الصداقة الحقيقية تساعد على إطالة العمر
يُعتقد
أن الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضية البدنية خطوات هامة نحو حياة مديدة
وصحية، إلا أن دراسة جديدة وجدت عاملاً آخر قد يساعد في إطالة العمر، وهي عقد
صداقات.
ويقول الباحثون إن الدراسة، التي اعتمدت على مراجعة 148 دراسة مختلفة حول
العلاقات الاجتماعية والوفيات، وجدت أن من يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية،
ارتفعت بينهم احتمالات طول العمر بواقع 50 في المائة، مما يؤكد أهمية الصداقة
للصحة العامة.
ويؤكد البحث ما كشفته دراسات سابقة بأن الصداقة تعتبر مصدراً هاماً من مصادر
السعادة الحقيقية، ولا تقل أهمية عن السعادة التي تولدها الحياة العائلية،
وتزداد أهمية الصداقة مع التقدم بالعمر.
وقال الطبيب النفسي، جوليان هولت-لونستاد، من جامعة "برايتام يونغ" في يوتاه:
"أعتقد أننا وجدناً دليلا قاطعاً على أن العلاقات الاجتماعية ينبغي أن تؤخذ على
محمل الجد، إلى حد بعيد من حيث خفض معدل الوفيات."
وفي البحث الذي شمل 148 دراسة مختلفة، ومشاركة 380 ألف شخص، جرت متابعتهم على
مدى سبع سنوات ونصف، في المتوسط، قام الباحثون بقياس العلاقات الاجتماعية بعدد
من الطرق، من بينها النظر إلى حجم الشبكة الاجتماعية للمشارك، وإذا ما كان
متزوجاً أم يعيش عازباً، بالإضافة إلى تقدير مفهوم العلاقات بالنسبة للمشاركين،
وكيفية اندماجهم في الشبكات الاجتماعية أو المجتمعية.
وفسر هولت-لونستاد ذلك التأثير بأن علاقتنا يمكن أن تؤثر على صحتنا بطرق شتى،
على سبيل المثال، يمكن أن تساعدنا على التعامل مع الضغوط العصبية التي قد يكون
لها تأثير قاتل.
وتابع: "عندما نمر بأوقات عصيبة في حياتنا، وندرك بأن هناك من يمكننا الاعتماد
عليهم أو التوجه إليهم، هذا يجعل الأمر أقل إجهاداً لأننا ندرك بأنه يمكننا
التعامل مع الوضع."
ويرى الخبراء في الدراسة، التي نشرت في دورية "PLoS
الطبية، أن الصديق يوفر الدعم الاجتماعي من جهة، والإرشاد، والمساعدة المادية،
لأن العلاقة مستمدة من الثقة المتبادلة بين الطرفين، إضافة إلى ذلك فإن الروابط
المشتركة بين الأصدقاء تجعلهم يقضون وقتاً ممتعاً حتى في الأوقات العصيبة.
وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن سر طول العمر هو زيادة عدد الأصدقاء، وأن الحياة
الاجتماعية النشيطة تزيد من كفاءة جهاز المناعة، مما يكسب الإنسان تسعة أعوام
إضافية.
وأوضح العلماء أيضاً أن الايجابية في مواجهة الهموم اليومية تزيد من العمر،
بواقع سبعة أعوام ونصف العام.