حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 في أصل الأخلاق؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسين
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
حسين


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 473
معدل التفوق : 1303
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 18/12/2011

في أصل الأخلاق؟! Empty
24032017
مُساهمةفي أصل الأخلاق؟!

سأحاول نشر بعض مما ترجمته حول الاخلاق ونشرته سابقاً في مدونتي .. وسأحاول التركيز على الأفكار الأحدث المثيرة للجدل والتي تحتاج لتوسُّع في النقاش اذا اقتضى الأمر!




تأتي أخلاقيّات الإنسان من القرود 




في أصل الأخلاق؟! 120929133736__63144759_bonobo_1



تمتلك الأخلاق أصل حيواني أكثر منه إلهي! فلا يسوع ولا روسو ولا هوبز, بل القردة شيتا, أو داروين ما يتوجّب ربطهم بمسألة الأخلاق. تمتلك أخلاق البشر ماضي تطوريّ مرتبط بالسلوك الاجتماعي لا الديني ولا الفلسفيّ. هذا ما يطرحه الأخصائيّ بعلم الرئيسيَات Frans de Waal في كتابه الأخير " البونوبو والملحد ".


في أصل الأخلاق؟! 130523120152_bonobo_and_atheist_281x351_fransdewaal_nocredit




" فكثير من النماذج التي نعتبرها { أخلاقيّات } تأتي من تطوُّر الانواع الحيّة ", كما يشرحها للبي بي سي موندو السيِّد Waal.


في أصل الأخلاق؟! 130523120608_frans_de_waal_304x304_catherinemarin


إثر دراسته للرئيسيّات لمدّة 40 عام, يؤكّد Waal بأنّ ما يحدده الكائن البشري " كأخلاق " يكون من أقرب الأشياء للسلوك الاجتماعي عند القرود منه لفرض إلهي أو قرار  فلسفيّ. بالنسبة له لا تمرّ الأخلاق عبر قرار يؤخَذْ أو يُفرَضْ من الأعلى – الفلسفة, الدين أو حتى السلطة – بل هي شيء فطريّ يميّز السلوك الاجتماعي البشريّ. لا يكون الأمر هكذا فقط: فهو غير حصريّ, بل يأتي كجزء من " حزمة اجتماعية " قائمة عند حيوانات أخرى كأقربائنا الرئيسيّات.




بحسب السيّد Waal, يكونا قُطبا الأخلاق: التعامل بالمثل والعدل من جانب, التشاعر والرأفة من جانب آخر, والقطبان حاضران في السلوك الاجتماعي للقرود وهو ما تتم  الاستفاضة حوله في الكتاب.




أخلاقيّات الرئيسيّات




يميّز Waal بين درجتين أخلاقيتين بسلوك تلك الحيوانات:



الدرجة الأولى والمسماة بأخلاق " واحد إلى واحد ", والتي ترتبط بالكيفية التي يأمل الفرد أن يُعَامَلْ بها. فقد أكّدت دراسات Waal ودراسات باحثين آخرين, بأنّ الشمبانزي  والبونوبو يحترمون مفهوم الملكية والتعامل مع أقرانهم بحسب تراتبية معيّنة ضمن جماعاتهم. مع ذلك, فيبدو أنّ كثير من الأنواع الحيّة الأخرى تمتلك نظام مشابه, بالتالي: متى يصبح السلوك الاجتماعي أخلاقي؟




يكمن مفتاح القصّة بانتظار تلك الرئيسيّات لمسألة احترام " حقوقها " ومعاملتها بحسب مكانتها بتراتبيتها في الجماعة. حيث تُبدي, بوصفها حيوانات اجتماعية, الامتنان وحتى يمكنها امتلاك الميل نحو الانتقام وذلك وفق سلوكيات الآخرين تجاهها.



الدرجة الثانية للأخلاق والمسماة " القلق الاجتماعي " وترتبط بمفهوم أكثر تجرّداً يتضمَّن الاتجاه نحو انسجام الجماعة بوصفها وحدة متماسكة. بالرغم من بدائيتها, تبيِّن القرود صيغ محددة من درجة الأخلاق هذه عند تقاسم طعامها, تهدئة جيرانها وحتى " التدخُّل " في صراعات أفراد آخرين لتفادي البلبلة في الجماعة.



