ساحة الحرية فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 902 معدل التفوق : 6211 السٌّمعَة : 25 تاريخ التسجيل : 11/12/2011
| | تطور الشعر عند البشر | |
من أهم التغيرات التطوريّة الأكثر تمييزاً للبشر عن اقربائهم القرود: فقدان شعر الجسم. لكن متى ولماذا فقدنا الشعر نحن البشر؟ متى بدأنا بارتداء الملابس؟ تكونا تلكا القضيتين غير محسومتين من خلال علمي الآثار والإحاثة حتى الآن.يقوم فريقا بحث مستقلين بتحليل تغيرات في DNA: قد اقترحا حلول بارعة لكلا القضيتين. النتيجة وفيما لو تكون التأريخات دقيقة: إنّه أمر مُحرج فقد مشينا عراة خلال أكثر من مليون عام قبل البدء بارتداء الملابس.
توصّل عالم الوراثة التطورية الدكتور Alan R. Rogers من جامعة Utah لتحديد الزمن الذي قد نتج فيه فقدان الشعر الجسدي, بفضل إسلوب غير مباشر: يعتمد على الجين المُحدّد للون الجلد. كذلك توصّل الدكتور Mark Stoneking من معهد ماكس بلانك لعلم الانسان التطوريّ في لايبزيغ / المانيا الى تحديد اللحظة التي ارتدى فيها البشر لأول مرّة البستهم. كذلك كان اسلوبه غير مباشر: حيث اعتمد على دراسة تطور القمل الذي يستوطن جسم البشر والذي يقوم بتخريب الثياب فقط.من جانب آخر, فريق بحث ثالث, يقوم باستعادة اقتراح من داروين: كان قد ساهم بتوفير تفسير جديد لخسارة البشر لشعر جسدهم الأوليّ.تحتاج الثدييات للشعر الجسديّ لأجل الحفاظ على حرارة الجسم, ويفقدونه لاسباب تطوريّة خاصة. فلقد فقدت الحيتان والفقمة شعرها لتحسين سرعتها في البيئة الجديدة التي تعيش بها في البحر. تمتلك الفيلة ووحيدات القرن بنية جلدية خاصة سميكة, حيث تكون ذات حجم كبير: الامر الذي يؤثر على خسارة الكثير من الحرارة في الليالي الباردة. لكن, لماذا يكون البشر الوحيدين كرئيسيات صلعاء, واللذين قد فقدوا بنيتهم الشعرية ؟يوجد نظرية تعتبر أنّ خط اشباه الانسان قد عبروا مرحلة نصف/ مائيّة: وهذا يفسّر امتلاكنا لايدي راحيّة الشكل خفيفة. يكون اقتراحاً أكثر قبولاً يعتبر أن فقدان شعرنا الجسديّ قد ساعد اسلافنا البعيدين على البقاء نضرين بمجرد مغامرتهم بالخروج من ظلال الاحراش الواقية الى عبور سهوب الاعشاب الافريقية الحارّة. لكن فقدان الشعر لا يشكّل نعمة عندما يحين وقت تنظيم درجة حرارة الجسم, حيث ان الجسم العاري يقوم بامتصاص طاقة حرارية أكبر خلال النهار ويفقدها بسرعة أكبر خلال برودة الليل.اقترحا الدكتوران Mark Pagel من جامعة Reading بانكلترا و Walter Bodmer من مشفى John Radcliffe باكسفورد: حلّاً مختلفاً لهذا اللغز. فكرتهم في حال تأكيد صحتها, تذهب بما هو أبعد من التفسيرات المعاصرة حول الشعرانيّة* hirsutismo. فقد البشر شعرهم الجسديّ بُغية تحرير انفسهم من الطفيليات الخارجيّة التي اصابت شعرهم: القمل الماص للدم, البراغيث والقراد .. وبالتالي بسبب الامراض التي نقلتها.بمجرّد ظهور الصلع الجسديّ عبر الانتقاء الطبيعيّ, يقترحا Pagel و Bodmer بأنها قد تعرضت للتنظيم من خلال الانتقاء الجنسيّ, ما يعني نموّ الملامح في الجنس التي قد جذبت الجنس الآخر. بين اوائل البشر اللذين ظهروا دون شعر, يمكن أن يكون الجلد العاري قد لعب دوراً { كذيل الطاووس } يُوحي بالصحّة. وربما يكون نتف الشعر عند الاناث والذي يجذب كثير من الذكور, أكثر من قضية جمالية, بل ربما يكون صدى نهائي لغريزة قديمة. هذا ما طرحاه الدكتوران في مجلة The Proceedings of the Royal Society منذ عدّة سنوات.
