فيصل ثـــــــــــــــائر قـــائد
الجنس : عدد المساهمات : 546 معدل التفوق : 1488 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 17/12/2011
| | المافيا و الإيديولوجيا | |
المافيا و الإيديولوجيا ما العمل لإزالة الإيديولوجيات الغير عقلانية؟ ما العمل لتحل محلها ثقافة حديثة متصفة بالفكر العلمي و بحقوق الإنسان المحددة في مواثيقها العالمية؟ ما العمل للقضاء على العبودية المتمثلة في تقديس الأكاذيب و الأوهام؟ ما العمل للتخلص من المافيات الحاكمة منذ أقدم العصور بتلك الأكاذيب و الأوهام؟
ما العمل للقضاء على النزعات الإنتقامية و التعذيبية و التشويهية و التسلطية؟ فهي تبحث عن ذرائع ليكون لها شكل مقنن و مؤدلج. وهي تنتج ليس فقط جرائم فردية، بل أيضا و بالخصوص عدة ظواهر سياسية و غير سياسية متصفة بالظلم و التخلف. و عندما يعم الظلم يسميه أصحابه نظاما عاما. و عندما يسود التخلف يسميه أصحابه أخلاقا و هوية.
يوجد حل قادر على إزالة المافيا و إيديولوجياتها، سواء كانت دينية أو غير دينية، و سواء كانت يسارية أو يمينية. يتلخص الحل في إصدار منظومة قانونية متكاملة لحوافز مالية مضادة للفساد و للإجرام، بحيث أن كل من يكشف للقضاء عملا مخالفا للقانون ينال بحكم من المحكمة مكافأة مالية مقتطعة، ليس من ميزانية الدولة، بل من ممتلكات المجرمين الذين إرتكبوا ذلك العمل المخالف للقانون. و بهذا الأسلوب الوقائي المجتمعي ضد الفساد تكون أموال المافيات كافية لتطهير العالم من الفساد و من إيديولوجياته.
يمكن و ينبغي تعزيز هذا النظام بإنشاء العديد من شبكات الشفافية و حوكمة الشركات و الوقاية ضد الفساد، مع الحرص على تجذير هذه الشبكات في كل الأحزاب و النقابات، و في مختلف القطاعات الحكومية و غير الحكومية، و في كافة المجالات المدنية و العسكرية.
هذا المنهج المتكامل القابل للتطوير على الدوام في مختلف المجتمعات هو الكفيل بالتخلص من التستر الذي لا وجود للمافيات و إيديولوجياتها بدونه. وهو نظام لا يكلف الدولة أعباء مالية إضافية، و لا يتطلب إستعدادات مطولة أو تحضيرات لانهائية أو مقدمات معقدة. إنه لا يستوجب سوى المصداقية في محاربة الفساد و الإجرام. | |
|