كما هو مألوف لدى أيّ دولة تأخذ طابعها الامبريالي , و تصبح أفعالها و نفوذها أقرب لما يسمّى بالامبراطورية, كانت الولايات المتّحدة الأمريكيّة على هذه النمطية.
و برغم التشابه الكبير الذي نجده في تاريخ الامبراطوريّة البريطانيّة مع تاريخ الولايات المتّحدة , حتّى أنّ بعض المراقبين السياسيّين وضعوا مستقبل الامبراطورية الأمريكيّة في نفس الخانة التي أصبحت إليها الامبراطورية البريطانية بعد اتّساع مناطق نفوذها و عدم قدرتها على تحمّل هذه الأعباء فتخلّت عن هذه المناطق واحدة تلو الأخرى.
إلّا أنّ الوجه الفريد الذي يميّز القطبية الأمريكية في العالم السياسي هو الوضوح البراغماتي الذي يفسح المجال لعدد من السلوكيات السياسيّة أن تكون موجودة بجرأة على الساحة الدولية و التي تستحقّ أن تجمع في كتاب أسود لن ينساه التاريخ الحديث.
و هذا الشريط المتجدّد سيكون عبارة عن محطّات متعدّدة تضع مقاربات لما يمكن تسليط الضوء عليه منذ الحرب العالميّة الثانية و حتّى الآن.
الموضوع سيتم تقسيمه لفقرات مع مراعاة الجغرافيّة و الأولويّة التاريخيّة لذلك, و ستكون الفقرات كما يلي:
1- الأحداث المتعلّقة بانتهاء الحرب العالميّة الثانية , و قرار الرئيس "هاري ترومان" بإلقاء القنبلتين الذرّيتين على هيروشيما و ناغازاكي.
2- الظروف المحيطة بإنشاء اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
3- الصّراعات السياسيّة و التعزيزات العسكريّة المرافقة لفترة الحرب الباردة , بدءاً من حرب أفغانستان , و مروراً بحرب القادسيّة و الخليج, و انتهاءً بازمة الصورايخ الكوبيّة .
4- الحديقة الخلفيّة للولايات المتّحدة الأمريكيّة , و السلوكيّات السوداء التي انتهجتها السياسة الأمريكيّة و المخابرات المركزيّة التابعة لها.
5- حرب الفييتنام و بورما.
6- الحواسم و سقوط بغداد.
7- التوغّل اللوجستي و المعلوماتي في دول الاتحاد السوفييتي السابق.
الفقرة الأولى:
استلم "هاري ترومان" سدّة الرئاسة الأمريكيّة في نهايات الحرب العالميّة الثانيّة إبّان الخسارة الأخيرة التي تكبّدتها القوّات النازيّة في محاولتها الفاشلة للهجوم على قوّات التحالف في معركة "الأردين".
و كانت القارّة الآسيويّة آنذاك قد خضعت في جنوبها الشرقي للسيطرة البريطانيّة , و احتُلّت جزيرتين يابانيّتين من الجيش الأمريكي العاشر بدعم من الأسطول البحري الخامس , و ذلك تمهيداً لغزو باقي الجزر اليابانيّة بعد أن أصبحت تحت مجال قاذفات ال" بي 29" .
لم تكن الولايات المتّحدة الأمريكيّة في الموقف المحايد منذ البدء, فقد كانت تقدّم المساعدات و الامدادات لحلفائها , و الحصار الاقتصادي المفروض على اليابان هو ما دفع اليابان لشنّ هجومها على ميناء "بيرل" في الهاواي.
بعد استلام الرئيس "هاري ترومان" بأربعة أشهر, أُسقطت قنبلتي ال "Little boy" و"Fat boy" على هيروشيما و ناغازاكي , كمحاولة أمريكيّة لإنهاء المواجهة مع اليابان "بعد انتهاج أسلوب الكاميكازي" خصوصاً , و لفرض استعراض العضلات أمام الدول المتصارعة كأبرز قوّة عسكريّة في العالم.
