إن الاسقاط , لـ تعامل السلطة في العراق مع قضية الكُرد , على الوضع السوري , كان دائماً فتيلاً بارداً قابل لـ الاشتعال ,,
زاد
دعم الرواية التي تقول , أن هتاف الاكراد بـ اسم بوش , و يقابله هتاف
العرب بـ اسم صدام حسين , هو ما أجج الخلاف الجماهيري , و أوصله الى ما
وصل اليه ,,, طيب !! و ما علاقة بوش و صدام في سوريـا , فـ ليس من المنطق
تبنّي السوريين العرب و الكُرد , لـ طريقة تعامل صدام مع حلبجة , و تعامل
بوش مع الفلّوجة ,, إن صحت أم لم تصح , تلك التفاصيل , فـ من تبسيط
الأمور , البناء عليها كـ سبب , في انفجار انتفاضة , هيَ الأقوى في تاريخ
كرد سوريا ,,
الكُرد في سوريا , كانوا كـ مرجل يثور , فـ
لم يتوانى النظام السوري , في الضغط عليهم , كلما أتيحت له الفرصة ,
ابتداءً من الاحصاء الاستثنائي 1962 , و الذي حرم حوالي الـ 75 الفاً منهم
من الجنسية , و اليوم يفوقوا الربع مليون نسمة , و تحولوا الى ” بدون ” ,
لا هوية و لا صحة و لا تعليم و لا حق في الملكية , و بعدها الحزام العربي
, و هو صبغ الشريط الحدودي بـ صبغة عربية , تهجّر على أثره الكُرد , سكان
المنطقة الأصليين , و توطن عرب , وصولاً الى المزارع النموذجية بعد سد
الفرات , على أراضي ذات ملكية كردية ,,, و مع كل هذا جاءت اجراءات أمنية ,
خنقت عليهم حرياتهم حتى الشخصية منها , كـ التحدث بـ اللغة , و سماع
الموسيقى , وتغيير اسماء بعد القرى و المناطق الى اسماء عربية ,, مع اللعب
بـ الورقة الكردية , من قبل النظام السوري , قبل الوئام مع الاتراك ,,
كل
هذا ولد احتقان , و ثورة مبطنة , تحتاج لـ أهون سبب , كي تنتفض , و جاءت
أحداث اللقاء الرياضي , و تعامل القوى الأمنية المعتاد , لـ يكونا عود
ثقاب لـ انتفاضة كردية , شملت اماكن انتشارهم على الرقعة السورية , و هم
يبلغون حوالي المليوني نسمة ,,
و لا يمكن نكران أنّه و
رغم الصدام المباشر لـ الكرد مع النظام في العراق , و عكس ذلك في سوريا ,
إلا أنّ الهزات الارتدادية طالما وصلت اليهم في سوريا , مؤيدين طبعاً لـ
أخوتهم على الطرف المقابل من الحدود ( الرمزية ) و ما يربطهم بهم , من
عوامل عدة , كـ القومية و اللغة و الامتداد الديموغرافي , مع علاقات صلة
الرحم , و ربما حلم الدولة , عند البعض منهم ,,
و بـ
المقابل و على امتداد التاريخ , كانوا جزءاً فاعلاً في المدنية السورية ,
عندما كانت هناك مدنية , فـ لم يحارب ابراهيم هنانو الفرنسيين , الا لـ
تحرير سوريا , عدا عن وصولهم لـ مراكز سياسية رفيعة , حتى رئاسة الجمهورية
, ممثلةً بـ فوزي السلو , و حسني الزعيم ,, و القائمة تطول ,,
و
نعود الى ما نحن فيه اليوم , لـ يكون البعث مجسداً , بـ نظام ديكتاتوري ,
هو من ولّد الشرخ في الوطنية عموماً , بانياً اسس حكمه على منظور قومي
عربي زائف , ضارباً عرض الحائط , بـ مكنونات المجتمع , من أقليات قومية
أخرى , فلا حقوق و لا واجبات اتجاهها , و لا احترام لـ خصوصيتها , زادت من
مسببات الاصطفاف القومي ,,,
نعم ,, كل ما انجرّ على سوريا , هو من يد النظام , الذي ثقب آذاننا بـ معاداة الامبريالية , و لم نرى و نلمس الامبريالية الا فيه