في حديث للسيِّد Waal قبيل إطلاق كتابه, شرح نقطة قد شدّت اهتمامه لدى دراسته الرئيسيّات: هي محاولتهم التوفيق إثر الصراع. فالعلاقات القيِّمة يؤذيها الصراع ولهذا لا بُدَّ  من فعل شيء إزاءه.


يتجه, كل شيء, نحو قبول – وتعاون – اجتماعي. لقد تطورنا كبشر, كحال أقرباؤنا القرود, في جماعات صغيرة حيث شكّل التعاون شأناً جوهرياً. فقد صار الإحساس بالاحتياجات, الأعمال والتشجيع بباقي أفراد الجماعة: شأناً حيوياً. وهذا بحسب Waal لا يمتلك أيّ شيء يمتّ إلى قرار أو فرض إلهي, بل يتصل بالبقاء على قيد الحياة كشأن  أساسيّ.




أشار Waal لأنّ:" نمتلك ككائنات بشرية كل أنواع الأنانيّات والنزاعات الفردية: التي نحتاج إلى إيجاد حلول لها, بُغية تحقيق قيام مجتمع تعاونيّ. ولهذا بالضبط نمتلك الأخلاق  ولا حاجة للنحل والنمل لها ".


في أصل الأخلاق؟! 121119173118_bonobos_304x171_timflach_nocredit


مع ذلك, لا يكون مصدر الأخلاق فلسفي من طراز طروحات هوبز Leviatán hobbes. يكون المثل الشهير " الإنسان هو ذئب الإنسان " غير عادل. فجماعات الذئاب تشكل حيوانات متعاونة, كما البشر متعاونين أكثر ويتشاطرون المشاعر, وفق ما أكّده السيِّد Waal.




جدلٌ دينيّ, فلا الله ولا الفلسفة: قد أثَّرت بنموّ السلوك الأخلاقيّ, مع هذا فنتائج دراسات Waal لا تلقى صدى جيّد بين الفلاسفة, أخصائيي علم الإنسان وحتى الاقتصاديين, بحسب Waal نفسه.


فأولئك قد حسموا قولهم بأنّ العدالة عبارة عن مفهوم كثير التعقيد وأن الحيوانات لا يمكنها امتلاكه. لدرجة أنّ فيلسوفاً قد كتب لي شاكياً بأنّه كان من المستحيل على القرود أن تمتلك الاحساس بالعدالة, حيث أنّه تمّ ابتكار هذا المفهوم خلال الثورة الفرنسيّة.




جدلٌ آخرٌ يظهر, يكون دينياً هذه المرّة أو لا دينيّ لكي نكون دقيقين أكثر. يقول Waal:" لا يكون هامشياً, لكنه لا يشكّل قاعدة الأخلاق ". ويُشير Waal لأنّ كتابه يشكِّل رد  فعل على مجتمع كالمجتمع الأميركي الذي غالبيته تربط الأخلاق بالدين بصورة مباشرة.




خصّص الكاتب في كتابه فصل كامل عن الإلحاد. حيث يتفق مع تخفيف دور الدين, عبر تركيز أقلّ على فكرة الله القادر على كل شيء وتركيز أكبر على القدرات البشرية, لكن هذا لا يبدو كافياً للملحدين. فلقد انتقد ممثلين بارزين للإلحاد هما PZ Myers وAC Graylingالكتاب وذلك ليس بسبب عدم " شيطنة " الكاتب للدين فقط, بل كذلك لأنّه انتقد الإلحاد محذراً من خطر تحويله لعقيدة كالدين ذاته. وبهذا يقترح Waal عليهم أن يهدؤوا قليلاً و عليهم كذلك إضفاء الهدوء على النقاش بهذا الصدد.




ينتهي Waal مؤلِّف كتاب " البونوبو والمُلحد " بقوله:" فيما لو يكن سؤال وجود الله مهماً, لكنّه لا يكون السؤال الذي ينشغل به كتابي, ولن يكون سؤال يمكن لأخصائيّ علميّ  الإجابة عليه ".



