حسين فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 473 معدل التفوق : 1303 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 18/12/2011
| | المسلمون لا يحبّون الله بل يخشون عقابه … بقلم هاجر حمادي | |
إنّ الإيمان هو التصديق بالشيء دون امتلاك أدلة ملموسة حوله وغالبا ما ينبع من القلب أو عاطفة الإنسان بشكل عام كتفسير عن ما عجز العقل عن إدراكه ، ولقد اندرج الإيمان بالروحانيات وعلاقة العبد بالإله الذي يعبده وربطه لربّه مع سائر ما يحدث من حوله وفي الطبيعة ، ومن بين أهم فصوله هو الاعتقاد بالعقاب والثواب من الله سواءا في الدنيا أو في الآخرة أي حياة أخرى بعد الموت يؤمن بها المؤمن كيوم للحساب على ما ارتكبه من الأفعال التي على أساسها يُجازى سواءا بالجنة أو النار … هذا المفهوم موجود في كل ديانات الأرض بشكل عام لكن دون تمسّك كبير به أو على الأقل إيجاد مفاهيم متسامحة في القراءات الحديثة والمتجدّدة لهذه الديانات ، كنشر ثقافة المغفرة والتخلي عن ترهيب الناس بالعذاب والجحيم عكس الإسلام تماما الذي يزداد تمسكا بهذه المفاهيم ، عبر مجموعة من الأئمة والشيوخ تتفنن في ترهيب المسلمين في كل خطبة وكل كتاب وتسرد لهم عن الثعابين والعقارب التي ستلتهمهم و مختلف طرق العذاب لأرواحهم قبل يوم البعث ، وتعرّضهم لحساب منكر ونكير وهما ملاكان بوجه قبيح يحاسبان الموتى على أفعالهم ويضربانهم بمطرقة من حديد ، وهنا اختلف الكثير من المفسرين بين المشايخ في السعودية والمعروفين بالغوغائية والجهل والإرهاب والظلام ، وذلك لأسباب تاريخية لبيئتهم التي لم تنجب العلماء وكل مبدع مرّ عليها كان من أصول بعيدة عن تلك المنطقة ، وبين المفسِّرين والدكاترة في بلدان إسلامية أخرى والذين رغم إيمانهم وتديّنهم إلا أنهم حاولوا إجراء بعض التحديثات على الإسلام ، وإدخال بعض الفكر الفلسفي والعقلاني والمتسامح مع القراءة الدينية ومن هنا أنكروا عذاب القبر ، واعتبروه مجرد أحلام وكوابيس تنتاب الميت في قبره لتعلمه بما ينتظره يوم الحساب ، فنشأ خلاف كبير بين الفريقين لأن الأول يركز كثيرا على عذاب القبر ويتفنن في سرده وترويع المسلمين به قصد إبقاءهم خاضعين ، والفريق الثاني ينكر ذلك تماما ويرى أن هذا الأسلوب سيعطي نتيجة عكسية و سيدفع بالناس إلى الخروج من هذا الدين في لحظة انفجار وتمرّد للإنسان على هذا القمع والتخويف ، ولكن في النهاية الفريقان يتفقان على عذاب جهنم في الحياة الأخرى ، ويسردان على أتباعهم كل أنواع العذاب حسب أفعالهم ، فمثلا يرعبون من يسمع الموسيقى بأسلاك النار التي ستخرق آذانه ، وكيف سيقتلعون أعين الرجل الذي ينظر إلى النساء ، وكيف سيعلقون المتبرجة من شعرها ويحرقونها ، وغيرها الكثير من القصص المجنونة التي ساهمت في انتشار الاظطرابات النفسية في مجتمعاتنا ، وبذلك يبقى المسلمون دائما في حالة خوف ورعب ممّا ينتظرهم من عقاب ، وحتى إن تخلّصوا من عذاب القبر وكفروا به فلن يستطيعوا التخلص من عذاب القيامة إلا إذا خرجوا من الدين ، وبغض النظر عن تفاصيل الإسلام الأخرى لكنك تحس في أغلب تصرفات المسلمين خصوصا مؤخرا نوعا من الخوف والرعب أكثر بكثير من التعبد والروحانيات ، وتستنتج أن معظم العبادات التي يمارسونها نابعة من الخوف من الله وليس حبا فيه ، ولذلك فقدوا المعنى الروحاني وانتشر عندهم التدين الشعبوي والجماعي ، وتراهم يرتعدون ويخشعون في خطابات الأئمة الذين يستعملون الصراخ والنبرات الحادّة ، خاصة أئمة السعودية لطبيعتهم البدوية والصحراوية البعيدة عن الحضارة والرقي ولفقدانهم الحجّة وهذه الحالة يعتبرها الأخصائيون الإجتماعيون بداية مرحلة إفلاس الدين ، ولكن رغم ذلك هم مسيطرون على المنابر الدينية ولديهم أتباع في كل مكان أكثر من أئمة الدول الأخرى ، وهذه أهم العوامل التي أوصلت المسلمين إلى هذه الحالة الكارثية بغضّ النظر عن اللغط الموجود في الدين نفسه ، لأن أغلبية المسلمين لا تتعاطى بالمادة الخام نفسها للدين ( القرآن) بقدر ما تتعاطى مع مشايخ الوهابية والجهل المقدَّس في كتب ابن تيمية وابن قيم الجوزية والبخاري ومحمد عبد الوهاب والألباني ، وهؤلاء المشالمقدَّس في كتب ابن تيمية وابن قيم الجوزية والبخاري ومحمد عبد الوهاب والألباني ، وهؤلاء المشايخ يحسّون بعقدة نقص من الدكاترة والمفكرين المتخصصين في الدين من العالم المتحضر أمثال طه حسين والعقاد ومالك بن نبي وشحرور وعدنان ابراهيم مؤخرا ، لذلك يرهبون أتباعهم ويحرضونهم ضد كل من يحاول إطفاء قراءة حديثة وفلسفية في الإسلام بدعوى أنه انبطاحي ومثير للبدع والفتن ، وبهذه السيطرة صنعوا من أغلبية المسلمين مرضى نفسيين وخائفين دائما من العقاب والنار وما سيحدث لهم إذا لم يمارسوا الطقوس بحذافيرها وجعلوا منهم فصيلا غير قابل للإندماج مع بقية البشر ، وأبعدوهم عن الشق الروحاني والإنساني للدين وغيبوا عقولهم عن التفكير و حوّلوهم إلى آلات تُطبّق حرفيا ما يقوله الدجّالون الوهابيون ، بإلغاء المنطق والعقلانية وحتى البعد الحضاري والثقافي لللبيئة التي نشأوا فيها ، وكل هذا بالتخويف والترهيب من الجحيم المنتظر فترى المسلمين يرتكبون كل المعاصي في لحظة غياب الوازع الدّيني ، لدرجة اعترافهم أنهم لا يرتكبونها خوفا من عقاب الله وليس عن اقتناع أنها أفعال مشينة وضد الإنسانية ، وحتى الأمثال الشعبية رسّخت هذا المفهوم كقولنا عن الملتزم : ” فلان يخاف الله ” ولا نقول : ” فلان يحبّ الله ” ولذلك تراهم يسألون الملحد عن سبب عزوفه عن هذه الأعمال إذا كان لا يؤمن بالله وعقابه ، ويستغربون عن تفوّق الشعب الياباني عن البشر في الجانب الأخلاقي والانساني رغم عدم إيمانه وعدم خوفه من العقاب ….. وهكذا لن يصلح حال المسلمين إلا عندما يحبّون الله ويتوقفون عن الخوف منه | |
|