صموئيل بيكيت رسائل العدم
ابن خلدون عبد الرحمان |
| |
"أتعلم بارني، أعتقد أن أيام الكتابة انقضت نهائياً». تصدّرت هذه العبارة رسالة كتبها صموئيل بيكيت (1906 ــ 1989) بعد عام على نشر مسرحيته «في انتظار غودو» (1948). «لقد سئمت كل هذا القيء القديم واليأس»، يدرج الكاتب المسرحي الإيرلندي في رسالة أخرى إلى ناشره الأميركي بارني روسيت صاحب دار «غروف بريس» التي تولت نشر «في انتظار غودو» بترجمتها الإنكليزية عام 1954، بعدما جوبهت بالرفض من معظم دور النشر. وكما تجرّأ على مواجهة الرقابة آنذاك، معرّفاً القارئ الأميركي إلى أبرز التجارب الطليعية، كـ«جيل البيت»، وهارولد بنتر، وهنري ميللر، ويوجين يونيسكو، تولى روسيت نشر أعمال أبرز المجددين في تقنية المسرح في القرن العشرين. كتاب «عزيزي السيد بيكيت ــ رسائل من الناشر» الذي سيصدر قريباً عن دار Opus، يعيد إلى الواجهة سيرة معلّم مسرح العبث وعلاقته مع ناشره، عبر رسائل تستكمل كتابة السأم في صميم العدم كما في مسرحياته التي لم تكن إلا تنويعاً مجرداً وساخراً من الوجود البشري ومصيره. الكتاب يتطرق إلى فترة مهمة من خلال علاقة هذين الرجلين المهنية والشخصية، عبر أصعدة متعددة ومن وجهات نظر أدبية ونقدية ومسرحية وحميمية أحياناً. هكذا تطالعنا المقدمة التي كتبها الروائي الأميركي بول أوستر، إلى جانب مقابلات مع بيكيت حول دور الممثل، وعلاقته بمخرج أعماله ألان شنايدر، ونص للناقدة الأميركية الراحلة سوزان سونتاغ عن إنتاجها «في انتظار غودو في ساراييفو» (1993). هناك أيضاً مقابلات لم تنشر من قبل مع