يتبع في أصل الأخلاق؟! 8



:: توقيعي :::الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه في أصل الأخلاق؟! 14
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
 في أصل الأخلاق؟! Quote
4 أعضاء قالوا شكراً لـ فينيق على المشاركة المفيدة:أنا لُغَـتِيAdminMaster, Agnostic, ليل
في أصل الأخلاق؟! Post_old 07-17-2014, 01:50 PM في أصل الأخلاق؟! User_offline  رقم الموضوع : [2]
فينيق
عضو ذهبي
في أصل الأخلاق؟! Image
 


في أصل الأخلاق؟! Reputation_pos
في أصل الأخلاق؟! Icon1 بحثاً عن أخلاق طبيعانيّة*




في أصل الأخلاق؟! CiceroBust

تمثال نصفي لشيشرون - ويكيبيديا



" يأتي كلّ ما هو صائب, أخلاقيّاً, من المصادر الأربعة التالية: التصوُّر الشامل أو الاستنتاج الذكي لما هو صائب, المحافظة على مجتمع مُنظّم يأخذ فيه كل عضو ما يستحقه وأن تكون كل الواجبات فيه مُنَفَّذة, العظمة والقوّة لروح نبيلة لا تُغلّبْ, أو الأمر والاعتدال في كل قول وفعل, ما يعني, القناعة وضبط النفس ".


شيشرون





هل انشغلت يوماً, بما يمكن أن يفكّر به راعي أغنام قد عاش بالقرن الأوّل الميلادي: فيما لو يمكنه العيش بيومنا هذا؟ ماذا سيفكّر بخصوص: الحصول على مياه صالحة للشرب في المنزل بمجرد فتح صنبور, شفاء أمراض خطيرة جرّاء حقن سائل ما, السفر بزمن يفوق زمن سير الحصان أو بارتفاع أعلى من ارتفاع نسر, أسلحة يمكنها القضاء على ملايين الاشخاص بلحظة, بتركيب أعضاء عندما تفشل الاعضاء الاصلية, الحصول بثواني على كل المعلومة التي نريدها في لوحة مضيئة وملوّنة؟






يمكن لفجوة الألفي عام هذه, أن تجعله يرانا ككائنات ساحرة ذات قدرات فوق طبيعيّة يصعب عليه استيعابها. حتى بالنسبة لنا, سيكون من الصعب فهم عدم حدوث انقراض نوعنا, في حال عاش أسلافنا بظلّ شروط محدودة كثيرة. وصلت الإنسانية, إثر مرور 1000 عام من الركود حتى القرون الوسطى, إلى وعي متزايد للحاجة إلى التعايش السليم والتعاضد والتضامن مع آلام الآخرين.



في أصل الأخلاق؟! 300px-6thPillarOfAshoka

قطعة من القانون السادس من مسلّة أشوكا - موجودة في المتحف البريطاني حالياً - ويكيبيديا 


في أصل الأخلاق؟! 200px-St%C3%A8le_du_Code_d%27Hammurabi

مسلّة حمورابي وعليها شريعته - ويكبيديا


في أصل الأخلاق؟! Lycurgus

ليكرغوس - ويكبيديا 


في أصل الأخلاق؟! 220px-Solon2

سولون - ويكيبيديا




وخلافاً لما يمكن التفكير فيه, اعتباراً من وجهة نظر دينية, فإنّ مبادئنا الأخلاقيّة تمتلك مكونات تطوريّة واجتماعيّة قويّة: تعكس توافقات " روح الحقبة ". وكأمثلة على هذا, لدينا قوانين أشوكا الأخلاقيّة في الهند, قوانين حمورابي في بابل, قوانين ليكرغوس في أسبرطة أو قوانين سولون في أثينا, وهي قوانين سادت بوقتها ضمن حضارات متطورة,  لكن بمرور الوقت ثبت خطأها في فهم الطبيعه البشرية وبالنهاية جرى إقصاؤها.


في أصل الأخلاق؟! EGQ2eWpqMTI=_o_frans-de-waal-empatia-y-altruismo-animal


من خلال متابعة حثيثة لتطوُّر السلوك البيولوجيّ الاجتماعي: نجد أنّ ما يجري اعتباره مزايا الأخلاق الحصريّة بالبشر { أخلاق بشرية }: المعاملة بالمثل, الأنظمة الاجتماعية, التصالح, التشاعر والبحث عن السلام, ما هي إلّا أخلاق يمكن ملاحظتها عند كثير من الحيوانات القطيعيّة كالشمبانزي والدلافين. حيث يطرح Frans de Waal في كتابه "  الرئيسيّات والفلاسفة " فكرة تقول: كل الحيوانات الاجتماعية قد اضطرت لتحديد أو تعديل سلوكياتها بصيغ مختلفة لأجل تأمين التعايش والبقاء على قيد الحياة. لقد ورثنا تلك المحددات والسلوكيات من أسلافنا أشباه البشر, وهي تشكل بالوقت الراهن جزء من مجموعة من المواقف التي تمّ تشكيل الأخلاق البشرية من خلالها.






