مشاركة : 30 نوفمبر 2011 - 04:27 م
صورة
ذاع صيته عالمياً, وتحوّل لأحد أهمّ الداعمين للإلحاد بفضل النجاح الذي لاقاه كتابه " الله ليس عظيماً ". لقد قام بتحضير مجلّد يتضمّن سلسلة من النصوص لكتاب وفلاسفة آخرين, يعتبرهم هذا الصحافي قد أكّدوا أدلّته المضادة للإله أو لله. يقدّم قراءة اساسيّة لغير المؤمن { للنقاش }, إنها مختارات من الأفكار الإلحاديّة مرتّبة زمنياً, تنطوي على أصوات عديدة ومن علوم مختلفة وحقب مختلفة كذلك, كنصوص للشاعر اللاتيني Lucrecio, لفلاسفة كسبينوزا, ماركس وهيوم, علماء كآلبرت آنشتاين أو كارل ساغان, أو أسماء متميزة أدبياً مثل جون أبدايك**.
يجمع هيتشنز تلك النصوص العديدة, مؤكّداً بأنّ تاريخ الانسان " مزروع " بالكوارث الطبيعية: التي لم يعزوها الدين لتفسيرات خاطئة فقط, " بل لمتسببين مزيفين ", حيث قاد هذا للبحث عن " كبش فداء ". لا يرى الصحافي هيتشينز بأنّ عصر التنوير قد ساهم باستئصال تلك العقائد, حتى في مؤسسات دينية " معتدلة ". يجلب الصحافي بعض الامثلة الحديثة, من قبيل: اعتبار كاهن انغليكاني لأنّ سبب بضع فيضانات مائيّة في شمال انكلترا: " انحطاط أو التدهور الأخلاقي " .. يُضاف لعدد من الأسباب منها: قوننة حقوق المثليين جنسياً في البلاد. كذلك ينتقد الصحافيّ قضيّة التشبُّث بالموت عبر التوق لفكرة " نهاية العالم " من قبل الأديان. أمام هذا " الجنون الأُخرويّ ", يُشير الكاتب لأنّ " هذا العالم" يكون الوحيد الذي لدينا ويتوجب علينا تحسينه بكل ما هو مُتاح ", دون أن يكون ضرورياً انتظار " عقاب إلهي ".
الحقيقة أنّ الأديان تدعي, كبديل للعلم, الحقّ بتفسير الواقع, حتى لو كان بحسب هيتشينز: على قاعدة من " الحكايات الخيالية ", والذي حدّد تأثيرها و" الصراع ضد المدافعين الغير متسامحين عنها ", والتي تحافظ على طرحها ذاته حتى اليوم, كما يعلم ذلك كثير من الكتاب من امثال سلمان رشدي أو عضو البرلمان الهولندي Ayaan Hirsi Ali, والمهددين بالقتل بسبب انتقاداتهما للإسلام الراديكاليّ.
شعر إلحاديّ
على الرغم من اهتمام الصحافي بإبراز نصوص لداروين أو فرويد, فإنّه لم يكتفي بها أو بالتفكير المنطقيّ, فقد لجأ كذلك إلى الشعر. يقدم لنا عيّنة من شعر Philip Larkin (1922-1985), حين يقول:
" لا شيء يمكنه تبديد كل هذه الصيغة الخاصة من الخوف, مثل الدين: الذي تمرّس بإصرار شديد, لجعلنا نعتقد بأننا لن نموت ".
كذلك من ضمن المختارات, نصوص من أعمال جوزيف كونراد*** أو أعمال هوارد فيليبس لافكرافت****, اضافة لنصوص ل Ian McEwanأو لسلمان رشدي, كذلك لآيان حرسي علي*****.
تكتب آيان حرسي علي في مذكراتها, قائلة:" يشكّل الإلحاد الموقف الوحيد الذي يسمح لي بالعيش دون تنافرات فكرية. لا يشكّل الإلحاد اعتقاد أو عقيدة. يكون الموت مؤكداً ومُستبدلاً بإغراءات الجنّة, لكن كذلك بإرهاب الجحيم. لا يوجد شيء أكثر من هذا, لكني لا أرغب بشيء أكثر منه ". تعيش الكاتبة متخفيّة إثر تلقيها تهديدات بالقتل. في موقفه نحو ما يعتبره غير صحيح سياسياً, يُشير Louis Farrakhan بإصبعه نحو جماعة محددة مثل " أمّة الإسلام " والتي لا يعيب عليها جذبها لشبّان سود اميركيين وانقاذهم من الوقوع فريسة للمخدرات, لكنها كجماعة " عبارة عن منظمة عنصرية لمجموعة من المختلين ذهنياً ".
على الرغم من أنّ الصحافيّ هتشينز لا يرى بأن للملحدين الحقّ بالتميُّز في العالم, إلّا أنّه يدافع عن دليل الشاعر شيلي****** حول " ضرورة الإلحاد " لاعتباره عدم وجود امكانيّة بتفاديه كموقف أحياناً. حين يقول:" إما أن نعزو حضورنا لقوانين بيولوجيّة وفيزيائيّة, أو نعزوها لمخطط إلهي. بكل الاحوال, متى تمّ أخذ القرار, سنكون مثل المؤمنين: أمام عمل دؤوب شامل نحو الأمام ".