علّق الدكتور Pagel قائلاً:" لاحظت مؤخراً بإعلانات البسة نسائية, قد تضمّنت موديلاً يظهر عبره قسم كبير من منطقة الظهر عارية, فدوماّ قد فكّرنا بأنّ رؤية الجلد قد كانت خصيصة جنسية ثانوية, لكن ربما تكون أبسط أكثر من هذا .. بل ينطوي هذا على عملية عرض لجلد سليم ".فحوى الرسالة:" ليس لديّ براغيث, قمل وقراد ", يمكن العثور عليها مخفية في العقل الواعي سواء عند المُرسل أو عند المُتلقي.هناك العديد من الألغاز التي تواجه النظرية الجديدة وتحتاج تفسير. فيما لو يكن فقدان الشعر الجسديّ قد حصل بسبب حرمان الطفيليات من ملجأ: لماذا سمح التطور بالحفاظ على شعر العانة؟ يقترح الدكتوران Pagel و Bodmer بأن تلك المناطق رطبة, كثيفة بالغدد العرقيّة: وتلعب دور كأرضية لاطلاق الفرمونات, الهرمونات المناطقية المعروفة لاجل نقل اشارات جنسية بانواع ثدييات أخرى, ولو اننا كبشر لا يمكننا استخدامها للتعرّف على بعضنا جنسياً بالوقت الحالي.
أحد الألغاز الأخرى, هو لماذا تمتلك الاناث شعر جسدي أقلّ من الذكور. على الرغم من تفضيل كل جنس للجنس الآخر بشعر أقلّ: فإنّ الانتقاء الجنسيّ بهذه الحالة, ربما امكنه أن يكون أكبر عند الاناث, سواء لسبب امتلاك الذكور لسلطة أكبر في القرار في الماضي أو لأنهم قد امتلكوا ميلاً أكبر للنشاطات البدنية. إنّ الاستخدام العام للمواد المزيلة للشعر يدل على استمرار جاذبيّة انعدام الشعر من الجسم, خصوصا عند إناث البشر.هوامش
* الشعرانية (بالإنجليزية: Hirsutism) وهو ظهور للأِشعار لدى الإناث بتوزع ذكوري أي في مناطق محددة في الجسم بكميات غير طبيعية.
الصورة من ويكبيديا
الهوامش منقولة / يُرجى التدقيقالمقال الاساس بالقسم الاجنبيتعقيبي من أهم التغيرات التطوريّة الأكثر تمييزاً للبشر عن اقربائهم القرود: فقدان شعر الجسم. لكن متى ولماذا فقدنا الشعر نحن البشر؟ متى بدأنا بارتداء الملابس؟ تكونا تلكا القضيتين غير محسومتين من خلال علمي الآثار والإحاثة حتى الآن.
يقوم فريقا بحث مستقلين بتحليل تغيرات في DNA: قد اقترحا حلول بارعة لكلا القضيتين. النتيجة وفيما لو تكون التأريخات دقيقة: إنّه أمر مُحرج فقد مشينا عراة خلال أكثر من مليون عام قبل البدء بارتداء الملابس.
توصّل عالم الوراثة التطورية الدكتور Alan R. Rogers من جامعة Utah لتحديد الزمن الذي قد نتج فيه فقدان الشعر الجسدي, بفضل إسلوب غير مباشر: يعتمد على الجين المُحدّد للون الجلد. كذلك توصّل الدكتور Mark Stoneking من معهد ماكس بلانك لعلم الانسان التطوريّ في لايبزيغ / المانيا الى تحديد اللحظة التي ارتدى فيها البشر لأول مرّة البستهم. كذلك كان اسلوبه غير مباشر: حيث اعتمد على دراسة تطور القمل الذي يستوطن جسم البشر والذي يقوم بتخريب الثياب فقط. من جانب آخر, فريق بحث ثالث, يقوم باستعادة اقتراح من داروين: كان قد ساهم بتوفير تفسير جديد لخسارة البشر لشعر جسدهم الأوليّ.
