ملخّص:
يتمحور البحث حول نقد صادق جلال العظم للتابوهات، عمومًا، وللتابو الجنسي، خصوصًا، وينطلق البحث من التشديد على أهمية النقد في فكر العظم، على مستويي؛ التنظير له، وممارسته في معظم أو جل أعماله، ليحاول، بعد ذلك، إبراز تلك الممارسة النقدية في ميدان التابوهات عمومًا، وتابو الجنس خصوصًا، وانطلاقًا من ذلك؛ تتمثل الأسئلة الأساسية التي يحاول البحث الإجابة عنها، في الآتي: ما أهمية النقد عمومًا، ونقد التابوهات خصوصًا، في فكر العظم؟ ما العلاقة بين النقد والتحريم، من منظور العظم؟ وإلى أي حدٍّ، وبأي معنىً سعى العظم إلى تجاوز (الخطوط الحمر) في نقده لثالوث التابوهات (الجنس والدين والسياسة)؟ ما الذي ينقده العظم، تحديدًا، في ميدان التابو الجنسي؟ وما هي الإشكاليات الأساسية التي يتضمنها ويثيرها هذا النقد؟ للإجابة عن هذه الأسئلة؛ ستتجسد مقاربتنا المنهجية لنصوص العظم، في ما يمكن تسميته ﺒـ "الهيرمينوطيقا النقدية"؛ فهي هيرمينوطيقا، أو تتّصف بالسمة الهيرمينوطيقية، ليس بسبب بعدها التأويلي الصريح، أو اعتمادها على التأويل فحسب، (فبهذا المعنى، كل مقاربةٍ أو دراسةٍ هي هيرمينوطيقيةٌ، لأنها تأويليةٌ بالضرورة)؛ وإنما بسبب افتراضها، أيضًا، أن هذه النصوص تتضمن دلالاتٍ متكاملةً، تجسِّد كليةً متسقةً أو متناسقة العناصر، يمكن الإمساك بها، انطلاقًا من "المقاصد المعلنة" للكاتب، وعلى هذا الأساس، سنحاول، في عرضنا ومناقشتنا لنقد التابو (الجنسي) عند العظم، أن نستند، بالدرجة الأولى، إلى تنظير العظم نفسه حول هذه المسألة؛ أي إلى أقواله المحدَّدة وآرائه الصريحة في هذا الخصوص، قبل أن نضع هذه الرؤية النظرية في مواجهةٍ ثنائيةٍ: مع ذاتها من جهةٍ، (ضمن إطار ما يمكن تسميته بالنقد المحايث)، ومع انتقادات بعض المفكرين الذين دخلوا في حوارٍ أو سجالٍ معه، ومع رؤيتنا للواقع أو الفكر الذي يحاول العظم دراسته، (في إطار ما يمكن تسميته بالنقد الخارجي)، من جهةٍ أخرى. وهذه المواجهة النقدية المزدوجة مع ما هو محايث لفكر العظم، ومفارقٌ له، هي التي تمثِّل أساس البعد النقديِّ في دراستنا لهذا الفكر.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا