حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 قراءة مصطفى حجازي (3) بنية علاقة القهر׃ التسلط والرضوخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وليد
ثـــــــــــــــائر نشيـط
ثـــــــــــــــائر نشيـط
وليد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 195
معدل التفوق : 547
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

قراءة مصطفى حجازي (3) بنية علاقة القهر׃ التسلط والرضوخ Empty
27122013
مُساهمةقراءة مصطفى حجازي (3) بنية علاقة القهر׃ التسلط والرضوخ

قراءة مصطفى حجازي (3) بنية علاقة القهر׃ التسلط والرضوخ Arton10704-86211

إذا كانت الدراسات الاجتماعية والاقتصادية قد اهتمت بالبعد المادي للتقدم والتطور والتنمية ، فإنها كانت قاصرة عن إدراك تعقد وتركيب وشمولية المهمة التي أرادت انجازها، وهي مجابهة تخلف مجتمعات التخلف. فالكثير من المحاولات فشلت في تحقيق أهدافها، لأنها قللت من قيمة وضرورة الإنتاج النظري، أي إنتاج معرفة بواقع التخلف تكون قادرة على تملكه معرفيا، بتأسيس أرضية ثقافية عقلية تستوعب الجديد وتستنبته، عوض الاكتفاء باستيراده جاهزا. وتزداد المسألة تعقيدا على المستوى الفكري، “فالفكرة ليست محض تجريدات لا علاقة لها بالواقع، أو أوعية جوفاء يمكن أن تمتلئ بأي سائل من أي نوع، وإنما هي تنشأ في سياق تاريخي وحضاري وثقافي معين، وهي تولد على يد بشر مهيئين تاريخيا وحضاريا وثقافيا لإنتاجها وتطويرها وتنميتها.” (1)

فاهدار السياقات واختلاف مستوى تطور المجتمعات إلى جانب الإلغاء والإقصاء، كنوع من الاغتيال الرمزي لإنسان المجتمعات المتخلفة ، بدعوى أنه متقدم على مستوى الأخلاق والقيم ، ما ينقصه هو تطور حياته المادية التي يمكن للاستيراد أن يحققها، هذا الهدر للسياقات وللبنية الفوقية النفسية للإنسان هوالذي أدى إلى تأبيد التخلف. “وإذا كان التخلف التقني والصناعي والاقتصادي والاجتماعي واضحا في خصائصه ومحطاته، فان التخلف النفسي الوجودي مازال بحاجة إلى جهد كبير لاستجلاء غوامضه.”(2)

ومن منطلق التأسيس العلمي للمشروعية الوظيفية لعلم النفس، كانت البداية بإنتاج مفاهيم نظرية لعلم نفس التخلف، انطلاقا من تميز الواقع العربي في بنياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يصعب فيها الحديث عن التمايز بين البنية المادية والفوقية. حيث يسود نوع من الترابط المعقد في بنية الكل الاجتماعي، أي نوع من التضافر البنيوي بين المادي والثقافي النفسي، “ولذلك لايستقيم الحديث عن التخلف، ولا يمكن لصورته أن تكتمل إلا إذا أعطينا لهذه البنى الفوقية مكانتها، فهي و إن كانت في الأصل نتاجا للبنى الاجتماعية الاقتصادية وما يحكمها من قيم ومعايير التنشئة والتشريط وأنماط التربية والعلاقات، وما يحكمها من قيم ومعايير وأساطير قوة قائمة بذاتها متفاعلة جدليا مع البنى التحتية . إنها تتحول إلى عامل يرسخ البنى التحتية ويعزز وطأتها.”(3)

حيث تتحول البنية النفسية إلى قوة مادية فاعلة وموجهة ومؤطرة، ومنتجة للعلاقات الاجتماعية والثقافية والرمزية . فبنية علاقة القهر والرضوخ، هي بنية نفسية ذهنية معرفية مخيالية اجتماعية لاشعورية، أنتجتها البنية المجتمعية.(4)

إنها أشبه بما يصطلح عليه بالبنية الفوقية، لكنها على المستوى النفسي بنية تحتية باطنية، تعيق التغيير والتطور والتنمية، بل تقاوم وتحارب الرؤى المستقبلية التحديثية، والحرة المبدعة ذات الإرادة الفاعلة. “اشد نقاط المقاومة استعصاء على التغيير هي البنية النفسية التي يفرزها التخلف بما تتميز به من قيم ونظرة إلى الكون.”(5)