إن استعمال سلاح يقود لقتل و جرح أكثر من 150 ألف مدني ياباني خلال ومضة عين , لم يكن دفاعاً عن النفس , و لا يمكن وضعه كنوع من الضربة الاستباقيّة , لقد كان أسلوباً ممنهجاً لتقويض إحدى أهم الدول التي ستخرج من الحرب العالميّة بأقل الأضرار,خصوصاً أن اليابان كانت قد سيطرت على مناطق حيويّة من حقول نفط في اندونيسيا و الفلبّين, و موارد طبيعيّة في سنغافورة.
و بذلك تصبح الولايات المتّحدة الأمريكيّة المستفيد الأوّل من بروزها كأقلّ دولة تضرّراً , مما سمح لها بفرض العقوبات الاقتصاديّة و الماليّة على دول المحور , و ملاحقة الديون الغذائيّة التي راكمتها على الدول الخاسرة.
ملاحظات:
1- إن القرار النووي الذي اتّخذه الرئيس "ترومان" لم يكن بداعي الضربة الاستباقيّة, و لم يكن في موضع حرج بالأصل, أصلاً كانت الحرب قد وضعت أوزارها في المنطقة الحقيقيّة للصراع " أوربا" و نجح مؤتمر بوتسدام في ترسيخ المكاسب السياسيّة و الجغرافيّة لـ " واشنطن,موسكو, و لندن".
فهل كان هناك من داعٍ عسكري لتنفيذ تهديد بوتسدام؟
مشروع "مانهاتن" كان قد نجح آنذاك, و علمت إدارة "ترومان" بمدى الأضرار المدنيّة التي كانت تريد أن يكون لها صدىً واسع, و لذلك نجدها اختارت هيروشيما كأفضل خيار من حيث المساحة و إمكانية إحداث الضرر لأقصى درجة محتملة, هذا عدا عن قضيّة لا أستطيع تجاهلها ألا و هي أن الأسطول الجوّي الأمريكي قد ثابر على مدى الأيام الأربعة التي تلت إعلان بوتسدام في إرسال المناشير على أكثر من مدينة يابانيّة من أجل تحذيرهم من الضربات الجويّة, إلا أن هيروشيما لم توزّع فيها أيّة مناشير و كانت هيروشيما من أكثر المدن أماناً مقارنة بجيرانها.
2-هيروشيما كانت تعدّ إحدى أهم المدن الصناعية اليابانيّة , و ناغازاكي كانت إحدى أهم الموانئ البحرية اليابانيّة.
3- ان اليابان لم تكن رافضة للاستسلام, بل كانت لها شروط للاستسلام, و كانت على تواصل مع موسكو بهذا الخصوص.
4- بعد احتلال الجيش العاشر للجزيرتين اليابانيّتين, و استمرار القصف المتواصل بقاذفات الـ "بي 29",و بعد عدّة معارك دامية, اليابان كانت قد أُنهكت تماماً, و أصبحت ضعيفة عسكريّاً بشكل ملحوظ .
و لنا في الحرب التي حصلت بمنغوليا خير مثال, فقد خسر اليابانيّون بشكل شنيع أمام السوفييت في اليوم الثالث بعد إلقاء القنبلة, و هذا يثبت ضعف القدرة العسكريّة لليابانيّين, و لم يكن هناك من داعٍ للقرار النووي.
يقول الأدميرال وليم ليهي : " رأيي أن استعمال هذا السلاح البربري على هيروشيما و ناغازاكي ليس له مساعدة في حربنا ضدّ اليابان, اليابانيّون كانوا قد أصبحوا ضعفاء و جاهزين للاستسلام.
بكوننا أول من استخدم هذا السلاح, فنحن تبنّينا المعايير الأخلاقيّة التي كانت سائدة عند البربر في العصور المظلمة! "
كما يقول ايزنهاور : " اليابانيّون كانوا جاهزين للاستسلام, و لم يكن هناك من ضرورة لضربهم بهذا السلاح المخيف".
هذا عدا عن أن اليابانيّين كانوا يموتون من الجوع آنذاك, و سفنهم التجاريّة قد غرق أغلبها, و أصبحت منهارة اقتصاديّاً بعد الهجوم الأمريكي و القصف المتواصل عليها.
5-اليابان طرحت قبولها للاستسلام المشروط, و كانت على تواصل مع موسكو بهذا الشأن, و كان أهم شرط في استسلامها هو بقاء صلاحيّات الامبراطور, و لكن إدارة الرئيس ترومان أهملت هذا الطرح لا سيما بعد أن نجح "مشروع مانهاتن".
و المضحك في الأمر, أن واشنطن رفضت الاستسلام المشروط ببقاء صلاحيات الامبراطور, لكن عندما استسلمت اليابان بقيت صلاحيات الامبراطور مثلما هي !
6- الرئيس "ترومان" كان ضابطاً في المدفعيّة قبل استلامه الرئاسة, و لم يصل للمرحلة الجامعيّة في الدراسة, و قد شاركه في قراراته الحربيّة جيمس بيرنر, و كان ما قاله برنر بهذا الخصوص:
" إن حسن إدارتنا لاستخدام القنبلة, سيتيح لنا المجال لأن يصبح السوفييتيّون قابلين للمطاوعة"
و كان ردّ ترومان " إن انفجرت القنبلة بالحجم الذي أتوقّعه, فمعنى ذلك أنّها ستكون مطرقة قويّة على هؤلاء الفتية \مشيراً للسوفييت\ ". من كتاب \قرار إستعمال القنبلة النووية\ للكاتب ألبيروفيتش .
طبعاً كان الأمر يعني الكثير لواشنطن لا سيّما أن روسيا بدأت تأخذ دورها في المسرح الباسيفيكي بعد حادثة "مانشوريا" .
و لا نغفل عن حقيقة أن هكذا مشروع قد كلّف إدارة ترومان مليارات الدولارات , و لم يكن ترومان بالشخص الذي قد يرغب بجعل هكذا مبالغ تذهب هباءً !
7- لا ننسى أن مفهوم " جريمة الحرب" مقترن طرداً بعدد الضحايا المدنيّين المستهدفين مقارنة بعدد الضحايا العسكريّين, و في حالتنا هذه نرى أن أكثر من 90% من الضحايا هم مدنيّين عزّل بكل معنى الكلمة, هذا طبعاً عدا عن التأثيرات الاشعاعيّة التي امتدّت عدداً مطوّلاً من السنوات.
8- إعلان بوتسدام لم يشر فيه "ترومان" إلى ضرب هيروشيما بالسلاح النووي أو بأي سلاح تدمير شامل, و في هذا مباغتة و نيّة مبطنّة في القتل تجاه أكبر عدد من المدنيّين.
=====================
الفقرة الثانية:
أخذت الولايات المتّحدة الأمريكيّة طابعها"الانجلو-ساكسوني" من عقيدة الوافدين الأوائل إليها والذين استطاعوا السيطرةعلى معظم القارّة الأمريكيّة - ما عدا المقاطعة الفرنسية في كندا كيبك - , و أصبحت اللغة الانجليزية هي اللغة الرسمية بحكم الأمر الواقع, و بالرغم من الحراك الديموغرافي الذي طرأ عليها من دخول فئات جديدة -زنجيّة- إلّا أن السلوك الغير أخلاقي الذي مارسته عناصر الانلجو ساكسون نجح في احتكار صناعة القرار , و قد ساعدهم في ذلك تعاونهم مع الكتل الماليّة الاحتكاريّة و خصوصاً الكتل التابعة للحركة الصهيونيّة التي برز دورها بعد تحوّل أوربا من الاقطاعيّة و بروز الحركة الصهيونيّة كمحفّز للنشاط الامبريالي.
هذه الجموع البروتستانتية ذات النهج الأصولي و التي خرجت من أوربا مقهورة و مظلومة, حانقة على سلطة البابا الكاثوليكيّة, برز تحالفها مع الحركة الصهيونيّة التي كانت تعتبر من أهم مراكز الثقل الاقتصادي والمالي , و أصبحت إقامة وطن قومي لليهود حاجة ملحّة ذات صبغة دينيّة .
