[rtl]كما هو الحال دائماً دخلك بتعرف تقوم بالرد على الشائعات عن العصر الجليدي المنتشرة في العالم العربي.[/rtl][rtl]تسابقت الكثير من المواقع العربية في الساعات الماضية بنشر خبر يعود لعام 2015 بأن الأرض مقبلة في العقود القادمة؛ ومنهم من قال بدءا من اليوم، على ”عصر جليدي“ واختفاء ظاهرة الاحتباس الحراري وفقاً لدراسة جامعة ”نورثومبريا“ البريطانية.[/rtl][rtl]ناهيك عن الوصول المتأخر للخبر إلى العالم العربي، فقد احتوى على الكثير من التهويل والمبالغة المعتاد عليها من وسائل الإعلام وما هو غير موجود في الورقة البحثية أساسا.[/rtl][rtl]إن الأرض غير مقبلة على ”عصر جليدي“ وكل ما ورد في الورقة البحثية هو عصر جليدي مصغر ”Maunder Minimum“ والفرق كبير جداً.[/rtl][size=36][rtl]كيف تبدأ العصور الجليدية؟[/rtl][/size]
[rtl]تبدأ بتغيرات في مدار الأرض مما يسبب نقص في التعرض لأشعة الشمس فوق نصف الكرة الشمالي خلال فصل الصيف، ما يعني أن الصفائح الجليدية تذوب بنسبة أقل خلال الصيف وتنمو تدريجيا على مدى آلاف السنين. وهذا يزيد البياض في الأرض مما يزيد التبريد بشكل كبير وانتشار الصفائح الجليدية، وتستغرق هذه العملية حوالي 10،000 إلى 20،000 سنة، ليصل الكوكب إلى عصر جليدي.[/rtl][size=36][rtl]سنشرح بشكل مختصر ما ورد في الورقة البحثية:[/rtl][/size]
[rtl]تقول الدراسة أن البقع الشمسية قلت على سطح الشمس، وافترضت الباحثة نتيجة لذلك دخول الأرض في ”عصر جليدي مصغر“ على مدى ثلاثة عقود بدءاً من عام 2020، مشابها لما حصل في القرن السابع عشر لكن بفارق زمني أقل بكثير، ومن ثم تعود الشمس إلى نشاطها المعتاد.[/rtl][rtl]
[/rtl]الصورة توضح فترة العصر الجليدي المصغر الذي حصل منذ 350 عام.
[rtl]إن عدد البقع الشمسية يزيد ويقل في كل دورة شمسية التي تساوي مدتها ~11 سنين؛ وهي المدة التي تعبر عن التغير الدوري في النشاط الشمسي بما في ذلك التغيرات في مستويات الإشعاع الشمسي، وكذلك تغيرات في مظهر الشمس مثل البقع الشمسية ووهج الشمس، فعندما تقل البقع الشمسية الموجودة على سطحها فسوف يقل نشاط الشمس وبالتالي ستنخفض درجات الحرارة تبعا لعدد البقع، وترتفع الحرارة بازدياد البقع الشمسية.[/rtl][rtl]ما ذكر في الورقة البحثية هو أن الارض ستبدأ في دخول عصر جليدي مصغر في عام 2022 خلال الدورة الـ25 للشمس [25 هو رقم الدورة الشمسية بعد آخر عصر جليدي مصغر] وسيبدأ تناقص نشاط الشمس إلى أن يصل لذروته خلال الدورة التالية للشمس الواقعة في بين عام 2030 و2040.[/rtl][rtl]بعد التهويل الإعلامي الكبير للخبر والمشابه لما حصل في عام 1967 ولم يحصل شيء، قام موقع iflscience بالتدقيق بالموضوع وبالتواصل مع الباحثة وقامت بإيضاح الموضوع أكثر بتصريحها أن ليس للأمر تأثيرا كبيرا، وستكون درجات الحرارة منخفضة أقل من المعدل وليس على النحو الذي هولت له وسائل الإعلام بقولها أن الاحتباس الحراري سيزول وما إلى ذلك، وأضافت الباحثة: ”إن الشمس في هذه الفترة تمهلنا بعض الوقت للتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري، لكنها لن تنقذنا منه.“
وصرحت عن طريق فيديو ”نحن لسنا إلا باحثون نبحث ونجد المعلومات ونقوم بتسليمها للجهات العلمية المختصة، فهذا هو عملنا“.[/rtl][size=36][rtl]وحسب الدراسة الذي أجراها Skeptical Science:[/rtl][/size]
[rtl]للأسف ان العلماء يتوقعون زيادة درجة حرارة الأرض في العقود المقبلة نتيجة للاحتباس الحراري حسب ما يقوله موقع “skeptical science” المختص بالمناخ، وأن تأثير ارتفاع درجات الحرارة نتيجة ثاني أكسيد الكربون CO2 يفوق إلى حد كبير تأثير التغيرات في النشاط الشمسي على الأرض، حتى لو انخفضت مستويات الطاقة الشمسية إلى ذلك الحد.[/rtl][rtl]
[/rtl]صورة موضح عليها كيف سيكون ”العصر الجليدي المصغر“ ضمن تزايد الاحتباس الحراري.
[rtl]الخبر برمته مجرد ورقة بحثية، وكما هو معتاد في الوسط العلمي، ورقة بحثية واحدة لا تكفي ويجب أن تكون موثقة بإجماع علمي، فبالرغم من أهمية الخبر والتهويل الذي حصل له عندما تم نشره، لم تشر أي جهة علمية موثوقة مدى صحة هذه النتائج من سنتين حتى الآن، ولم تتطرق الى الموضوع بتاتاً ولا يوجد أي اهتمام عالمي بالموضوع سوى القليل من وسائل الإعلام لغاية ما، ناهيك عن وجود العديد من الأوراق البحثية المشابهة لذلك والتي لم تتحقق، حيث نشر باحثون روس في عام 2012 ورقة مفادها أن الأرض سوف تبدأ بدخول ”عصر الجليدي مصغر“ في عام 2012 ويستمر كذلك لثلاث عقود.[/rtl][rtl]والجدير بالذكر أنه سبق صدور خبر مشابه تماما لهذا في عام1967 صرح به العديد من الخبراء، وما حصل هو العكس وزاد الاحتباس الحراري وفق ما نشرته وكالة ناسا على موقعها بأن الأرض ترتفع حرارتها ولا تقل.[/rtl][rtl]
[/rtl]صورة للخبر الذي انتشر في عام 1967.
[rtl]الورقة البحثية لم يتم تأكيدها حتى الآن، وخبر كهذا لن يتم تأكيده في يوم وليلة لأن العواقب التي ستنتج عن ذلك كبيرة جدا، وسيكون هناك استنفار دولي لأخذ الاحتياطات اللازمة.[/rtl][rtl]وحتى نطمئن، لا يوجد عصر جليدي قادم، فلمن لديهم شكوك بأنه قد يكون وشيكا، راقب الصفائح الجليدية الشمالية فلو لاحظت أنها في تزايد فحسنا، هذه العملية قد تستغرق 10000 سنة من التجمد، ومع ذلك، ففي الوقت الراهن يذوب الجليد في القطب الشمالي، والغطاء الجليدي في غرينلاند يفقد كتلته بمعدل متسارع، وهذه ظروف شبه مستحيلة لنقول أن عصرا جليديا على وشك أن يحدث.[/rtl]