يشكّل التطور البيولوجي: العملية الأكثر أهمية المؤثرة على الكائنات الحيّة القاطنة على سطح الأرض, على الرغم من عدم حصولها مباشرة على كائنات حيّة بعينها, حيث أنها عملية تطول كثيراً وتستغرق آلاف أو ملايين الأعوام لتظهر نتائجها, لكن رغم هذا, تكون عملية لا تتوقّف وقد بدأت مع ظهور الحياة ومن تلك اللحظة لم تفقد شيء من حيويتها وقوتها.
نستطيع القول بأننا نمتلك ثقة كبيرة بوجود هذه العملية في الماضي, فالتطور لا يُمكن إثباته بالوقت الراهن بسبب بطئه الشديد, فيمكننا تعزيز هذه الثقة من خلال سلسلة من الوقائع التي نختبر وجودها بالنسبة لنا.
http://t1.gstatic.co...e3oFko6bP9VSGqw
أولاً: أدلة حيوية جغرافية Pruebas Biogeográficas
نعثر عليها متوزعة بكافة أنحاء كوكبنا, وتقوم على وجود مجموعات من الأنواع الحيّة المتشابهة بشكل أكثر أو أقلّ, بينها صلات قرابة, تسكن أماكن مرتبطة ببعضها: بقربها, بمكانها أو خصائصها, كمثال: مجموعة من الجزر, حيث تكيّف كل نوع حيّ مع ظروف معينة محددة. يظهر الدليل التطوريّ لانّ كل الانواع تنحدر من نوع سلف وحيد قد اعطى الاصل للآخرين بفضل تكيُّف جماعات صغيرة من الافراد مع ظروف الامكنة التي عاشت فيها والتي كانت مختلفة عن بعضها البعض.
http://t2.gstatic.co...I8lCB1_bAdM2bLq
كان داروين نفسه قد درس طيور البرقش في جزر غالاباغوس, وكذلك طيور جزر هاواي المسماة Drepanidos, أو الطيور الكبيرة غير الطائرة المنتشرة في نصف الكرة الارضي الجنوبيّ, مثل نوع ñandúes في اميركا الجنوبية, والنعام الافريقية, الطائر الفيل في مدغشقر { مُنقرض }, نوع casuario و emú الاستراليين أو moa الضخم في نيوزيلندة { مُنقرض ايضاً }.
صورة
ثانياً: الأدلة الأحفورية Pruebas Paleontológicas
تُقدّم لنا دراسة الاحفوريات فكرة مباشرة عن التغيرات التي تعرضت لها الانواع الحية عند التغيُّر بعضها لبعضها الآخر, يوجد الكثير من الاحفوريات النباتية والحيوانية: والتي تسمح لنا بإعادة بناء كيفية حدوث التكيفات بناء على التغيرات بظروف البيئة المحيطة, كسلسلة قنافذ المنحدرات البريطانية, العبور من الزواحف إلى الطيور من خلال Archaeopterix, أو تطور الخيول كتكيُّف مع المروج الواسعة المفتوحة حيث كانت تجري.
صورة
ثالثاً: الأدلة التشريحيّة Pruebas Anatómicas
ربما تشكّل الادلة التي تقدم معلومة أكثر لنا, حيث أنها تكون انعكاس مباشر للتكيفات مع البيئة المحيطة.
يوجد بكثير من الكائنات الحيّة اعضاء ضامرة, لا وظيفية, بينما تظهر عند اسلاف قدماء ذات وظيفة كاملة, لكن بتتابع الاجيال قد فقدت وظيفيتها ولم تعد مفيدة, تسمى تلك الاعضاء : أعضاء أثرية { متبقيّة } ÓRGANOS VESTIGIALES.
من جانب آخر, تعلمنا دراسة تشريح انواع حيّة مختلفة بوجود انواع متشابهة كثيراً, حيث انها تشكل انواع ذات قرابة تطورية, حيث انفصلت بنتيجة تكيُّف مختلف ببيئات مختلفة, ما يعني: انها تمتلك أعضاء وبُنى عضوية متشابهة تشريحيا بشكل هائل بحيث نجد ان لها ذات الأصل التطوريّ, وهي ما نسميها أعضاء متعادلة { متماثلة } ÓRGANOS HOMÓLOGOS, كمثال: زعنفة الدلفين وجناح الخفّاش, انها اعضاء تمتلك ذات البنية الداخلية, لكن عضو يُستخدم للسباحة وعضو آخر يُستخدم للطيران.
صورة
بذات الوقت, يوجد كذلك أنواع حيّة مُنفصلة تطورياً بشكل هائل والتي يتوجب عليها التكيُّف مع ذات البيئة المحيطة, وبالتالي يطورون بُنى متشابهة. تسمى تلك الاعضاء المُقارنة { قياسيّة } ÓRGANOS ANÁLOGOS وهي نماذج تشريحية قد لاقت النجاح في بيئة محددة ولهذا تقلده أنواع حيّة أخرى عديدة.
صورة
هذه الاعضاء تنفذ ذات الوظيفة, لكنها تمتلك تكوين تشريحيّ مختلف ولهذا تسمى اعضاء مقارنة, كجناح حشرة وجناح طائر قد رأيناهم ويمثلون ظاهرة اسمها: التقارب التكيفيّ CONVERGENCIA ADAPTATIVA والتي تترجم تكرار الكائنات الحيّة لصيغ وأشكال قد لاقت النجاح.
صورة
فيما لو تقوم الاعضاء بوظائف مختلفة, لكنها تمتلك ذات التشريح الداخليّ: تسمى أعضاء متعادلة ÓRGANOS HOMÓLOGOS مثل جناج طائر أو زعنفة دلفين, وتمثّلان الإبتعاد التكيُّفيّ DIVERGENCIA ADAPTATIVA والتي تصوغ عبرها الكائنات الحيّة لاعضائها بحسب نمط حياتها والبيئة التي تعيش بها ... الخ.
صورة
المقال الاساس بالقسم الاجنبي
[b][color=red]تعليقي
ربما يمكننا العثور على مواضيع مطروحة حول هذه القضيّة في مواقع كثيرة, لكن يتوجب الاخذ بالحسبان أن هذه المواضيع قد لا تتعرّض لعملية تحديث ضرورية لأنّ البحث العلمي والاكتشافات لا تتوقف وبالتالي من الضروري تقديم الأحدث بهذا الإتجاه إن أمكننا ذلك .. وسبق وترجمت الكثير وربما هناك تكرار لبعض الامثلة والطروحات: ولكن هناك جديد لو نسبته 5% فلا يمكنني تجاهله ويتوجب عليَّ القيام بطرحه ..
هذا الموضوع يتم تدريسه في اسبانيا بالمرحلة الثانوية أو ما بعدها بقليل .. وليس من مجلة أو موقع عام .. وبالتالي المسألة غير خاضعة لرأي شخصي بل لمنهاج علمي رسمي أقرّه مسؤولون رسميون باسبانيا ..من هنا يجب أن نفهم عندما نقول: مؤسسة علمية .. أي غير فردي أو خاضع لمزاج فردي!
شكرا للاهتمام