بعد مؤتمر بالتيمور, نجد الضغط الاعلامي للأوساط اليهودية بالاشتراك مع رموز دينيّة بروتستانتية كلها تهدف لفتح أبواب الهجرة اليهودية لفلسطين.
بالطبع كان الموقف البريطاني بتحديده للهجرةغير مناسب للحركة الصهيونية, فقامت منظّمات يهوديّة يمينيّة تهدف للضغط على بريطانيا عبر عمليات تخريبيّة لخطف و قتل الجنود البريطانيّين أو تفجير الجسور والسفارات , و من هذه المنظّمات " مجموعة ليهي " شتيرن", منظمة إرغون, حركة بيتار, ", و من هذه الحوادث الارهابيّة أذكر مثلاً حادثة تفجير فندق الملك داوود الذي كان مركزاً للقوّات البريطانيّة, تفجير السفارة البريطانيّة في روما.
بعد مضيّ أشهر قليلة لاستلام "هاري ترومان" برز دعمه للقضيّة الصهيونيّة بشكل واضح خلال مؤتمر بوتسدام وما بعدهفي تشكيل لجنة التحقيق الأنجلو-أمريكيّة , و يمكن اعتبار الرئيس ترومان أول رئيس يعترف بوجود دولة "اسرائيل" بعد إعلان بن غوريون نشوءها في فلسطين.
و أصبح الوجود الاسرائيلي داعماً استراتيجيّاً للرؤية الأمريكيّة للشرق الأوسط ضد الامتداد الشيوعي, و بالرغم من أمل الولايات الأمريكيّة من حدوث مصالحة عربية-صهيونية و تعبئتهم ضد الخطر الشيوعي, لكن مع تنامي التيار القومي العربي أصبحت اسرائيل الحليف الأوحد لها في المنطقة,و بالنتيجة شرّعت أمريكا لاسرائيل كل أسباب الدعم العسكري و اللوجستي من دول متعدّدة في مقابل الاعتراض على أي صفقة شراء لمنظومات سلاحيّة تقوم بها دول عربيّةعلى رأسها مصر.
==============
الفقرة الثالثة:
كان للحرب الباردة بين القطبين السوفييتي و الأمريكي تأثير على الخارطة السياسية الدولية أكثر من الحرب العالمية الثانية.
و بالوقوف عند المسألة الأفغانيّة لا يسعنا إلّا تذكّر هذا البلد الجميل الذي كان قبلة الألاف من الأوربّيين "جماعة الهيبيز" للتخييم و السياحة و تذوّق الأفيون الأفغاني الشهير.
بدأت القصّة في 1973 بانقلاب "محمد داوود" على ابن عمه الملك المتأمرك "محمد شاه", و تم إعلان الحكم الشيوعي في البلاد. و بتنحية ذلك الملك الشاب و القيادات الموالية له تكون الولايات الأمريكية قد فقدت نفوذها في أفغانستان على حساب النفوذ السوفييتي الذي بدأ بتقوية البنية التحتيّة للبلاد في التعليم و الصحة و المواصلات بالاضافة للمساعدات الاقتصادية و العسكرية.
الصورة المرفقة أعلاه كانت إبان تلك الفترة حيث كانت المرأة الأفغانية تجلس على مقاعد الدراسة و المواصلات و العمل بجانب الرجل . و شهدت البلاد آنذاك ارتفاعاً لقيمة العملة المحلّية و تطوّراً للنظام الصحي الذي كان مشكلة حقيقية في تلك البلاد المتفشّي فيها أمراض الكوليرا و التهابات الكبد الوبائيّة.
حدث انقلاب سياسي آخر عام 1978 على يد "محمد طراقي" زعيم حزب "خلق" الشيوعي" , و ترافق ذلك بإعلان "جمهورية أفغانستان الديمقراطية" , و بعد أقل من عام حدث انقلاب آخر ليستلم "حفيظ الله" رئاسة الجمهورية التي أصبحت تعاني من حراك يميني أصولي مسلّح ضد النظام الحاكم .
