ملخص:
توجد علاقة واضحة بين السيرة الذاتية والعمل الفلسفي في المسار الفكري لنيتشه، وقد تجلّى هذا الأمر في كتاب "هذا هو الإنسان"؛ الذي يعتبر تشخيصًا للفلسفة، إلى جانب كونه سيرة ذاتية.
يشكل هذا الكتاب، نموذجًا للوضع الإشكالي، الذي تمتزج فيه شخصية الفيلسوف بأعماله، وقد صنف هذا العمل، الذي صدر في دجنبر سنة 1888م، ضمن الكتابات العنيفة، والمتوترة، والعدوانية، التي سيختم بها نيتشه الصورة التي رسمها عن نفسه؛ فمؤلف "هذا هو الإنسان" يرسم مسار نيتشه، بوصفه فيلسوفًا، وكاتبًا، وإنسانًا على الخصوص.
لا يقدم نيتشه، هنا، نموذجًا لشخصية متكاملة؛ بل يتحدث عن نفسه، وعن أعماله، بهدف إبراز الحركة المجازية لتأكيد الحياة، كصورة للوحدة داخل التعدد، لذلك؛ عرض حياته كاستعارة، من أجل بناء وحدة متكاملة، انطلاقًا من الأحداث الرئيسية التي عايشها؛ فقد تحدث عن الوحدة داخل تعددية للمشاعر، وعن حركتها المجازية كعلاقة بين "إرادات" القوة التي يقصي بعضها بعضًا، والتي تتعايش وتتصارع، مثل الشخصيات المتعارضة أو المتحالفة، داخل حكاية، أو دراما، أو مأساة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا