[rtl]علم الإحصاء يتيح المجال لأطروحة جديدة حادة: هل الكائنات الفضائية أكبر حجماً من البشر؟! حتى الآن نحن لا نعرف أيّ شيء عن الكائنات الفضائية، ولكن مهلاً… ماذا لو كنا نعرف القليل؟[/rtl][rtl]في خطوة جريئة من نوعها، إدعى عالم فيزياء فلكي أنه من الممكن تحديد الحجم المتوسط للكائنات الفضائية، حيث استند في هذه الإدعاءات إلى علم الإحصاء في الرياضيات. والنتيجة التي توصل إليها تفترض وجود عمالقة خارج كوكب الأرض![/rtl][rtl]
[/rtl]في فيلم Avatar، صورت الكائنات الفضائية ككائنات ضخمة
[rtl]مازال العلماء يبحثون منذ قرون عديدة عن حياة فضائية — لكن دون تحقيق أيّ نجاح. وفي بحوثهم المستمرة وضع العلماء الكواكب الشبيهة بالأرض محط اهتمامهم.[/rtl][rtl]من المعروف أن الأرض هو كوكب الحياة الوحيد الذي نعرفه. ولكن اكتشافات ”كوكب الارض الثاني“ في الشهور السابقة أدت — بفضل التقنيات والإمكانيات الحديثة — إلى المزيد من التطلعات نحو المستقبل.[/rtl][rtl]غير أن عالم الفيزياء الفلكي Fergus Simpson من جامعة برشلونة يعتقد أن البحث عن حياة فضائية قد تمّ في المكان الخاطئ. حيث استنتج بمساعدة طريقة احصائية أن الحياة الفضائية قد لا تكون موجودة على أحد الكواكب الشبيهة بالأرض وإنما على الأجرام السماوية الأصغر حجما منها، إضافة إلى ذلك افترض العالم Simpson أن الكائنات الفضائية قد تكون أكبر حجماً وأثقل وزناً من البشر، حيث يستند في تلك الادعاءات على الاستدلال الاحصائي البايزي Bayesian inference.[/rtl][size=36][rtl]تلخيص قصير للفكرة القابعة وراء هذه الفرضية[/rtl][/size]
[rtl]تدعي الفرضية بأن الكون يحتوي على العديد من الكواكب المأهولة بالسكان. بعض هذه الكواكب مأهولة بأعداد كبيرة والبعض الآخر بأعداد أقل منها. إحصائياً يمكن القول بأن أغلبية الأفراد الأذكياء — سواء بشر أو كائنات فضائية — يتوزعون على عدد قليل من الكواكب الصالحة للحياة، وعند التمعن بالوجود البشري، نجد منطقياً أن الإنسان يعيش على أحد تلك الكواكب القليلة.[/rtl][rtl]من هذه النتيجة يستخلص Simpson نظريته حول حجم الكواكب والكائنات التي تعيش عليها، التينشرها في عام 2015، إضافة إلى النسخة المبسطة عنها في مدونته الالكترونية الخاصة.[/rtl][size=36][rtl]الأفراد ينتمون غالباً لمجموعات كبيرة[/rtl][/size]
[rtl]عندما نقوم بدراسة فرد مختار عن طريق الصدفة، فلدينا احتمال كبير أن يكون هذا الفرد منتمياً إلى مجموعة كبيرة لإحدى الفئات. هذه الفئات قد تكون أمم، طوائف دينية، روابط لمشجعي فرق كرة القدم أو لبَشر يتشاركون زمرة الدم ذاتها.[/rtl][rtl]فعلى سبيل المثال: عند اختيار شخص لا على التعيين، تنشأ احتمالية تزيد عن الـ50% لأن يكون هذا الشخص منحدراً من أحد البلدان السبع الأعلى كثافةً سكانية في العالم، وهذا منطقي لأن أكثر من نصف سكان الأرض يقطنون في تلك الدول! علماً بأن الأرض تحتوي على حوالي الـ200 دولة أخرى، والتي يتوزع عليها النصف الباقي من السكان.[/rtl][rtl]مثال آخر: إن ثلثي سكان الأرض هم أتباع لإحدى الديانات الأربعة الأكبر في العالم (كالمسيحية والإسلام والهندوسية والبوذية)، مع أنه يوجد المئات من الديانات الأخرى على الأرض.[/rtl][rtl]
[/rtl]احتمال أن يكون هذا الفرد منتمياً إلى مجموعة كبيرة – رسمة توضيحية من قناة MinutePhysics على يوتيوب
[rtl]وفقا لـSimpson فإن الفكرة المطروحة أعلاه تصلح تماماً لتطبق في حال كانت الفئة المحصاة ”سكان كوكب ما“ أي عندما نقيس البشر على أنهم مجموعة من المجموعات الكثيرة الموجودة في الكون. وهنا تنشأ احتمالية كبيرة لأن يصنف البشر كواحدة من أكبر المجموعات، وبالتالي فإن غالبية المجموعات الأخرى أصغر منهم (على نمط مثال دراسة الأفراد والديانات المذكور أعلاه)، وإن تلك المجموعات الأصغر قد تكون الحضارات الذكية أو بالأحرى الكائنات الفضائية ذاتها التي نبحث عنها على الكواكب الأخرى.[/rtl][size=36][rtl]الكائنات الفضائية ثقيلة كالدبب القطبية[/rtl][/size]
[rtl]يفترض Simpson بأن الأرض هو واحد من الكواكب الكبيرة والمأهولة سكانياً، وذلك لأن الكثافة السكانية للبشر كبيرة وبالتالي فهي تحتاج لمساحات كبيرة أيضاً (تماماً كالبلدان ذوي التعداد السكاني الكبير كالهند والصين وأمريكا، فهي تمتلك مساحات كبيرة لتحوي الكثافة السكانية الضخمة). أما بالنسبة للكواكب التي من الممكن أن تحتوي على حياة فضائية فهي عكس ذلك أصغر من الأرض (فتواجد كوكب مأهول آخر بنفس حجم الأرض ضئيل).[/rtl][rtl]لهذا السبب يعتقد الباحث بأن الكائنات الفضائية تمتلك هيكلاً جسدياً أكبر من الذي يمتلكه البشر، حيث يفسر هذا الإدعاء مستنداً لحقيقة إحصائية تقول بأنه كلما كانت الفئة السكانية أقل، كلما زاد الاحتمال لأن تكون كائنات تلك الفئة أضخم وأكبر حجماً. لذلك نرى الحيتان الزرقاء بأعداد قليلة، بينما تزيد كثافة النمل ليتواجد دائما بأعداد كبيرة.[/rtl][rtl]
[/rtl]الكائنات الفضائية أكبر منا وتعيش في كواكب أصغر – رسمة توضيحية من قناة MinutePhysics على يوتيوب
[size=36][rtl]ولكن كم يبلغ حجم تلك الكائنات الفضائية تماماً؟[/rtl][/size]
[rtl]وفقاً لحسابات عالم الفيزياء الفلكي، فإن الكائنات الفضائية تزن على الأقل 310 كيلو غرام — أي مايعادل وزن دب قطبي بالغ. واعتماداً على بعض الفرضيات الأسياسية الفيزيائية يستنتج Simpson بأن معظم التجمعات الفضائية تضم عدد أفراد يقل عن الـ20 مليون كائن.[/rtl][rtl]علاوة على ذلك، لن يكون حجم الكوكب المتوسط أصغر من الأرض فقط؛ وإنما سيدور حول نجم أقل اضاءةً من الشمس. منطقياً يفسَّر هذا بأن المجتمعات الصغيرة تحتاج لكميات طاقة أقل من تلك التي تحتاجها المجتمعات الكبيرة كالبشر.[/rtl][size=36][rtl]هل بحثنا حتى الآن في المكان الخاطئ؟[/rtl][/size]
[rtl]أيعني هذا بأننا قد رشحنا الكواكب الخاطئة لتحتوي على كائنات فضائية ذكية عندما وضعنا الكواكب الشبيهة بالأرض في أولوياتنا، أم أنه يجب علينا صبّ تركيزنا على الكواكب التي تدور حول أقزام حمراء مثل كوكب Proxima b المكتشف حديثاً والذي يدور حول نجم قزم أحمر (Proxima Centauri)، فهو قريب نسبياً وبالتالي قد نجد فيه ما بحثنا عنه طويلاً.. الكائنات الفضائية![/rtl][rtl]في النهاية يبقى السؤال المربك: أيمكن رغم كل ذلك أن تكون البشرية معياراً خاطئاً لقياس مثل هذه الحسابات؟ ففي آخر المطاف قد نكون كثافة سكانية صغيرة نسبياً، وتعيش على كوكب صغير مقارنة بغيره من الكواكب المأهولة التي لم تكتشف بعد![/rtl][rtl]نعم، قد يكون هذا صحيحاً، Simpson ذاته يعترف بهذا، إلا أنه يظنها فرضية مستبعدة على الأرجح.[/rtl]