فلا يمكن للمجتمعات المتخلفة أن تنهض وتتغير، إلا بتحطيم بنية علاقة القهر والتسلط والرضوخ والخنوع، كبنية نفسية ذهنية معرفية لاشعورية. تشتغل كإيديولوجية خفية مولدة للنقص والدونية والعجز، ولمختلف أشكال التبخيس الذاتي وفقدان الاعتبار والفشل الوجودي في تحقيق الذات، أو حماية البعد القيمي الإنساني، إنها نفسية الإلغاء وهدر المعنى الوجودي لحقيقة الإنسان. إننا أمام تحكم بالإنسان ونفاد إلى أعماقه، وضبطه من الداخل بإغراقه في عبادة الماضي سلوكا وتفكيرا وموقفا. إنها نظرة إلى الذات والآخرين والعالم تحكمها وتوجهها عقلية خرافية، تجهل السؤال وهي مضطربة انفعالية ومتصلبة، ذات أحكام قطعية ونهائية وعنيفة. تتحاشى الحوار والتواصل، لأنها تميل إلى الإخضاع لا إلى الإقناع، نفسية متصدعة قلقة مشحونة بالعدوانية والعنف و الانفعال، مما يعيق تطورها التجريدي، النقدي والجدلي. “انهيار القدرة على التجريد الذي يشكل احد أرقى المظاهر الذهنية في التكييف للواقع والسيطرة عليه.”(6) فالقهر والتسلط حشرها في زاوية المعيشي، في المستوى النباتي الذي لايسمح بالارتقاء الذهني والفكري الذي يسمح لنمو الفكر النقدي . فالإنسان المتخلف يعيش انحساره الوجودي، بنوع من قلق الخصاء الذهني، حيث ينزاح عدم إشباعه لحاجاته، كما حددها هرم ما سلو، النفسية والعاطفية والمادية …عن مستوياتها الطبيعية لتتكثف على المستوى الجنسي في نوع من قلق الذكورة، وتحت ضغط ما تبقى من حجم الدماغ الهيبوتلاموس(7).

ربما هذا من بين ما يفسر كثرة الأطفال داخل الأسرة – “هذا المأزق يجعله يعيش في حالة دائمة من التوتر الانفعالي الذي ينبث في ثنايا شخصيته معطلا القدرة على الحكم الموضوعي، والنظرة العقلانية إلى الأمور، وهكذا فان التوتر الانفعالي بمقدار ما يتصعد يخلق عقبات معرفية متفاقمة أمام الإنسان المقهور.”(8)

كما يكون منشطرا على نفسه بين تقديس الأم وتدنيس المرأة، فبنية علاقة القهر والرضوخ مسخت عمق الإنسان وخربته من الداخل، فتحول إلى كائن هش وتافه في قضاياه ومشاكله. ينهار تلقائيا أمام الصعاب ومشاكل الحياة، فالعجز لجم إرادته مما عطل مرونته وقدرته على التحليل والتقدير الموضوعي لكل ظواهر الواقع، سيطرة الانفعال ترهقه بتوتراتها وعدوانيتها المتراكمة، ذلك يحول دون تطوره التاريخي وارصانه الذهني للواقع . عندما يصل التدمير التسلطي القهري إلى تلك النواة الداخلية التي يتستر عليها الإنسان المتخلف بشتى المظاهر، كدفاعات مرضية يكون المتسلط قد أنهى وجود ما هو أجمل في الإنسان׃ الحلم ،الفرح ،الحب ،العاطفة ،الاعتبار الذاتي و الحاجة إلى التقدير …في مقابل تضخم وسطوة أنا ووجود المتسلط ، إنه ضحية ساد يته التي تجعله لا يهدأ، كما نرى في ليبيا وسوريا واليمن… إلا بعد أن يمارس مختلف أشكال القهر. “إن ما يميز العقلية المتخلفة هو ذلك النموذج من التسلط والقهر الذي يحكمها ،هو تغلغل الإرهاب حتى أعماق النفسية كأسلوب وحيد لتصور العالم. هذه الوضعية المترسخة تخلق مقاومة عنيدة وخطيرة، بقدر ما هي خفية لكل تغيير، ولكل تنمية في اتجاه الاعتبار الحقيقي لإنسانية الإنسان.”(9)


