[size=32]شوبنهاور و المرأة[/size]
لا يحتاج المرء سوى أنْ ينظر الى كيفية تكوين المرأة ليدرك انها لم تخلق لاداء اعمال ذهنية او بدنية عظيمة . لكنها تمسح ذنوب الحياة لا بالعمل بل بتحمل العذاب ابتداء من آلام الولادة ثم العناية بالطفل واخيراً بالخضوع للرجل الذي يجب عليها ان تكون له الخليلة الصبورة البشوشة. ولكن ليس عليها ان تتحمل العناء العظيم وتواجه ضرورة بذل اقصى الجهود، او ان تفرح الى حد ما بعده فرح. بل يجب ان تنساب حياتها بهدوء ورقة وتفاهة أكثر مما يطيقها الرجل لأنها لن تسعده او تشقيه مهما فعلت.
المرأة مهيأة بطبيعتها لأن تكون ممرضة او معلمة لنا وان تظل سخيفة منذ ابكر ايام طفولتها لأن عقليتها(هي نفسها) طفولية وسخيفة وتتميز بقصر النظر.اي انها بعبارة اخرى تظل طفلة كبيرة مدى الحياة وتتخذ مرحلة متوسطة بين الطفل وبين الرجل الذي يتصف بكونه "الانسان الجدي". وما على المرء الا ان ينظر الى فتاة تلعب مع طفل فترقص معه وتغني له طول النهار، ثم يسأل نفسه هل يا ترى باستطاعة الرجل مهما حسنت نواياه ان يحل مكانها؟
لقد شاءت الطبيعة ان تعطي الفتاة ما يمكن تسميته(لزوم المسرح): فقد انعمت عليها بجمال فائق وسحر جذاب ولكن لبضع سنوات فقط لتحرمها بقية عمرها من هاتين النعمتين. لذا تسعى الفتاة في هذه السنوات القليلة الى ان تخلب لب رجل ليتعهد باعالتها مكرمة معززة بقية حياتها وهذا أمر ما كان ليقبله لو فكر تفكيراً منطقياً محضاً. هكذا زودت الطبيعة المرأة مثلما زودت جميع المخلوقات الاخرى بالادوات والاسلحة اللازمة لضمان بقائها. لكن الطبيعة تصرفت تجاهها بالاقتصاد المعهود. فمثلما تفقد انثى النمل اجنحتها عندما تنتهي معاشرتها الجنسية (لأن تلك الاجنحة اصبحت غير ضرورية بل قد تكون معرقلة لمهام الأمومة)، كذلك تفقد المرأة جمالها بعد الحمل مرة او مرتين ولربما لنفس السبب.
كلما كان الشيء انبل وأكثر كمالاً كلما طال بطء نضوجه. فقلما يبلغ الرجل نضوج مواهبه الفكرية والروحية قبل سن الثامنة والعشرين، بينما تبلغ المرء نضوجها في سن الثامن عشر. وحتى في سن النضوج تظل مواهبها الفكرية (نوعاً ما) محدودة جداً.لذا تظل المرأة طفلةً طوال حياتها لا ترى الا ما هو قريب جداً منها، وهذا الشيء يتخذ لديها شكل شيء حقيقي. والمرأة بطبيعتها تفضل التوافه على جلائل الأمور. أما الرجل فان العقل يسوسه وبه يعيش لا في الوقت الحاضر فقط كما تعيش الحيوانات بل يجعله يتأمل الماضي والمستقبل ايضاً ومن ذلك يكتسب بعد النظر والاهتمام بالمشاكل والمتاعب التي ينشأ عنها القلق لديه. اما المرأة فانها تنال حصةً من الفوائد والاضرار اقل من حصة الرجل لأن مواهبها الفكرية اضعف من مواهبه. والواقع انها قصيرة النظر من حيث انها ترى بغريزتها بشكل واضح جداً ما هو قريب منها ولكن مجال نظرها محدود جداً فلا يأبه بما هو بعيد عنها. لذا فان اي شيء غائب عن الانظار او مضى وقته او سيأتي في المستقبل يترك انطباعاً على ذهن المرأة اضعف بكثير مما يتركه على اذهاننا نحن الرجال. وهذا هو مصدر الميل الشديد لدى المرأة الى الاسراف الذي قد يصل الى حد الجنون. فالمرأة تفكر بقلبها بينما ينشغل الرجل بكسب المال الذي ستنفقه المرأة إما في أيام حياته او بعد وفاته.وحيث ان الرجل يعطي النقود التي كسبها من عمله الى المرأة لتصرف منها على البيت فان لذلك مهما كانت المساوىء المترتبة عليه، تأثيرا جيدا على المرأة اذ يزداد به انشغالها بأمور الوقت الحاضر اكثر من انشغالنا بها.لذا فان المرأة اذا كانت حياتها آنياً غير شاقة تستمتع بالمصروف فتفرح وتمرح وتكتسب القدرة على الترفيه والتسلية بل القدرة ايضا على التعزية والترويح عن الرجل.
اذا كان مثقلاً بالهموم. وليس سيئاً ان يستشير الرجل المرأة اذا كان يعاني بعض المصاعب كما كان التيوتون (الالمان القدماء) يفعلون، وذلك لأن اسلوبها في التفكير مختلف تماماً عن اسلوبنا. اذ تتميز بان تضع نصب عينيها اقصر طريق الى الهدف المنشود والى ما هو في متناول اليد بينما يغيب ذلك الطريق الاقصر عن انظارنا مع انه ماثل امام انوفنا. وعلاوة على ذلك نستطيع ان نحكم على المرأة بان قدرتها على تصور ما هو بعيد عنها أقل من قدرتنا وبالتالي لا ترى في الامور العارضة اكثر مما فيها في الحقيقة، بينما نحن الرجال اذا هاجت عواطفنا نعمد بكل سهولة الى الافراط في التخيلات. لهذا السبب تبدي المرأة عطفاً وشفقة أكثر مما نبدي نحن الرجال، فتعامل تعساء الحظ باحسان وعطف أكبر مما نعاملهم به نحن الرجال.لكن المرأة لا تضاهي الرجل في فضائل العدل والأمانة وتحمل المسؤولية لأن منطقها اضعف من منطق الرجل ولأنها تتأثر بما هو ماثلا أمامها
شكل مادي اكثر من تأثرها بافكار مجردة او غيبية او بالحكم والامثال او بقرارات اتخذت في الماضي او بأي شيء بعيد الزمان او المكان وفي ما مضى وفيما هو آت.لذا فان المرأة (وان كانت تملك الفضيلة الاولى والاهم وهي الانوثة) تنقصها الفضيلة الثانوية الضرورية لتحقيق الفضيلة الرئيسية. فالعيب الاساسي في طبيعة المرأة هو افتقارها لمشاعر العدل. وهذا الافتقار ينشأ اولاً واخيراً عن نقص قدرتها على التفكير المنطقي والتأمل الفكري. ويزيد من هذا النقص ان المرأة لكونها الجنس الأضعف لا تعتمد على القوة بل على الحيلة والمكر. فتميل الى الدهاء والكذب.وهذه خصلة لا يمكن ان تُمحى او تستغني عنها. فكما ان الطبيعة زودت الأسد بمخالف وأنياب والفيل بأنياب وخراطيم والثور بقرون وبعض الاسماك باطلاق حبر اسود من أفواهها لتختفي في ظلامه، كذلك سلحت الطبيعة المرأة بالقدرة على اخفاء مشاعرها وتمثيل أدوار تمكنها من الهجوم حيناً والدفاع حيناً اخر.وهذه الموهبة تعوضها عن كل مواهب الرجل من قوى بدنية وعقلية. ثم ان القدرة على التمثيل واخفاء المشاعر ليست وقفاً على المرأة الذكية بل تتمتع بها المرأة الغبية ايضا.ومن طبعها ان تنتهز كل فرصة سانحة لتستعمل هذه القدرة مثلما يستعمل الحيوان ما لديه من قوى للدفاع عن نفسه اذا هوجم. والمرأة تشعر بانها مارست حقها عندما تفعل ذلك.العثور على امرأة صادقة لا تمارس الخداع أمر يكاد ان يكون مستحيلاً.ولهذا السبب لا ينطلي خداع بعض النساء على الاخريات بسهولة فلا داعي لأن يحاولن خداع بعضهن البعض ولو ان هذا العيب الاساسي وكل ما يترتب عليه يؤدي كما ذكرت الى انعدام الصدق و ا لاخلا ص
للأزواج والى الجحود والغدر الخ.. والنساء اكثر استعداداً لشهادة الزور من الرجال. ولذا يشك المرء فيما اذا كان يجوز السماح لهن اطلاقاً بالادلاء بشهادة بعد حلف اليمين
كي تضمن بقاء الجنس البشري اختارت الطبيعة شباناً وسيمين أقوياء كيلا ينحط مستوى الانسان. هذه هي ارادة الطبيعة الصارمة وتتجاوب معها المرأة بالحب والشهوة. وفي ايام العنف والوحشية الغابرة كان هذا القانون يتصدر كل القوانين. فويلٌ لمن تعترض حقوقه او مصالحه هذه الشريعة. فمهما قال او فعل صاحب الحق فانه سيُدحر بلا رحمة عند وقوع أول اصطدام جدي مع هذا القانون. فغريزة المرأة السرية المكتومة التي قد لا تعيها هي نفسها تبرر لها العذر القائل: ان لنا الحق بان نخدع الذين يعيلوننا اذا كانوا يظنون انهم اكتسبوا بذلك حق السيطرة علينا وعلى مصائر ذريتنا. فالحقيقة هي ان شخصية وسلامة الذرية التي تخرج الى الحياة من ارحامنا ليست بأيديهم بل بأيدينا. فدعونا نؤدي هذه الفريضة بأمانة. لكن المرأة لا تعي منطق قانون الطبيعة فكرياً بل غريزياً فقط، وليست لدى النساء طريقة للتجاوب مع هذا القانون عقلياً بل بدنياً. واذا اتيحت لها فرصة للخيانة فان ضميرها لا يؤنبها بقدر ما نتصور لأنهن يعلمن في قرارة نفوسهن انهن متى خانن افراداً غير أكفاء فأنما يفعلن ذلك لاداء واجبهن نحو تحسين الذرية التي تسمو حقوقها فوق الحقوق الاخرى وهذا يبرر خياناتهن ويجعل اتجاههن مختلفاً جذرياً عن اتجاهات الرجال. وهذا الاختلاف هو سبب الشقاق المتكرر بين الرجل وزوجته الذي يصبح مع الوقت أمراً طبيعياً مألوفاً
الرجال بطبيعتهم لا يكترثون ببعضهم البعض. اما المرأة فانها بطبيعتها عدوة لكل امرأة اخرى. والسبب في ذلك هو ان الأمزجة النسائية المتماثلة تتنافر. فبينما لا تتعدى العداوة بين الرجال حدود التنافس المهني، تشمل عداوة النساء كل شيء انثوي لأن مهنة النساء جميعاً مهنةٌ واحدة وهي الزواج.لذا فعندما تمر امرأة باخرى في الشارع ترمق كل منهما الاخرى بنظرات غير ودية وكأنها ضرَّتها فتتحاربان لأقل عذر او حتى بدونه مثلما تحارب حزب غويلف مع حزب غيلين (اللذين كان احدهما مؤيداً في القرون الاوسطى للبابا والآخر مؤيداً لامبراطور الدولة الرومانية المقدسة). وعندما تلتقي امرأتان لاول مرة يبدو جليا ان كلاً منهما تمثل شخصية غير شخصيتها الحقيقية على عكس الرجال.وعندما تطري احداهن الأخرى يبدو الاطراء تهكمياً لا يهضمه الرجال، وبينما يراعي الرجل متطلبات الأدب والانسانية حتى عندما يخاطب رجلاً آخر ادنى درجة اجتماعية منه، تخاطب المرأة الاستقراطية من دونها طبقياً من النساء بفظاظة وقلة ادب، (ناهيك عن معاملتها للخدم)، والسبب في ذلك هو ان المقام الاجتماعي للمرأة مهزوز على عكس ما هو الحال لدينا نحن الرجال. فهو مهزوز لأنه قد يتغير او يُلغى بسرعة اكبر مما قد يحصل للرجل، فمصائبنا نحن الرجال تأتي من مائة مصدر بينما تأتي مصيبة المرأة من مصدر واحد فقط لأن مقامها يعتمد على الرجل الذي نجحت بايقاعه في حبائلها. ومن الاسباب الاخرى لتغطرس المرأة ومثابرتها على تأكيد علو مقامها أن جميع النساء يمارسن مهنة واحدة فقط وهي البحث عن ازواج والاحتفاظ بهم. وبالتالي تتقارب مستوياتهن وتتوحد صفوفهن على عكس الرجال الذين يكافحون لاثبات فروقهم الطبقية.لا يمكن ان يسمي الرجل مخلوقة صغيرة النهدين وعريضة المنكبين وقصيرة الساقين "الجنس اللطيف"، الا اذا كان ذهنه مشوشاً بشهوة جنسية طاغية. فعلى هذه الشهوة فقط تتوقف كل صفات الجمال لدى المرأة. لذا قد يكون الأولى بنا ان نسمي المرأة (الجنس الوحش) لا الجنس اللطيف. فليس لديها اي ذوق او احساس حقيقي بالموسيقى او الشعر ولا بالفنون. واذا ابدت ان لديها ميلاً الى هذه الامور فانها تتظاهر بذلك فقط ضمن نطاق جهودها لارضاء الآخرين. ويعود ذلك الى انهن عاجزات كليا عن الاهتمام بأي موضوع من هذا النوع.والسبب في ذلك على حد رأيي هو ما يلي: الرجل يكافح في كل ميدان كي يحرز السيطرة المباشرة على الاشياء، إما بتفهمها او باخضاعها.