من المواقف الأهمّ الموروثة من أسلافنا: امتلاكنا الثقة غير القابلة للتغيير في طفولتنا بكل ما يقوله لنا آباءنا أو مربينا بالعموم, حيث يوفِّر هذا فائدة انتقائيّة بمواجهة مخاطر قد تتواجد في بيئتنا. فبمواجهة مواقف حرجة, يمكن للطفل اختبار الأخطار التي يتوجّب أخذها بالحسبان من قبل الآباء, ولهذا نتعلم بأنّ السكاكين تجرح, السيارات تدهس, وفيما لو نقع على درج المنزل قد ينكسر عظم ما فينا. بلحظة ما, يقبل الطفل دون أيّ مساءلة: ما ينقله الأب من " معرفته المفيدة " حول ما هو مفيد وما هو ضار, حول كيفية التصرُّف وفقاً لما هو مقبول اجتماعياً, لكن كذلك ينقل له الآباء تحيزاتهم { أحكامهم المُسبقة }, التابوات والأخطاء { المفاهيم الخاطئة }.



بهذه الصيغة تمّ تصنيع احتياجات زائفة في عقل الطفل الذي كان ضعيفاً من ناحية استخدام المنطق وإجراء المحاكمة الذهنية: كوجود كائنات ساحرة مثل بابا نويل, الملائكة التي تحمينا, حياة بعد الموت والعقاب بالنار الخالدة, جرى قبولها دون براهين, وبعيداً عن الأدلة مع برهان " أنّ أشياء مؤكّدة لا تكون مخصصة لتكون مفهومة مع التعليل ". حين يصبح هذا الطفل بالغاً, سيقوم بنقل هذه " المعرفة المفيدة " بدوره للجيل اللاحق, حيث يعزِّز بهذه الصيغة مفاهيم: فيما لو تكن سهلة الدحض, فهي ستكون صعبة الاجتثاث.



على مدار قرون, جرى تقديم الفكرة القائلة بأنّ أنظمتنا الأخلاقيّة تتمركز في كائن علويّ متفوِّق كامل, أبٌ, صديقٌ يمكنه فعل أي شيء ويعرف كل شيء, يستمع لنا ويحمينا, وبدونه سنضيع بوصفنا كائنات ناقصة. سيخدم هذا الأفق بأفكارنا الطفوليّة الطبقات الكهنوتيّة بصورة رئيسيّة, حيث يقومون بالترتيب والتفسير لمختلف الاشارات السماوية, يستقبلون فهمهم بوصفه وحي, لكنهم ببعض الأحوال قد شجَّعوا, وعلى مدار قرون, على ارتكاب الجرائم وتعزيز الجهل.




خرجت من داخل الجماعات المتدينة شخصيات غير راضية عن الحقيقة التي يدعيها الوحي, اضافة لعدم رضاهم عن التناقضات القائمة بعقائد تلك الجماعات الدينية, ولذها قرّروا استخدام قدراتهم الذهنية لحلّ ومواجهة أمور عديدة مُقلقة حول الكون والحياة. يكونوا غاليلو, نيوتن وداروين, اضافة لآخرين غيرهم: أشخاص متدينين بالنسبة للكثيرين, وعبر بضع خطوات قليلة يُحسدون عليها, قد ساهموا بتكوين الجسم المعرفيّ الذي قاد في آخر 500 عام لتحقيق الكثير من الازدهار بحياتنا الحديثة.




يشكّل نظام التصويب الذاتي للعلم, أمراً حيوياً يسمح بالتقدُّم وإقصاء كل ما يجري دحضه بالأدلة, حتى لو جرى اعتباره صحيحاً بلحظة ما. فالآن نفهم بثقة كبيرة ووضوح شديد ودون بذل كثير من الجهود: بأنّ الأرض لا تكون مسطّحة, وأنّه لا يمكننا المشي على المياه, وأنّ الفروقات الشكلية بين الاشخاص لا تعني وجود الأدنى والأرقى, أنّ ولادة العذراء مستحيلة فيزيولوجياً. في المستقبل, قد تسمح اكتشافات جديدة بفهم ظواهر الطبيعة التي يعتبرها البعض حتى الآن سحرية أو يسببها كائن علويّ لا مُبالٍ.