هوامش
* كريستوفر هيتشنز (ولد في 13 أبريل 1949)هو كاتب وصحفي إنجليزي-أمريكي، وكان له عمود ثابت في عدد كبير من المجلات والجرائد بالإضافة إلى كتاباته المعروفة في النقد الأدبي، وهو معروف بإلحاده ونقده اللاذع للأديان، ومن أشهر كتبه الناقدة للأديان كتاب الإله ليس عظيمًا (God Is Not Great) الذي نقد فيه الديانات الإبراهيمية بالإضافة إلى الديانات التي لم تكن تُنتقد في الأوساط الغربية مثل الهندوسية، كما أنه معروف بمعاداته ونقده للصهيونية .
** جون أبدايك 18 مارس 1932 في بنسيلفانيا. هو كاتب أمريكي ومؤلف مشهور في الأدب الأمريكي بأسلوبه النثري الغنائي المتقن. عمل أبدايك محررا في مجلة نيويوركر من عام 1955 إلى غاية 1957، وبنى شهرته الأدبية على كتاباته في المجلة نفسها.
*** هو أديب إنجليزي بولندي الأصل ولد في ما يعرف بأوكرانيا البولندية عام 1857 لوالد أديب مغمور انتقل مع والده إلى بولندا حيث توفى والده ومنها انتقل إلى فرنسا عام 1874 حيث عمل بالملاحة ثم انتقل إلى إنجلترا واستمر في عمله بالبحر. توفي عام 1924 بنوبة قلبية وترك 13 رواية و 28 قصة قصيرة.
أغلب رواياته لها علاقة بالبحر ويرويها بحار عجوز اسمه مارلو من رواياته "قلب الظلام" "العميل السري" و"النصر" و"تحت عين غريبة " و"لورد جيم ".
**** هوارد فيليبس لافكرافت (بالإنجليزية: Howard Phillips Lovecraft) هو كاتب وروائي أميركي اشتهر بكتابة قصص الرعب والخيال العلمي. ولد في مدينة بروفيدنس، رود آيلاند في 20 أغسطس 1890 وعاش معظم فترات حياته فيها. وبسبب مرضه المتواصل لم يكمل لافكرافت تعليمه واضطر إلى ترك المدرسة، ولكنه استطاع كسب المعرفة والعلوم من خلال القراءة الذاتية في المنزل، وكانت معرفته بالتاريخ (بالذات تاريخ نيو إنغلاند) والجغرافيا والأساطير ساعدته كثيرا.
***** آيان حرسي علي (بالإنجليزية: Ayaan Hirsi Ali)، واسمها الأصلي آيان حرسي ماجان مواليد 13 نوفمبر 1969 في مقديشيو في الصومال وهي عضو البرلمان الهولندي عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الهولندي VVD، قامت في 2004 بكتابة فلم الخضوع،الذي تدور قصته حول الظلم الذي تتعرض له النساء في الثقافات الإسلامية حسب فهمها.
****** بيرسي بيش شيلي بالإنكليزية: Percy Bysshe Shelley وُلد في 4 أغسطس 1792 وتوفي في 8 يوليو 1822) شاعر إنكليزي رومانتيكي مهم، يعتبر واحداً من أفضل الشعراء الغنائيين باللغة الإنكليزية. يُعرف بقصائدة القصيرة أوزيماندياس، أغنية للريح الغربية، إلى قُبَرة. ومع ذلك فإن أعماله الهامة تتضمن قصائده الرؤيوية الطويلة: ألاستور، أو روح العزلة، ثورة الإسلام، أدوناي، بروميثيوس طليقاً، وعمله غير المنتهي انتصار الحياة.
حياة شيلي غير العادية وتفاؤله العنيد وصوته القوي المعترض عوامل ساهمت في جعله شخصية مؤثرة وعرضته للتشويه خلال حياته وبعد مماته. أصبح شيلي أيقونة للجيلين الشعريين الذين تلياه، ومن ضمن المتأثرين به الشعراء الفيكتوريون من الحركة ما قبل الرافايلييه روبرت براوننغ، ألفرد لورد تينيسون، دانتي غابرييل روسيتي، ألغرنون تشارلز سوينبرن، كما تأثر به لورد بايرون وويليام بتلر ييتس وهنري ديفد ثورو، وشعراء من لغات أخرى مثل يان كاسبرويك وجيبانانادا داس وسوبرامانيا باراثي.
أُعجب به كارل ماركس وهنري ستيفنز سولت وبرتراند رسل وأوبتون سنكلير. كما اشتهر بصحبته لكل من جون كيتس ولورد بايرون. كانت الروائية ماري شيلي زوجته الثانية.
الهوامش منقولة / يُرجى التدقيق
المقال الاصل بالقسم الاجنبي
تعقيبي
تتمحور الافكار الإلحادية { التي قد تأخذ طابع فلسفي أو أدبيّ بالعموم } حول نقد فكرة الألوهة وحيثياتها, لكن لا يمكن اعتبار نصوص علمية سواء تطورية أو فيزيائية أو غيرها بأنها: نصوص إلحادية .. بل هي نصوص علمية فقط ..