سالم ثـــــــــــــــائر منضبط
الجنس : عدد المساهمات : 396 معدل التفوق : 1140 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 15/12/2011
| | الخوف كمنهج تطوريّ للسيطرة | |
الخوف كمنهج تطوريّ للسيطرة
نعرف كلنا بأنّ الخوف ما هو إلّا شعور ناتج عن الإحساس بالتهديد, ومن المعتاد تحقيق استجابة عبر الهروب من ذاك التهديد. على الرغم من توفره الهائل عند البشر, إلّا أن الخوف قائم بوفرة كذلك في عالم الحيوان بالعموم. وجدير بالذكر التنويه لوجود من عرف كيف يستعمله بعمليات خداعية لتحقيق اغراض معينة.والقول بأنّ استعمال استراتيجيات الخداع في الطبيعة بغايات مختلفة: لا يكون جديداً. ففي عالم الطيور, تكون عمليات الخداع يومية. كلنا يعرف حالة طائر الوقواق cuco الذي يتطفّل على اعشاش طيور أخرى: حيث يقوم بإنهاء بيوض الطائر ويترك بيوضه بالعش, بحيث يقوم بتنشئة افراخه طيور أخرى!!!. كذلك يمتلك الطائر القيثاريّ lira طريقة متميزة لجذب انثى ذاك النوع عبر اصدار كل انواع الاصوات المتوفرة في بيئته, شاهد الفيديو ذو الصلة بهذا الطائر:
https://www.youtube.com/watch?v=1-jkdfx2XEA كذلك يقوم الطائر الاسترالي الكبير capulinero بخداع الاناث عبر استخدام تقنيات خاصة ببناء الاعشاش: يستخدمون عناصر صغيرة الحجم عند مدخل العشّ وعناصر كبيرة بعمق العشّ, ما يعطي الانطباع بأنّ العشّ أكثر عمقاً مما يكونه بالواقع.
تقوم استراتيجية خداع أخرى على المحاكاة: من خلال نسخ عنصر من البيئة المحيطة.
يحاول بعضها الآخر الاختفاء عبر اخذ شكل اوراق شجر أو التلوّن بشيء مشابه ضمن بيئتها, عبر استراتيجية تمويه كاملة. يحاكي بعضها الآخر عيون كبيرة أو ألوان مشابهة لكائنات أخرى لها عناصر دفاعيّة, يمكننا العثور على هذه الاستراتيجية عند بعض الحشرات.capulinero الكبير: إنّه أستاذ بالعجرفة!لكن ربما تكون الاستراتيجيات الأكثر تحضيراً: هي التي يسببها الخوف من افراد من ذات النوع. وتكون محضّرة جيداً, حيث أنّ هذا يقتضي توظيف أنانيّ في استراتيجية اجتماعية. هكذا نجد طيور قادرة على محاكاة انذارات حضور مُفترِسين كي يتمكنوا من إبعادها عن منطقة تواجدهم. بعض انواع الحيوانات كالابقار الافريقية البريّة مثل topi: يمكنها التنبيه بصورة مُخادعة تتصل بحضور الأسود بغاية وضع القطيع بحالة تنبُّه وابعاد الذكر المسيطر على الاناث, الذي ينتظر وقوع احداها تحت سطوته.لقد استغلّ نوعنا البشريّ الخوف بطريقة خاصة, محولا إيّاه لأداة تماسك وسيطرة اجتماعية. منذ استخدام الأهل لاساليب تخويف لاطفالهم { جاء العَوْعَوْ يا مامي!!!!! } بغية اسكاتهم او تهدئتهم وصولاً للتهديد بكائنات اسطورية أو فوقية غيبية أو بسواها بُغية اتباع أفكار معينة خاصة ببيئاتها.يشكّل الخوف أداة قويّة, يؤدي توظيفها بطرق سيئة الى القضاء على الحريّة الفرديّة { كما يحصل مع الأنظمة البوليسية المخابراتيّة المنحطة .. فينيق } , لهذا كلما أرى سيفاً مُشرّعاً مُستخدماً بالتخويف, أتذكّر جملة ماري كوري, عندما قالت:" لا يوجد في الحياة ما يدعو للخوف, بل يوجد ما يدعو إلى الفهم ".
النص الاصل بالقسم الأجنبي
مشاعر الخوف لم تظهر عند الكائنات الحيّة إلاّ من باب الحماية أو درء مخاطر داهمة ما, فشعور الخوف يدفع لتحقيق خطوات عملية بهدف الابتعاد عن المخاطر أو إقصاؤها, والكائن الحيّ الوحيد الذي اعتمد بعض افراده تخويف أفراد وجماعات النوع ذاته لاخضاعهم بل وتصل احيانا لقتلهم: هو الكائن الذي ميّزه الله بالعقل عن سائر الكائنات الحيّة { بدكين حريّة قر قر قر ؟؟! } هو الكائن البشريّ التشبيحي! أشكر أيّ تصويب أو إضافة | |
|