دود أفعال دينية على عرض " Cosmos " الأوّل في الولايات المتحدة الأميركية
تُعتبر الولايات المتحدة الأميركية المحرِّك الاقتصادي للعالم, لكن كذلك تشكّل بلد فيه 46% من السكّان يؤمنون بأصل البشريّة الخلقيّ أي كما خلقها الله وكما هي الآن, بحسب دراسة إحصائيّة أجرتها مؤسسة Gallup في شهر يونيو / حزيران 20122.
عرضتا, الأحد الماضي { 9/3/2014 }, قناتا FOX و National Geographic برنامج جديد عن الكون اسمه " Cosmos ", البرنامج الأشهر علميا وفلكيا لكارل ساغان, ولكن هذه المرّة مع نيل تايسون. حقق البرنامج شهرة واسعة حيث بلغت عدد مشاهداته على كل المحطات التي عرضته أكثر من 8.5 مليون مشاهدة.
ساغان إلى اليسار وتايسون إلى اليمين .. من blogs.elcorreo
عرضت الحلقة الأولى من البرنامج { اسمه الكامل Cosmos. A Spacetime Odyssey } مراجعة لأصل الكون, منذ الانفجار الكبير وصولا لتكوين الأرض مع شرح عن المجرات والكواكب. كذلك تطرّق لكيفية تطوُّر النظريات الفلكية منذ بدء الاهتمام ببحث الفضاء.
لم تُقنع تفسيرات نيل تايسون, مع ذلك, كل الناس. فلقد اعترض كثير من المؤمنين الكاتوليك والخلقيين بالعموم وعبروا في شبكات التواصل الاجتماعي عن اشمئزازهم من البرنامج.
" يبدو أن برنامج " Cosmos " يكذب, فالقمر مخلوق من الله. كما خلقت الحياة. هكذا نعرف من أين أتت الحياة ", " إنها كذبة أخرى من كذبات الرئيس أوباما, والتي تظهر بمقدمة البرنامج, وتشكل خديعة أخرى حول الخلق ", " يحاولون تمرير دعاية مناهضة للدين. لا يقومون بذات الأمر حيال العلوم الشريرة ", " برنامجي العزيز لا يكون أصل الكون محيراً أو لغزاً كما توحي, فلقد كتبا الله وموسى في الكتاب المقدس الحكاية كلها, حيث يتوجب عليكم قراءته بلحظة ما ", " فيما لو اطلعت على الانفجار الكبير والكتاب المقدس, فسينتج لي أن الأنسب حتى الآن هو الكتاب المقدس ", " هل يرون الله مجنون؟ يتوجب امتلاك الكثير من الإيمان للاعتقاد بما يتم عرضه ". هذا ما يؤكده بعض المتحفظين على البرنامج.
كان من بين أهم اهداف سيث ماكفارلن, المُنتج المنفِّذ للبرنامج, هو الخلاص من الخلقية. ولكن يبدو أنه لم يتمكن من إحراز هذا الهدف من خلال ردود الأفعال العنيفة على البرنامج.
كاتوليك ينتقدون هجوم برنامج Cosmos على الكنيسة
لم تصدر الانتقادات للبرنامج عن أشخاص ناشطين بشبكات تواصل اجتماعي فقط, بل صدرت عن جريدة Christian Post التي اعتبرت أن البرنامج يمثل حالة سخط على الكنيسة. وهنا بالتحديد يقصدون قضيّة جوردانو برونو التي تعود للقرن الثامن عشر وجرى ذكرها في البرنامج.
يعلِّق Matt Philbin المحرِّر في Media Research Center على البرنامج, قائلاً:" جرى القفز عن شخصيتي كوبرنيكوس وغاليلو, كمهتمين بمركزية الشمس, لأنّ دور الكنيسة بحالتهما قد كان أكثر تعقيداً. أتفهّم شغف بعض الناس بما يقدمه البرنامج الأصليّ مع كارل ساغان, لكن البرنامج الجديد المليء بالسفن الطائرة والرسوم الكرتونية والذي يُعرض صباح أيام الأحد, وبظلّ نوع من الفوقية من المؤلف تجاه المسيحيين, يصل البرنامج لنقطة يكون فيها غير مستساغ بالمرّة ".
قمت بترجمة تعليق على الموضوع, هو:
من الموسوعة الكاتوليكية أون لاين, نقرأ:
" تدخلت محاكم التفتيش في هذه القضيّة وطلبت تسليمه. وافقت سلطات مدينة البندقية, إثر بعض التردُّد, على تسليم جوردانو برونو في شهر فبراير / شباط 1593 وجرى إرساله إلى روما حيث قبع بسجون محاكم التنفتيش 6 أعوام. وقد أخفق المؤرخون في اكتشاف أسباب تأخُّر هذا التوقيف الطويل لبرونو. ففي ربيع العام 1599, بدأت المحاكمة أمام لجنة خاصة بمحاكم التفتيش بروما, وقد أعطوا المتهم برونو عدّة فرص للتراجع عن أخطائه, وبالنهاية جرت إدانته { بشهر يناير / كانون ثاني 1600 } وتمّ تسليمه للسلطات المدنية { يوم 8 فبراير / شباط } وحرقه في Campo dei Fiori بروما { يوم 17 فبراير / شباط 16000 }. لم تتم إدانة برونو لدفاعه عن النظام الكوبرنيكي الفلكيّ, ولا بسبب عقيدته حول تعدُّد العوالم المسكونة, بل بسبب أخطائه اللاهوتيّة, ومن بينها: اعتباره أن المسيح ليس الله, بل مجرّد مشعوذ, وأن الروح المقدسة هي روح العالم, وأن الشيطان هو عرضة للإنقاذ, ...الخ".
من مقال " A Burning Obsession: Cosmos and its Metaphysical Baggage ", أقتطف الآتي: " Of course, in 2014 we don't burn people at the stake, and except for the most conservative voices, Christians don't cast about casually labelling any dissenting theologial perspective as "heresy ".
إذاً كانوا يحرقون الناس لنشرها أفكاراً معارضة لأفكارها ولا يقومون بهذا بالوقت الراهن, ويشكِّل هذا دليل واضح على أنّ الكنيسة الكاتوليكية متكونة من أشخاص عاديين لا يمتلكون أيّ اتصال بخالق لامتناهي عادل ومحبّ ورحيم. وعلى العكس, فكان يتوجب على هذا الخالق, حامل تلك الصفات, إصدار أوامره للسلطات الدينية لإيقاف تجاوزاتها وارتكاباتها باسم الإيمان, لكن استمرت تلك الارتكابات الفظيعة قرون طويلة.
وعلى اعتبار أن الكنيسة الكاتوليكية لم تمتلك أيّ اتصال مع " الخالق " سابقاً, فهي لا تمتلك أيّ اتصال به راهناً. بالتالي كل تأكيداتها المتصلة بقربها من " كلمة الله ", " إرادة الله ", ....الخ: لا تمتلك أيّ قيمة كحال تنبؤات أيّ فلكيّ هاوي, سوى القيمة: 0.
النص الاصل في القسم الأجنبي
تعقيبي
الموقف الخلقيّ الديني الأصوليّ من البرنامج لا يُفاجيء أحد .. فأيّ تفسير علميّ لا يتماشى مع سفر التكوين لا قيمة له وعبارة عن تجديف محض! يمكن الاطلاع على حلقة من البرنامج, هنا:
https://www.youtube.com/watch?v=3R3aWKhwWpM
شاكراً أيّ تصويب أو إضافة 
