حسين فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 473 معدل التفوق : 1303 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 18/12/2011
| | الاكتفاء بـ"زوجة واحدة" هكذا بدأت بين البشر | |
المليساء المُعدية والسيلان والزهري نادراً ما ارتبطت بالرومانسية، لكن بحثاً جديداً يشير إلى أنها ساعدت البشر في الاتجاه نحو الزواج الأحادي- وهو زواج الرجل من امرأة واحدة.يقول علماء إن الأمراض المنقولة جنسياً في المجتمعات الكبيرة- التي نشأت مع بداية العصر الزراعي- قد تكون السبب في التحول عن المجتمعات متعددة الزوجات والتي كان للرجل فيها أكثر من زوجة.وقد بدأ العصر الزراعي منذ 10 آلاف سنة تقريباً، رغم إشارة بعض الدراسات لتاريخ أقدم من هذا، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.كريس بوتش، أحد المشاركين في كتابة ورقة بحثية بجامعة واترلو بكندا، يقول إن هذا السلوك أكثر شيوعاً في مرحلة الصيد وجمع الثمار ويبدو أنه بدأ في "التراجع حين أصبحنا مزارعين."نموذج محاكاةوذكر بوتش عَبرَ مقالة نشرها في" جورنال ناتشرال كوميونيكشنز" مع زميله "ريتشارد مكلريث" -من معهد " ماكس بلانك" لعلم الأنثربولوجيا التطوري في ألمانيا- ذكر أن قيامهما ببناء نموذج محاكاة حاسوبي لاستكشاف كيف تسببت الأمراض البكتيرية المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا والسيلان والزهري والتي تُسبب العقم في إصابة أعداد كبيرة من السكان وكيف أثرت على حياتهم.حيث قاما باعتبار نموذجهم المصغر من مجتمع الصيادين مكوناً من 30 فرداً، ومجتمع المزارعين مكوناً من 300 فرد، وتم إجراء المحاكاة لحوالي 2000 دورة لكل منهم ما يعادل تغطية مدة زمنية تمتد لـ30 ألف عام.في المجتمعات الصغيرة متعددة الزوجات، وجد الباحثون أن حالات تفشي هذه الأمراض المنقولة جنسياً كانت قصيرة الأجل، ما يتيح للسكان متعددي الزوجات تدارك الأمر، مع ذرية يفوق عددها بالطبع أولئك المولودين من زوجة واحدة، وبالتالي بقي تعدد الزوجات هو السائد.لكن عندما نظر الفريق إلى تأثير هذه الأمراض على المجتمعات الأكبر التي يسود فيها تعدد الزوجات، وجدوا تأثيراً مختلفاً للغاية.أمراض مستوطنةفبدلاً من التخلص من أمراض مثل الكلاميديا والسيلان، أصبح هذان المرضان عصيين على العلاج، وبالنتيجة انخفض عدد السكان وأصبحت نسبة أولئك المقترنين بزوجة واحدة أو شريك واحد هي السائدة في هذه المجتمعات.كما وجد الفريق أيضاً أنه رغم أن أنصار الزواج الأحادي الذين لم "يعاقبوا" أولئك الذين يدعمون الزواج المتعدد استطاعوا الحصول على موطأ قدم في المجتمع مؤقتاً، إلا أن أولئك الذين أيدوا الزواج الأحادي وعاقبوا الزواج المتعدد هم من انتصروا في النهاية.ولم يوضح البحث شكلاً معيناً لهذه العقوبات، لكن يقترح بوتش أن الغرامات والنبذ الاجتماعي قد يكونان من بين العقوبات المحتملة.وتشير النتائج إلى أن الأمراض المنقولة جنسياً ربما تكون قد لعبت دوراً في تطور الزواج الأحادي المفروض اجتماعياً، الذي تزامن مع صعود المجتمعات الكبيرة التي تمحورت حول الزراعة. عالمة الأنثربولوجيا التطورية بجامعة أكسفورد لورا فورتوناتو –التي لم تُشارك في الدراسة- تقول إن " الأمر مثير حقاً." ورغم قلة المعلومات المُتاحة عن الأمراض الجنسية المُنتشرة في مجتمع الصيد أو حتى في بدايات المجتمعات التي امتهنت الزراعة، إلا أن لورا تعتقد أن هناك فرصاً أخرى لاستكشاف الموضوع بشكل أعمق. وأضافت "يمكنك أن ترى ما إذا كان هذا الأمر لا يزال يعمل في المجتمعات المُعاصرة."التنبؤ بالمستقبل وفهم الماضيفي حين يقر مؤلفو الدراسة أن هناك عوامل أخرى قد تكون أثّرت في التحول إلى الزواج الأحادي، إلا أنهم يعتقدون أنهم قد سلطوا الضوء في هذا البحث على جانب يغفل عنه الكثيرون في دراستهم للسلوك البشري.وقال بوتش " الكثير من أصول تصرفاتنا وسلوكياتنا وقواعدنا في التعامل مع الآخرين لديها جذورٌ من نوع ما في البيئة الطبيعية."هذا بينما يصف البعض النظرية التي اعتمدها المؤلفون بأنها "غير مرجحة".كيت أوبي الأستاذ بجامعة لندن، قال "لا أعتقد أن النظرية خطأ بالضرورة، ولكني أعتقد أن الأُسس التي اعتمدوا عليها قد تكون كذلك".وأضاف أوبي أنه من المُرجح أن المجتمعات البشرية البدائية لم يكن بها تعدد زوجات. وقال "انظروا إلى تجمعات الصيادين في العصور الحديثة، والتي توفر نوعاً من النماذج على مجتمعات ما قبل الزراعة، أي –انظروا-لأي مجتمع إنساني قبل حوالي 10,000 سنة مضت، ستجدون أن تعدد الزوجات كان أمراً نادر الحدوث للغاية.نعم، الزواج البدائي كان علاقة أكثر مرونة بكثير مما هو الحال عليه اليوم، وكان هناك تعدد للزوجات، ولكن هذا الأمر كان نادراً جداً."ويعتقد بوتش أن هذه الحجة لا تنتقص من استنتاجات المؤلفين.في حين نبه الكتاب إلى أن وجود دراسات مُستقبلية تُفرّق بوضوح بين الزواج والمرافقة يمكنها أن تضيف المزيد من الأفكار، فبوتش يعتقد بأن هذه الدراسة الجديدة تُظهر قوة المحاكاة، حيث يقول "يوضح بحثنا كيف يمكن لنماذج رياضية ألا تُستخدم فقط للتنبوء بالمستقبل، ولكن أيضاً لفهم الماضي".-هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. http://www.huffpostarabi.com/2016/04...n_9679662.html | |
|