيها الناس أكثر من
غيرهم..فلا يتظاهرون..و بهذا ينقسم الشعب السوري إلى قسمين..قسم ثائر و
آخر مشبح.
يرى المشبح أن بقاءه مستحيل بعد زوال النظام..و لهذا يستميت
في الدفاع عنه..لأن سقوط النظام يعني محاسبة المجرمين على ما أجرموا..و قد
أجرموا في حقنا منذ أن وصلوا إلى السلطة.
سيخشى من قَتل في المجازر.. كحماة و تدمر و مجازر الثورة الآن..العقاب لأن الجزاء من جنس العمل..و ما أكثر القتلة.
سيخشى ناهب مال الناس بالقانون أو غيره من سقوط النظام لهذا سيقف معه.
سيخشى من حصل على ما لا يستحق من أن يحاسب و يرد الحق إلى صاحبه…سيخشى
الجميع غضب الثوار..الذين ما عادوا يرون أثراً للإنسانية في قاتليهم..و ما
عادوا اكترثوا للمظاهر..
فصار يلومهم الناس على ما يقولون..فما يقولون لا يحلو للبعض سماعه..فكيف تدعو للتسلح و القتال؟..هذا سيجعل القتلة يخسرون أيضاً.
كيف تتكلم عن العلويين؟..فهذا سيضر الثورة و سيفقدها التأييد العالمي.
كيف يقول أهل حمص.. سنبيد العلوية؟..هذا لا يجوز!..لكن هذا الذي يستنكر
نسي أن أصحاب هذه الهتافات عاشوا الإبادة الجماعية..و الجرائم الطائفية..و
هم أدرى بمن قام بها..هم رأوهم يأتون من الساحل و من أحياء حمص. يرتكبون
من الجرائم ما لا يستطيع أن يتخيله إنسان..و لم يروا منهم من يستنكر هذه
الجرائم..إلا قلة قليلة يُعذر الشعب على التشكيك حتى بموقفها..فالنظام
استطاع صنع معارضة خدعت الجميع..كالمناع و غيره..أفلا يستطيع إذاً أن يصنع
أبطالاً مزيفين!!؟
وصلنا إلى ما لم نكن نريد الوصول إليه..إلى نقطة
رأينا فيها ما ينفي أي إمكانية لإعطاء العذر لأحد..على دعمه للنظام أو
سكوته عنه..و صلنا إلى تكذيب الشعارات التي تغنينا بها.
سلمية..لا
للتدخل الخارجي..و الشعب السوري واحد..فصارت شعاراتنا..تسليح للجيش
الحر..و الحماية الدولية..و ستدفعون الثمن أيها الـ…………
وصلنا إليها
لأننا تعلمنا -بالطريقة القاسية- أن الشعارات لا تثني المجرمين عن
جرائمهم..و لا تجلب مساعدة الغير في عالمنا المجنون..و لا تأتي بأي
حماية..فعلينا حماية أنفسنا..و غير هذا انتحار جنوني.
صمد النظام بسبب
التواطئ العالمي على الشعب السوري..فقد كان كل ما يخص ثورتنا بطيء أشبه
بالمتوقف..إلا إجرام النظام فقد كان سريعاً..و كلما أخذ من المهل
أكثر..أجرم أكثر..
صمد بسبب الغباء المزمن عند النظامين العفنين في
روسيا و الصين..الذين تعلما درساً في ليبيا ففهموا الدرس بالعكس..فهموا
أنهم خسروا ليبيا لأنهم ما وقفوا مع القذافي في وجه شعبه إلى النهاية..بدل
من أن يفهموا أن الشعوب ستنتصر..و لن تنسى.
فكفر السوريون بالمجتمع الدولي..و كفروا بإنسانية أفراد النظام..فوصلنا إلى ما وصلنا إليه..حرب تحرير سورية من الاحتلال الأسدي.
سننتصر..و لن ننسى.
سنمحوا وجود روسيا من أرضنا… و سنستخدم سلاحهم فقط في الأعمال الدرامية عن
تاريخ سوريا في عهد الاحتلال الأسدي..لأن سلاح سوريا الحرة سيصنع في
سوريا..بلد الشعب العظيم.
و في الختام..شعب حر..جيش حر..و سحقاً للمتسلقين عليهما.