تحتاج الثدييات للشعر الجسديّ لأجل الحفاظ على حرارة الجسم, ويفقدونه لاسباب تطوريّة خاصة. فلقد فقدت الحيتان والفقمة شعرها لتحسين سرعتها في البيئة الجديدة التي تعيش بها في البحر. تمتلك الفيلة ووحيدات القرن بنية جلدية خاصة سميكة, حيث تكون ذات حجم كبير: الامر الذي يؤثر على خسارة الكثير من الحرارة في الليالي الباردة. لكن, لماذا يكون البشر الوحيدين كرئيسيات صلعاء, واللذين قد فقدوا بنيتهم الشعرية ؟
يوجد نظرية تعتبر أنّ خط اشباه الانسان قد عبروا مرحلة نصف/ مائيّة: وهذا يفسّر امتلاكنا لايدي راحيّة الشكل خفيفة. يكون اقتراحاً أكثر قبولاً يعتبر أن فقدان شعرنا الجسديّ قد ساعد اسلافنا البعيدين على البقاء نضرين بمجرد مغامرتهم بالخروج من ظلال الاحراش الواقية الى عبور سهوب الاعشاب الافريقية الحارّة. لكن فقدان الشعر لا يشكّل نعمة عندما يحين وقت تنظيم درجة حرارة الجسم, حيث ان الجسم العاري يقوم بامتصاص طاقة حرارية أكبر خلال النهار ويفقدها بسرعة أكبر خلال برودة الليل.
اقترحا الدكتوران Mark Pagel من جامعة Reading بانكلترا و Walter Bodmer من مشفى John Radcliffe باكسفورد: حلّاً مختلفاً لهذا اللغز. فكرتهم في حال تأكيد صحتها, تذهب بما هو أبعد من التفسيرات المعاصرة حول الشعرانيّة* hirsutismo. فقد البشر شعرهم الجسديّ بُغية تحرير انفسهم من الطفيليات الخارجيّة التي اصابت شعرهم: القمل الماص للدم, البراغيث والقراد .. وبالتالي بسبب الامراض التي نقلتها.
بمجرّد ظهور الصلع الجسديّ عبر الانتقاء الطبيعيّ, يقترحا Pagel و Bodmer بأنها قد تعرضت للتنظيم من خلال الانتقاء الجنسيّ, ما يعني نموّ الملامح في الجنس التي قد جذبت الجنس الآخر. بين اوائل البشر اللذين ظهروا دون شعر, يمكن أن يكون الجلد العاري قد لعب دوراً { كذيل الطاووس } يُوحي بالصحّة. وربما يكون نتف الشعر عند الاناث والذي يجذب كثير من الذكور, أكثر من قضية جمالية, بل ربما يكون صدى نهائي لغريزة قديمة. هذا ما طرحاه الدكتوران في مجلة The Proceedings of the Royal Society منذ عدّة سنوات.
علّق الدكتور Pagel قائلاً:" لاحظت مؤخراً بإعلانات البسة نسائية, قد تضمّنت موديلاً يظهر عبره قسم كبير من منطقة الظهر عارية, فدوماّ قد فكّرنا بأنّ رؤية الجلد قد كانت خصيصة جنسية ثانوية, لكن ربما تكون أبسط أكثر من هذا .. بل ينطوي هذا على عملية عرض لجلد سليم ".
فحوى الرسالة:" ليس لديّ براغيث, قمل وقراد ", يمكن العثور عليها مخفية في العقل الواعي سواء عند المُرسل أو عند المُتلقي.
هناك العديد من الألغاز التي تواجه النظرية الجديدة وتحتاج تفسير. فيما لو يكن فقدان الشعر الجسديّ قد حصل بسبب حرمان الطفيليات من ملجأ: لماذا سمح التطور بالحفاظ على شعر العانة؟ يقترح الدكتوران Pagel و Bodmer بأن تلك المناطق رطبة, كثيفة بالغدد العرقيّة: وتلعب دور كأرضية لاطلاق الفرمونات, الهرمونات المناطقية المعروفة لاجل نقل اشارات جنسية بانواع ثدييات أخرى, ولو اننا كبشر لا يمكننا استخدامها للتعرّف على بعضنا جنسياً بالوقت الحالي.
أحد الألغاز الأخرى, هو لماذا تمتلك الاناث شعر جسدي أقلّ من الذكور. على الرغم من تفضيل كل جنس للجنس الآخر بشعر أقلّ: فإنّ الانتقاء الجنسيّ بهذه الحالة, ربما امكنه أن يكون أكبر عند الاناث, سواء لسبب امتلاك الذكور لسلطة أكبر في القرار في الماضي أو لأنهم قد امتلكوا ميلاً أكبر للنشاطات البدنية. إنّ الاستخدام العام للمواد المزيلة للشعر يدل على استمرار جاذبيّة انعدام الشعر من الجسم, خصوصا عند إناث البشر.
هوامش
* الشعرانية (بالإنجليزية: Hirsutism) وهو ظهور للأِشعار لدى الإناث بتوزع ذكوري أي في مناطق محددة في الجسم بكميات غير طبيعية.
صورة الصورة من ويكبيديا
الهوامش منقولة / يُرجى التدقيق
المقال الاساس بالقسم الاجنبي
تعقيبي | |
|