أن يكون الشخص منطقيّ ويفهم عمل محيطه: لا يعني بأنّه قد فقد إنسانيته. بغضّ النظر عن الاعتقاد الديني, مستوى التعليم أو الثقافة, فجميعنا قد اختبرنا مشاعر كالحبّ, النشوة, الأمل أو الإعجاب, وكذلك شعرنا بأمور مأساويّة كالحزن أو الألم. يمكن لهذا المستوى الروحانيّ توجيه سلوكنا في المجتمع أحياناً, لكنه بالتأكيد لن يتمكّن من تفسير طبيعة الواقع.



بوقت حديث, تمّ انطلاق البحث حول الأخلاق علميا. فمن خلال تحليل إحصائيّ للاستجابات تجاه معضلات معقدة أخلاقياً, تمّ التوصُّل لتحديد قواعد أخلاقيّة مقررة تطورياً في دماغنا, الأمر الذي سمح بتحضير نماذج يمكن تطبيقها في إدارة الصراعات والمفاوضات. وقد برزت التجربة الأخلاقيّة المسماة " معضلة الترامواي رقم 4 Dilema del Tranvía ", والتي يمكن إيجازها بالتالي:


في أصل الأخلاق؟! TRANVIA4

من cosasdejosep



يمشي ترامواي خارج السيطرة في طريق. في طريقه أي على سكّته, ربط فيلسوف شرّير 5 أشخاص. لحسن الحظّ, يمكن تغيير مسار الترامواي إلى طريق آخر من خلال كبس زرّ, لكن لسوء الحظّ, يوجد شخص مربوط أيضاً هناك, هل يتوجب ضغط الزرّ وتغيير المسار؟





وافقت غالبيّة الاشخاص المطلقة, التي سمعت القصّة, على السماح بكبس الزرّ. على الرغم من كون المتميزين بتكوين أخلاقيّ دينيّ قد بدوا مترددين في كبس الزرّ, إلاّ أنّ غالبيتهم العظمى رأت بأنّ هذا الخيار, أخلاقياً, هو الأفضل { حيث يُسفر الخيار الآخر عن قتل 5 أشخاص }. تتكرّر هذه النتيجة بشكل ثابت, وبصورة مستقلة عن الثقافة, مستوى التعليم أو الاعتقاد الديني. يشكّل هذا مؤشِّر لما يمكن اعتباره نموذج أخلاقيّ أدنى: لا يكون ضرورياً فيه حضور الآلهة التي تتدخّل بسلوكياتنا.




لا يمكن تنظيم سلوكنا الإجتماعي عبر نظرية النسبيّة العامة أو قوانين الترموديناميك, فمن الرعونة التفكير بأنّه يمكن استخدام العلم والعقل بوصفهما نظام أخلاقي كفء, لكن كما رأينا, فهي توفِّر لنا أدوات تعرفنا على أنفسنا بصورة أفضل, نفهم مواقفنا, نرى بوضوح ودون أحكام مُسبقة, نتزوّد بمباديء أخلاقيّة موضوعيّة جديدة يمكن تقييمها على ضوء قدرتها بتحسين أحوال المجتمع.



في تمرين واضح عن الحياء الثقافيّ, سمح لنا استخدام العقل بامتلاك وعي بالمسؤوليات التي تقع على عاتقنا كأعضاء في المجتمع, لقد تمكنا من التعلُّم بأنّ حرياتنا تصل للحدود التي تقرُّها حقوق الآخرين. نمتلك تقدُّم ملموس بهذا الاتجاه مقارنة بحقب الإيمان الأعمى المسيطر وغير القابل للمساءلة, لقد تطورت حرياتنا بصورة معقولة, معتدلة وتخضع لأنظمة أخلاقيّة شاملة تقوم بتنظيم السلوك البشريّ الأرضيّ والراهن: دون تأمُّلات في القيم الصوفيّة الفوق طبيعيّة.






* طبيعانية (بالإنكليزية: Naturalism) هي فلسفة ترى أن الوجود ممتنع خارج الطبيعة أي لا يوجد شيء لا يمكن رده إلى سلسلة وقائع مشابهة لتلك التي نختبرها. من ويكبيديا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

في أصل الأخلاق؟! :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

في أصل الأخلاق؟!

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: