فالثورة لا يمكن ان تحدث الا لو امتزجت العوامل الموضوعية بعامل ذاتي محدد هو قدرة الطبقة الثورية القيام بأعمال ثورية على مستوى جماهيري وقوية بما فيه الكفاية ، من أجل سحق او تقويض الحكومة القديمة بحيث لا يمكن ان تقع ( اي الحكومه القديمة ) الا بوجود احدا يسقطها ووجود حزب سياسي ثوري يقود الأعمال الثورية .
ورغم ان الموقف الثوري يتطور على نحو تلقائي الا انه دائما ونتيجة الصراع الطببقي وتفاعل مختلف العوامل التي تبرز الى السطح خلال اومة تكوين اجتماعي معين .
* من كتاب النظرية في الطبيعة والمجتمع .
========================================
تعقيب :-
ليست الثورات التي سميت بالربيع العربي هي ثورات حقيقة ومكتمله بقدر ما انها كانت هبات جماهيرية نتيجة ردات فعل الجماهير على مخزون قهري وواقع اجتماعي اقتصادي مرير ، ولكن بنتيجة الحال لم تكن هذه الهبّات على قدر ثورة اجتماعية طبقية لغياب العامل السياسي الفاعل في هذه الهبّات التي لحقت فيها الاحزاب ولم تكن هي من قادتها او حتى لم تستطع ان تؤطرها في ثورية جماهيرية حقيقية تعكس انقلابا ثوريا على كل الأنظمة التي تم اسقاطها كرأس حكم والتي كشكل وبنيان ما زال قائما لما بعد هذه الهبّات .
وهذا يدلل على مدى ضعف الحزب الثوري وبعده عن الجماهير والمطلوب مراجعة شاملة من الأحزاب الثورية وخاصة اليسارية .
ومن اثار هذه الهبّات ان برز التيار الديني مقتنصا الفرصة كعادته ولكن هذا التيار ايضا لم ينظر الا الى مصلحته الحوبية الضيقة مما نتج عته تأزيما للمجتمع واشكاليات فقهية دينية وتلوين في البراء والولاء لله كل طيف ديني على هواه في التلوين .
ولا نستطيع ان نغفل الدور الخبيث الممنهج للأمبريالية الصهيونية في منهجة بعض الأدوار واكتساب خيرات الوطن العربي .
المطلوب ليس عاطفة جماهيرية عابرة ومن ثم تدفع الجماهير والشعوب ثمنا باهظا بعد ذلك ، وما يحدث في مصر وتونس وسوريا وليبيا خير شاهد على ذلك