فيصل ثـــــــــــــــائر قـــائد
الجنس : عدد المساهمات : 546 معدل التفوق : 1488 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 17/12/2011
| | الاستقراء العلمي عند فرنسيس بيكون | |
الاستقراء العلمي عند فرنسيس بيكون تمثل نظرية الاستقراء عند فرنسيس بيكون مرحلة هامة في تاريخ الفكر العلمي الحديث وقد بدأ بدراسة الحالات الحدية والتجارب الفاصلة كأساس للقوانين العلمية كما وجه عنايته الى الحالات الشاذة والغريبة التي تفيد من وجهة نظره اكثر من عشرات المقالات مثلا عملية انعكاس الضوء على المنشور تفيدنا فائدة عظيمة في دراسة الالوان ونستطيع ان نقول ان بيكون لا ينتمي الى اصحاب النظرية الالية في الكون ولا النظرية الديناميكية بقدر ما ينتمي الى انصار التقدم العلمي والتجديد في مناهجه ولذلك فكل ظاهرة طبيعية لها قيمتها في حد ذاتها بعض النظر عن المذاهب والنظريات العامة لقد رأي بيكون ان اهم وسيلة للكشف والاختراع هو الاستقراء الذي يقودنا من الوقائع الجزئية الى التعميمات العامة والمبدأ الذي تقوم عليه نظرية بيكون في الاستقراء هو انه لا يكفي للبرهنة على صحة التعميم ان يأتي مؤيدا بحالات كثيرة وعديدة اذ ان حالة واحدة معارضة تكفي لنقضه فالحالات السلبية التي تنقض هي عنده اهم في البحث العلمي من الحالات الايجابية المؤيدة ويعتقد بيكون انه في وسعنا ان نثبت بطريق غير مباشر من صحة قوانين الطبيعة التي يستحيل علينا ان نتثبت من صحتها بطريق مباشر وذلك بواسطة فعالية الحالات السلبية وهذا هو منهج الاستبعاد ويقصد بيكون بمنهج الاستبعاد معنيين المعنى الاول : ينبغي ان تستبعد القانون العام الذي توصلنا اليه وايدته ملاحظات سابقة حين تظهر لنا ملاحظة او حالة جزيئة تتنافر والقانون ونسميها خينئذ حالة سالبة مهما تعددت الحالات المؤيدة الموجبة المعنى الثاني يمكننا ان نؤيد القانون العام ونؤكد باثبات ان كل القوانين او النظريات المناقضة او المنافسة باطلة ويرتبط منهج الاستبعاد عند بيكون اتم ارتباط بنظريتين في معنى القانون العلمي 1- القانون العلمي تفسير لملاحطتنا وتجاربنا وان التفسير هنا علي وكان بيكون يعتقد ان مبدأ العلية مبدأ كلي وكان يتخذه كمقدمة ولم يحاول مناقشته او البرهنة عليه وبالرغم من هجوم بيكون اللاذع على منطق ارسطو والميتافزيقيا التي اسسها الا انه قبل نظرية ارسطو في ان العلم الحق هو معرفة العلل كما يسلم بتقسيم ارسطو للعلل الى اربعة انواع العلل المادية العلل الصورية العلل الفاعلة والعلل الغائية وهذه الاخيرة لا يحتاجها العلم فالعلة الغائية لا تصح الا في الامور الانسانية اما العلل المادية والصورية والفاعلة فلا فائدة منها لانها متغيرة انها مجرد ادوات لنقل الصورة ويرى بيكون ان الغرض الاساسي من المعرفة الانسانية ومن بحث الانسان هو الكشف عن الصورة ولكن مالذي يعنيه بيكون بالصورة ؟ ان اقوال بكيون في الصورة غامضة ولا تكشف عن تحديد دقيق لمعناها يقول وليم نيل ان الصورة عند بيكون هي الطبيعة الطابعة او هي العلة الطابعة ولكن يبدو ان احد المعاني التي يقصدها هو ان الصورة عنده تعني الطبيعة الخفية او ما يمكن ان نسميه بالماهية فالقانون العلمي بهذا المعنى تفسير علي لظاهرة ما او عدد من الظواهر ويكشف عن صورة تلك الظواهر وهذا ينقلنا الى نظرية بيكون الثانية في معنى القانون 2- منهج الاستبعاد مرتبط عند بيكون بمبدأ الحتمية الكلية في العالم الطبيعي كما هو مرتبط بمبدأ العلية الكلية والحتمية الكلية هي القول بأن كل حادثة قي الطبيعة تحددها حادثة او سلسلة من الحوادث سابقة عليها بحيث نقول ما كان ينبغي ان تحدث حادثة لو ان تلك السلسلة السابقة عليها لم تحدث ولعل الاعتقاد بالحتمية هو الذي وجه بيكون نحو منهج الاستبعاد لان العالم الحتمي تسيره قوانين ثابتة والعالم الحتمي لا توجد فيه حوادث تعصي تلك القوانين . | |
|