و ابتداءً من استلام "حفيظ الله" لسدّة الحكم نلاحظ اهتمام إدارة "جيمي كارتر " الأمريكية للمسألة الأفغانية و كيف تم توجيه "برجينسكي" ليدير تقديم كل إمكانيات الدعم اللوجستي و الاعلامي لتأليب الأفغان في المناطق النائية ضد النظام الحاكم , و عليه فإن الحكومة الأفغانية طلبت من السوفييت التدخّل , و بالفعل تم إرسال "الجيش أربعون" في نهاية العام 1979.
لم تتوانى الولايات الأمريكية في تقديم شتّى أنواع الدعم لـ "المجاهدين الراغبين في الحريّة " و كانت صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات هي من أهم أنواع الأسلحة التي زوّدتها أمريكا للمجاهدين.
و بوصول "رونالد ريغان" للحكم في الولايات الأمريكية ازداد الاهتمام الأمريكي في أفغانستان , و تمّ إنشاء مدارس في باكستان بتمويل سعودي لتلقين عشرات الألوف من اليافعين و الشباب الباكستانيين و اللاجئين الأفغان التعاليم الاسلامية الوهّابيّة , و قدّمت امريكا لهؤلاء الشباب مجموعات من المستشارين الأمريكيّين لتدريبهم على استخدام الأسلحة و تكتيكات حرب العصابات و أساليب الهجوم على الوحدات المجوقلة و الدبابات, هذا بالاضافة لتقديم كل ما يلزم في بناء أنفاق المعسكرات و مستودعات الأسلحة تحت الأرض .
و يُذكر أنّ عدد منتسبي هذه المدارس تجاوز الثمانين ألف شاب كان منهم حوالي 35 ألف شاب من السعودية و باقي الدول العربية , و هؤلاء ما أطلق عليهم لاحقاً "الأفغان العرب".
و يمكن القول أن كل من السعودية و الولايات الأمريكية هما السبب الرئيسي لنمو ما يسمّى الآن بـ "الارهاب الاسلامي" . و بحسب بعض الوثائق فإن مجموع ما قدّمته السعودية و الولايات الأمريكية قد يصل لما دفعته روسيا في أفغانستان بحربها !
و بالوقوف عند "أسامة بن لادن" نجد ذلك الرجل السعودي الذي قامت المخابرات الأمريكية بتسليط الضوء عليه و جعله رمزاً للجهاد أمام آلاف الوافدين من "الأفغان العرب" , و بإعطائه كلّ المستلزمات اللوجستية ليصبح قائداً لشبكة القاعدة. فالولايات الأمريكية هي من صنع هذا الرجل و هي من قام بقتله !
و لعلّ أبشع ما قامت به الولايات الأمريكية يتجلّى في تركيزها على الفئات الراديكاليّة التي كانت تسمى "الاسلاميّين الجدد" و أغلبهم تخرّج من المدارس التي دعمتها في باكستان , أولئك الاسلاميّين الجدد كانوا يمتلكون نظرة سياسية و اجتماعية للاسلام لم تألفها شرائح واسعة من الأفغان الملالي ذوي الطبيعة البسيطة .
هؤلاء الاسلاميّين الجدد هم من قاموا بإسقاط البلد تحت الحكم الاسلامي المتشدّد, و قاموا بإغلاق مئات المدارس و إعادة جميع الفتيات إلى منازلهنّ , و من هنا بدأت مرحلة سوداء من التاريخ الأفغاني كان بطله مجموعة المجاهدين المدعومين من الولايات الأمريكية و باكستان و السعودية , و الملفت للنظر أنّه بعد خروج السوفييت من أفغانستان توقّفت جميع أنواع الدعم السعودي و الأمريكي للبلاد , و لم تساهم أي دولة منهم في تحسين البنية التحتيّة أو دعم مشاريع الحكومة !