إذا كانت الدراسات الاقتصادية والسياسية قد اهتمت بكسر العلاقة التبعية في مستواها البنيوي المادي، إما بفك الارتباط كما يدعو إليه سمير أمين ، أو بالقطع الثوري للعلاقة الكولونيالية كما يطرح مهدي عامل إلى جانب اختيارات أخرى للطريق الثالث اللاراسمالي … فإن واقع التخلف اثبت أن بنية علاقة القهر، كمستوى نفسي معرفي ذهني لاشعوري، لم تحظ على مستوى التفكير السياسي والاقتصادي بنفس أهمية العوامل المادية. “الإنسان المتخلف لم يعط الاهتمام نفسه الذي وجه إلى البنى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. صحيح أن هذا الإنسان هو وليد البنية الاجتماعية المتخلفة، ولكنه ليس مجرد أمر مادي قابل للتغيير تلقائيا.” (10) ليس فقط بسبب قوة القهر السياسي، وهدره لجميع مستويات الوجود الإنساني الحياتي والنفسي والفكري …وإنما أيضا بتجاهل الكتابات والتنظيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لإشكالية بنية علاقة القهر والرضوخ ، كبنية نفسية ذهنية معرفية لاشعورية ، تشتغل كإيديولوجية خفية فتعمل على هضم الجديد واستيعابه في اطر وقوالب تقليدية أو مستحدثة. فإنسان المجتمعات المتخلفة، “هو ضحية عملية غسل دماغ مزمنة يقوم بها المتسلط ، فهذا الأخير سواء كان محليا أو أجنبيا يشن حربا نفسية منظمة، لتحطيم القيم الاجتماعية والحضارية للفئة المقهورة ،تؤدي إلى تبخيس وازدراء كل ما يمت إلى عالمها بصلة.”(11)

ولعل الحالة النكوصية التي تعيشها المجتمعات المتخلفة ، من جمال الدين الأفغاني في بداية النهضة إلى حجاب أو نقاب الدين الأفغاني راهنا، لأكثر تعبيرا عن مفارقة صعبة، تتجاوز مفارقات محمد عبده التي ناقشها عبد الله العروي في كتابه مفهوم العقل. مجتمعات تنتقل من الجمال بمعنى النهوض والتنوير إلى الحجاب بمعنى الخوف والذعر والتسلط الكامن في القبيلة والعشيرة والعصبية والمذهب وحدود العقل …إنه القهر المزمن. فعوض بناء الإنسان من الداخل، وتقوية مناعته الذاتية وضميره الثقافي والقيمي ومتانة صحته النفسية، ينكفئ على ذاته تقليديا هاربا، مذعورا، جامدا ومتسترا على بؤسه الداخلي وكارثته الوجودية. حالة من الخوف والشك والحذر تنتابه أمام كل جديد أو غير مألوف، وفي الوقت نفسه هناك حالة من التماسك والشجاعة المتهورة والرضا بسفك الدماء، داخل نفسية المتسلط بعدالة ثروته وسمو أخلاقه وشرعية قهره للآخرين. “إن هذه الظاهرة الشاملة ظاهرة إيمان أصحاب الامتيازات بان حصولهم على ثروتهم أمر عادل متجذرة عميقا في عدد من الأنماط السيكولوجية، فحين يقارن رجل سعيد وضعيته بوضعية إنسان تعيس، لا يبدو مسرورا بواقع أنه سعيد، بل نراه يرغب في أكثر من هذا يرغب في الحصول على الحق في أن يكون سعيدا، وعلى وعي أنه إنما اكتسب ثروته بالتناقض مع الإنسان الذي لم يحصل على أية ثروة والذي كان عليه بدوره أن يكتسب تعاسته …إن ما تطلبه طبقة أصحاب الامتيازات من الدين إن كانت تطلب منه أي شيء على الإطلاق، إنما هو هذه الطمأنينة السيكولوجية لمشروعية حصولها على امتيازاتها”(12) إن ما يحاك ضد نفسية المقهور، هو تقوية لبنية علاقة التسلط والرضوخ في بعدها النفسي الثقافي والديني، كايدولوجيا للشرعية من خلال تغييب وطمس التناقض بين المتسلط والمقهور، و جعله نموذجا للتماهي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

قراءة مصطفى حجازي (3) بنية علاقة القهر׃ التسلط والرضوخ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

قراءة مصطفى حجازي (3) بنية علاقة القهر׃ التسلط والرضوخ

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: